ما هي نقطة ضعفك؟ سؤال مزعج يتم طرحه في مقابلات العمل، مزعجٌ إما لأنك حقاً لا تعلم الإجابة عنه، أو لأنك ستقرّ بشيء لا تعترف به للمقربين، وقد يطيح بفرصتك. ولكن لا داعي لهذا التوتر، لأنك إذا تعلَّمت كيف تجيب عنه فسيصبح عاملاً لصالحك وليس ضدك. يشير مؤسس موقع Insight جاستن باريسو، من واقع خبرته، إلى وجود طريقة مثالية للتعامل مع هذه الأسئلة المحرجة. ويوضح في مقال على موقع كيفية قلب السؤال من الانطباع السلبي إلى الإيجابي. إذ يسعى المحاور من طرح هذا السؤال إلى إشعارك بالعجز، ربما قبل أن يطرح عليك سؤالاً آخر تكون فيه بموقع دفاعي، لكن لو نظرنا للسؤال على أنه فرصة رائعة لتقديم إجابة نموذجية، يزيد ذلك من ذكائك العاطفي، أي القدرة على التحكم بمشاعرك وتوظيفها لمصلحتك.إذاً، كيف تُجيب عن هذا السؤال بطريقة فعالة؟ ينصح بعض الخبراء بذكر نقاط القوة على أنها نقاط ضعف، لكي تظهر بشكل أفضل، ولكنها نصيحة عارية تماماً عن الصحة، لأنك إذا بحثت في الأمر، فستجد أن معظم المحاورين يسألون نفس السؤال لعدد لا نهائي من المتقدمين، ولك أن تتخيل عدد المرات التي يسمعون فيها إجابات، مثل "عيبي أني مثالي"، أو "عيبي أني أحب العمل أكثر من اللازم". وسواء كانت الإجابة عن هذا السؤال في مقابلة عمل أو غير ذلك، فإنها ستُنمي قُدراتك بطريقة مدهشة، ولكن لماذا؟ لأنها تزيد من الوعي الذاتي (Self-Awareness)، الذي يُعتبر من العناصر الأساسية للذكاء العاطفي. ويضع الأساس لما يمكن تسميته بـ"الوصايا العشر للذكاء العاطفي"، وأفضل طريقة لتطوير الوعي الذاتي هي أن تسأل نفسك هذا السؤال. الحقيقة، ليس من السهل أن تحدد نقاط ضعفك، لأنه أمرٌ يتطلب تأملاً شديداً للنفس، وتفكيراً نقدياً، والقدرة على تقبل ردود الفعل السلبية، وغيرها من الصفات التي اختفت في عالم يُناصر الإشباع الفوري للرغبات. والحل هو أن تتأمل جيداً في هذا السؤال وتفكر فيه باستمرار، دون اللجوء لإجابات سريعة أو مجرد الظهور بشكل أفضل، ولكن عليك تحديد ميولك التي تعلمتها من تجارب الآخرين أو من أخطائك الشخصية. يمكنك إنجاز الكثير بمجرد تحديد أبرز نقاط ضعفك، وللتوضيح أكثر: فلنفترض أن نقطة ضعفك هي المبالغة في إسعاد الناس، ولم تكتف بتحديدها فقط، بل فكرت في موقف تسببت هذه الصفة في ضررك، مثل أن تشتري منتجاً لا تريده لمجرد أنك أعُجبت بالبائع أو أُحرجت منه. نتيجة لذلك، يمكن اتخاذ خطوات للتغلب على نقطة الضعف هذه، وهي عند مقابلة بائع يعجبك عمله، عليك أن تفكر لبعض الوقت قبل أن تشتري أو أن تتخذ قراراً متهوراً. وكذلك عندما تقود فريقاً في العمل، لا يجب أن تكون سريع المدح والثناء، ولكن عليك أن تُجبر نفسك على تقديم النقد الذي يحتاجه للتطوير المستمر. هذه السلوكيات تتطلب إعداداً جيداً والاطلاع على الأمثلة والأبحاث، أو حتى ممارستها بصوت عالٍ لتكتسب المزيد من الثقة.هل تعتقد أن المحاور سيتذكر هذه الإجابة؟ "بالتأكيد نعم"، يوضح باريسو، ويضيف: "يجب أن تعلم أن الهدف من تحديد نقاط ضعفك والتغلب عليها هو أبعد من أن يكون لمجرد مقابلة عمل، وإذا كان هذا المثال ساعدك على فهم طريقة الإجابة فهو ليست الإجابة المثالية التي يفترض أن تجيب بها كل مرة". فالإجابة يجب أن تنبع من ذاتك وواقع تجربتك وخبراتك، التي استخلصتها من ردود أفعال الآخرين حولك، مدعومة بخطط استراتيجية أمعنت التفكير فيها، فيأتي جوابك مع سبق الإصرار والترصد.
مشاركة :