صدور كتاب «إنقاذ اليهود من الفناء».. صورة مضيئة من الحضارة العربية الإسلامية

  • 1/24/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في الوقت الذي أعلن فيه شيخ الأزهر أن عام 2018 هو عام القدس، صدر كتاب "الإسلام والعرب وإنقاذ اليهود من الفناء" للصحفي والكاتب والروائي أحمد بدر نصار، عن دار سما للنشر والتوزيع.ويقع الكتاب في 224 صفحة من القطع المتوسط، ويتناول الكتاب التلاقح الحضاري بين العرب واليهود تاريخيًا، لاسيما في غضون العصور الذهبية للحضارة العربية.ويتصدى الكتاب لجذور العلاقات العربية اليهودية منذ الحكم الإسلامي والعربي في الأندلس، مرورًا باحتضان العالم العربي والإسلامي لليهود، بعد طردهم مع المسلمين من الأندلس، وانتهاءً بدور المسلمين في إنقاذ بعض اليهود من الهولوكوست.ويسلط الكتاب الضوء على الفترات المضيئة في العلاقات بين العرب واليهود، وازدهار أحوال اليهود في كنف الحضارة العربية، نتيجة تسامح الدين الإسلامي معهم، خلافًا لأشقائهم الذين توطنوا في أوروبا، والذين لاقوا أهوالًا من فنون الخسف والاضطهاد.ويشير الكتاب مدججًا بالأمثلة التاريخية الدامغة إلى تجليات التلاقح الحضاري بين العرب واليهود، بدءًا من التأثيرات الدينية من حيث تأثر طائفة "القرائين" بالعقيدة الإسلامية، وتأثر السامريين بالفكر الإسلامي، ناهيك عن التأثيرات الإسلامية في التفاسير الدينية اليهودية. ومرورًا بالتأثيرات اللغوية من حيث تأثر اللغة العبرية باللغة العربية، وقواعدها، وعروجًا على، التأثيرات الأدبية من حيث بصمات الشعر العربي المميزة التي خلفها في نظيره العبري، وانتهاءً بالتأثيرات الاجتماعية والثقافية من حيث تقليد اليهود للمسلمين في حياتهم الاجتماعية والثقافية، وتأثر اليهود الذين عاشوا في ظلال الحضارة الإسلامية والعربية بطرق وأنماط التعليم العربي والإسلامي، وتأثرهم بالأساطير والأمثال العربية، كما يميط الكتاب اللثام عن التأثيرات الفكرية التي طبعها المسلمون والعرب في الذهنية اليهودية في القرون الوسطى من خلال نماذج لمفكرين يهود تأثروا بالفكر الإسلامي، وهم: موسى بن ميمون، وابن فاقودة، وابن جبيرول.وقال المؤلف إن الكتاب جاء ليرد على كل الاتهامات التي تلصق بالعرب والمسلمين زورا كونهم إرهابيين، لافتا إلى أن اليهود لم يعرفوا حرية أو ازدهار في حياتهم مثل ما شاهدوه في ظل الحضارة العربية والإسلامية خاصة في الأندلس، لافتا إلى أن العرب والمسلمين لو كانوا أعداء للآخر خاصة اليهود وكنا وقتها أصحاب القوة والعلم حيث كانت اللغة العربية لغة دولية يلهث المؤرخين واليهود لتعليمها كونها ناقلة لعلوم وحضارة اليونان، كان بالإمكان نقضي على اليهود أو أن نعاملهم معاملة سيئة وهذا ما لم يحدث بل المؤرخين اليهود أنفسهم يؤكدون أن عصرهم الذهبي كان في ظل الحضارة الإسلامية في الأندلس.ويكشف الكتاب كم كانت الحضارة الإسلامية أنصفت اليهود ومنحتهم قبلة الحياة، حيث كانت ديارهم وممتلكاتهم سلبت منهم فقمنا نحن العرب والمسلمين بإعادتها مرة أخرى لهم ، وعين منهم وزراء ومستشارين للحكام العرب والمسلمين، وعندما شاهدوا عظمة اللغة العربية وقتها وكيف العالم يلهث وراء تعليم العربية كونها ناقلة التراث الفكري لحضارة اليونان وحضارات أخرى، راحوا يفكرون في إحياء لغتهم العبرية مرة أخرى وهي بمثابة إحياء اليهود مرة أخرى للحياة.

مشاركة :