يدخل الدوري القطري لكرة القدم (دوري نجوم QNB ) جولته الرابعة عشرة التي تعد واحدة من أهم جولات الموسم أو القسم الثاني وأكثرها إثارة الى درجة أن نتائجها قد تشكل منعطفا هاما فيما يتعلق بنتائج القمة والقاع، حيث أنها قد تحمل في طياتها إمكانية تحديد انطلاقة للهروب الى القمة والابتعاد عن القاع بين الأندية الاثنتي عشرة المتنافسة في المسابقة. وتأتي هذه الجولة بعد جولة ماضية ارتفعت فيها درجة الإثارة بشكل كبير واتسمت بالشراسة الهجومية واهتزت خلالها الشباك في 24 مناسبة لتكون الجولة الهجومية الرابعة من حيث عدد الحصيلة الإجمالية للأهداف منذ بداية الدوري بعد أن حققت الجولة الثامنة رقما قياسيا بلغ حاجز 30 هدفا، وجاءت بعدها الجولة الخامسة بحصيلة بلغت 27 هدفا، ثم جاءت بعدها جولة أخرى كانت غزيرة في حصيلة أهدافها وهي الجولة الثالثة برصيد 25 هدفا. تحظى مباريات الأسبوع الرابع عشر من الدوري بأهمية كبيرة من جميع الفرق بعد النتائج التي شهدتها مباريات الجولة الماضية، وستكون انطلاقة الجولة الرابعة عشرة من خلال الديربي الكبير والذي سيجمع بين الغرافة والسد غدا، الخميس، باستاد ثاني بن جاسم، وفي اليوم التالي، الجمعة، ستقام مباراتان، حيث سيلتقي السيلية مع المرخية في الرابعة والنصف باستاد حمد بن خليفة، ويلعب نادي قطر والعربي في السادسة وأربعين دقيقة باستاد سحيم بن حمد. ويسدل الستار على الجولة يوم السبت المقبل الموافق 27 يناير بإقامة ثلاث مباريات، فسيكون أم صلال على موعد مع مواجهة الأهلي في الرابعة والنصف باستاد ثاني بن جاسم، ويستضيف الخور على ملعبه فريق الخريطيات في نفس التوقيت، ويلتقي الدحيل مع الريان في السادسة وأربعين دقيقة باستاد عبدالله بن خليفة. وستحرص جميع الفرق على تحقيق الفوز في هذه الجولة من أجل إنعاش آمالها وتحقيق أهدافها، فعلى مستوى الصدارة ستستمر المنافسة بين الدحيل المتصدر برصيد 35 ومطارديه السد والريان برصيد 31 نقطة لكل منهما، وسيكون الدحيل على موعد مع مواجهة قوية وحماسية مع الريان صاحب المركز الثالث والذي سيحاول تعويض خسارته بخمسة أهداف مقابل ثلاثة التي منى بها في القسم الأول وإلحاق الهزيمة الأولى بالدحيل في دوري الموسم الحالي من أجل تقليص الفارق مع المتصدر الى نقطة واحدة. كل هذه الجوانب قدمها الدوري في الجولة الأخيرة، ومن المتوقع أن يبقي عليها في جولاته القادمة التي ستزداد فيها نقاط المباريات غلاء في بورصة الدوري. ورفع الدوري من درجة إثارته بعرضه في هذه الجولة أول مباراة قمة في القسم الثاني وهي التي تجمع بين الدحيل المتصدر والريان صاحب المركز الثاني المتساوي في رصيد النقاط مع السد وهي واحدة من أهم مباريات الموسم لما لها من أهمية بالنسبة لتحديد هوية بطل الدوري من جهة وهي أيضا التي ستحدد مدى قدرة الريان على مواصلة المنافسة من أجل اللقب. وستقدم الجولة مباريات أخرى بين فرق اعتادت أن تقدم عروضا جيدة في المباريات التي تكون فيها وجها لوجه مثل مباراة الغرافة والسد و مباراة قطر والعربي وأم صلال مع الأهلي. وستتجه الأنظار كلها بكل اهتمام للمباراتين اللتين ستجمعان فرقا من القاع باحثة عن نقاط طوق الأمان وهما مباراة قطر مع العربي و مباراة الخور مع المرخية، وكل مباراة منها تعتبر بطولة في ذاتها ممنوع فيها الخسارة. وستسلط الأضواء كلها على المباراة الأولى التي ستقام يوم غد، الخميس، وتجمع بين الغرافة والسد، والمباراة الأخيرة بالجولة التي ستقام يوم، السبت، وتجمع بين الريان والدحيل، وذلك لأنها تتعلق بفرق المقدمة الثلاثة إضافة الى فريق الغرافة المشارك في دوري أبطال آسيا والذي يحتل حاليا المركز السادس وبإمكانه أن يلتحق بالمربع في حالة فوزه وتعثر فريقي السيلية وأم صلال. وتكمن أهمية نتائج المباراتين في تأثيرها على موقف الفرق في المربع حيث أن فوز الدحيل على الريان في حالة حدوثه سيشكل انطلاقة حقيقية نحو منصة التتويج خاصة في ظل تعثر السد أمام الغرافة حيث سيتسع الفارق بين الدحيل وبين السد والريان باعتبارهما أقرب الملاحقين له الى سبع نقاط. وفي صورة حدوث سيناريو مغاير بفوز الريان على الدحيل وفوز السد على الغرافة فإن ذلك يعني سقوط الدحيل حامل اللقب للمرة الأولى بالدوري وتقليص الفارق بينه وبين منافسه، وفي حالة فوز السد على الغرافة فإن ذلك يعني أن خناق المطاردة مشدود على الدحيل والريان في نفس الوقت.. تلك هي أبرز تداعيات المواجهات التي تقدمها الجولة الثالثة بالقسم الثاني والتي ستسلط عليها الأضواء بشكل كبير جدا. وإذا كان التحدي بين خطوط الغرافة والسد في المستطيل الأخضر سيكون كبيراً فإن ما بين النجمين العالميين تشافي هيرنانديز مايسترو وقائد الزعيم، وويسلي شنايدر محترف الغرافة سيكون مثيراً جداً لما لهما من ثقل كبير ومكانة رفيعة في عالم كرة القدم، فضلاً عن الإلهام الذي يعطيه كل منهما لزملائه من اللاعبين، بخلاف صناعة اللعب والتعزيز الهجومي الذي سيقدم منهما، وإن الأنظار بلا شك ستكون مسلطة وراصدة لتشافي وشنايدر، وما سيقومان به في مواجهة من العيار الثقيل تجمعهما لأول مرة في دوري نجوم QNB بعد أن تقابلا من قبل على مستوى الأندية الأوروبية والمنتخبين الهولندي والإسباني لعل أهمها نهائي كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا والذي ظفر به تشافي ورفاقه نجوم المنتخب الإسباني. أما مباراة أم صلال والأهلي فهي تدخل في خانة تلك المباريات التي لا يمكن التكهن بنتيجتها ولا بالسيناريو الذي ستشهده وتتعلق أهميتها بوسط الترتيب القريبة جدا من بوابة المربع حيث تجمع بين فريقين تعثرا في الجولة السابقة وأضاعا كل منهما نقاطا ثمينة، حيث تعثر أم صلال بالخسارة في مباراة مثيرة جدا انتهت نتيجتها لصالح الغرافة فيما تعثر الأهلي بالتعادل مع الخور بخطفه هدف التعادل في الوقت القاتل من زمن المباراة . وتدخل مباراة أخرى ضمن نفس الفئة من المواجهات تجمع يوم، الجمعة، بين السيلية الرابع والمرخية الثاني عشر والأخير وستوجه الأنظار الى الطرفين لمعرفة الوجه الذي سيظهر به السيلية بعد خسارته العريضة في الجولة السابقة أمام السد الطامع في لقب الدوري.. كما أن الأنظار ستوجه لفريق المرخية الذي تراجع للمركز الأخير مرة أخرى خاصة بعد ان دعم صفوفه بمهاجمين بدلا من محترفيه الأجنبيين لحل مشكلة الهجوم حيث تبين أن الفريق يؤدي بشكل جيد ولكنه لا يسجل من الأهداف ما يكفي لتحقيق الفوز في كثير من المباريات كان فيه قريبا من العلامة الكاملة. مباراتان في هذه الجولة لا تحتمل نتيجتهما إلا خيارا واحدا وهو خيار الفوز ولا يتساوى فيها التعادل مع الخسارة لعدم إيفاء النقطة بالحاجة لجمع نقاط ضمان الهروب من الهبوط..الأولى تجمع بين الخور والخريطيات والثانية تجمع بين قطر والعربي وهذه الفرق غارقة في قاع الدوري وتبحث عن النقاط الكاملة باعتبارها مواجهات بين منافسين مباشرين للابتعاد عن المركز الأخير. ويتوقع المراقبون أن تكون مباراة الخور والخريطيات مباراة دربي الخطر والتي سيخوضها المدربان التونسيان ناصيف البيباوي وأحمد العجلاني بطموحات الفوز لتعويض النقاط الضائعة في الجولة السابقة. أما مباراة العربي وقطر فإنها ستدور في ظل التوازن الكبير بين إمكانيات الفريقين، وفي ضوء ذلك التقارب الكبير بين ما حققه الفريقان بالدوري حيث لا يفصل بينهما في الرصيد سوى نقطة واحدة تمنح أفضلية بسيطة لفريق قطر على لائحة الترتيب بحيث يحتل المركز التاسع برصيد 11 نقطة مقابل 10 نقاط لفريق العربي يحتل بها المركز العاشر.. وبالتالي يتضح مدى حجم التوازن بين الفريقين في الإمكانيات والقدرات وهذا التوازن يتجلى أيضا في بعض الأرقام، حيث نجد أن خط هجوم فريق قطر سجل 16 هدفا مقابل 13 هدفا لخط هجوم العربي، كما أن خط دفاع قطر تلقى 30 هدفا مقابل 26 هدفا للعربي. وفي أقوى المواجهات يحتضن استاد عبدالله بن خليفة بنادي الدحيل مساء، السبت، القادم قمة الدحيل والريان حيث تكتسب المباراة أهمية بالغة لكون نتيجتها ستحدد ملامح التنافس في المرحلة القادمة بالرغم من أن الدحيل تقدم الترتيب بفارق 4 نقاط عن أقرب ملاحقيه السد والريان وذلك بعد الأسبوع الثالث عشر، فهي تجمع فريقين مرشحين للظفر بدرع الدوري، وكلاهما مؤهل لذلك عطفاً على الإمكانيات التي يمتلكانها من لاعبين ومدربين على مستوى كبير، بالإضافة للمستويات الفنية العالية التي قدمها كلاهما حتى الآن وجعلتهما في المواقع المتقدمة، حيث الدحيل يحتل صدارة الترتيب برصيد 35 نقطة، والريان في المركز الثالث برصيد 31 نقطة. الدحيل في موقع قوة بالنظر إلى المستوى الذي ظهر به حتى الآن، وذلك بالرغم من غياب عدد من لاعبيه الشباب لتواجدهم مع العنابي الأولمبي وأبرزهم المعز علي وغيره من نجوم الفريق الشباب، في الوقت الذي يمتاز الفريق بالقوة الهجومية الضاربة والتي تظل مصدر قلق لكل المنافسين، حيث بلغ مجموع الأهداف التي سجلها 47 هدفاً أي بمعدل يفوق ثلاثة أهداف في كل مباراة ليكون أقوى خط هجوم، فيما يحتل دفاعه المركز الثاني كأقوى الفرق دفاعياً بمجموع 16 هدفاً اهتزت بهم شباكه، وهي كلها أرقام تمنحه قوة إضافية. وحافظ الدحيل على سجله بدون خسارة بعد 13 مباراة، ولم يتعثر سوى في لقاءين تعادل فيهما أمام الغرافة والسيلية، فيما فاز في 11 مباراة أخرى بفضل نزعة لاعبيه الهجومية، وميله إلى استعراض القوى بتسجيل الكثير من الأهداف بوجود مجموعة مميزة من اللاعبين يتقدمهم يوسف المساكني ونام تي هي وإسماعيل محمد ويوسف العربي متصدر قائمة الهدافين برصيد 19 هدفاً- وغيرهم من لاعبي الدحيل المميزين.. وبالإضافة لذلك فالفريق يعتمد على عدة طرق هجومية لإرباك منافسيه وللمساهمة في تسجيل الكثير من الأهداف. في المقابل، يتطلع الريان إلى ضرب عصفورين بحجر واحد فمن جهة الفوز لرد الاعتبار من هزيمة مباراة القسم الأول والتي فاز فيها الدحيل بخمسة أهداف مقابل ثلاثة، ومن جهة أخرى تقليص الفارق عن المتصدر إلى نقطتين وإشعال المنافسة على اللقب. الريان وإن لم يكن مقنعاً في عدد من المباريات إلا أنه يملك المقومات التي تخول له المنافسة بوجود مجموعة من اللاعبين المميزين يتقدمهم القائد تاباتا، وعبدالرزاق حمدالله، وسيبستيان سوريا، وأحمد عبدالمقصود، ومايونجين كو وغيرهم، فضلاً عن إدراكه بأن هذه المباراة تشكل فرصة لا تعوض للاقتراب من لقب الدوري وتقليص الفارق في مرحلة أولى في انتظار نتائج الجولات التالية، واستعادة اللقب الذي فقده في الموسم الماضي لصالح منافسه في هذه الجولة الدحيل حامل اللقب. ومن التداعيات المرتقبة لنتائج مباريات هذه الجولة تحركات كبيرة في قاع جدول ترتيب الفرق وفي مختلف مستويات جدول الترتيب إلا أن الصدارة ستبقى في حوزة الدحيل مهما كانت نتيجة مباراته أمام الريان ومهما كانت نتيجة مباراة السد مع الغرافة، كما أن المركز الرابع سيكون محل نزاع طريف بين فرق السيلية وأم صلال والغرافة وسيبقى الأهلي حده معنيا بمراكز منطقة الدفء وبإمكانه أن يتجول فيها كما يشاء..أما مراكز منطقة الخطر فستكون محل نزاع بين الفرق الخمسة الأخيرة وهي الخور وقطر والعربي والخريطيات والمرخية وكلها تصارع من أجل البقاء في الأضواء.;
مشاركة :