حكم تحريك السبابة في التشهد حتى التسليم من الصلاة

  • 1/24/2018
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يشير بإصبعه السبابة، ويحركه في التشهد في الصلاة، لصحة الأحاديث الواردة في ذلك، والحكمة منها دفع الشيطان، لما رواه أحمد عن نافع قال كان عبد الله بن عمر إذا جلس في الصلاة وضع يديه على ركبتيه وأشار بإصبعه وأتبعه ببصره ثم قال .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهي أشد على الشيطان من الحديد يعني السبابة.واختلف أهل العلم في تحريك الإصبع باستمرار، فرأى الحنفية: رفع السبابة عند النفي في الشهادتين، يعني: عند قوله: "لا"، ويضعها عند الإثبات، وأما الشافعية: فيرون رفعها عند قوله : "إلا الله"، وعند المالكية: يحركها يمينًا وشمالًا إلى أن يفرغ من الصلاة، وعند الحنابلة: يشير بإصبعه كلما ذكر اسم الجلالة، لا يحركها.ورى عن وائل بن حجر قال: قلت: لأنظرن إلى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يصلي فنظرت إليه فقام فكبر ورفع يديه حتى حاذتا بأذنيه ثم وضع يده اليمنى على كفه اليسرى والرسغ والساعد فلما أراد أن يركع رفع يديه مثلها قال ووضع يديه على ركبتيه ثم لما رفع رأسه رفع يديه مثلها ثم سجد فجعل كفيه بحذاء أذنيه ثم قعد وافترش رجله اليسرى ووضع كفه اليسرى على فخذه وركبته اليسرى وجعل حد مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى ثم قبض اثنتين من أصابعه وحلق حلقة ثم رفع إصبعه فرأيته يحركها يدعو بها. رواه النسائي (889). وصححه ابن خزيمة (1 / 354) وابن حبان (5 / 170).واستدل بعض العلماء بهذا الحديث «يحركها يدعو بها» على أن تحريك السبابة في التشهد يكون عند كل جملة دعائية . قال رحمه الله في الشرح الممتع :دلت السنة على أنه يشير بها عند الدعاء لأن لفظ الحديث «يحركها يدعو بها»، فكلّما دعوت حرِّكْ إشارةً إلى علو المدعو سبحانه وتعالى على هذا فنقول: السلام عليك أيها النبي-فيه إشارة- لأن السلام خبر بمعنى الدعاء السلام علينا -فيه إشارة- اللهم صلّ على محمد -فيه إشارة- اللهم بارك على محمد -فيه إشارة- أعوذ بالله من عذاب جهنّم-فيه إشارة- ومن عذاب القبر-إشارة- ومن فتنة المحيا والممات- إشارة- ومن فتنة المسيح الدجال-إشارة- وكلما دعوت تشير، إشارةً إلى علو من تدعوه سبحانه وتعالى.ذكر العلماء أن من السنة عند الإشارة أن ينظر إلى السبابة، فقال النووي: والسُنة أن لا يجاوز بصره إشارته وفيه حديث صحيح في سنن أبي داود ويشير بها موجهة إلى القبلة وينوي بالإشارة التوحيد والإخلاص. «شرح مسلم» (5 / 81).ومن السنة أن يشير بها إلى القبلة، وعن عبد الله بن عمر أنه رأى رجلا يحرك الحصا بيده وهو في الصلاة فلما انصرف قال له عبد الله لا تحرك الحصا وأنت في الصلاة فإن ذلك من الشيطان ولكن اصنع كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع قال فوضع يده اليمنى على فخذه وأشار بإصبعه التي تلي الإبهام إلى القبلة ورمى ببصره إليها ثم قال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع». رواه النسائي (1160) رواه ابن خزيمة (1 / 355) وابن حبان (5 / 273).

مشاركة :