أنا عـصاك اللي ما تعـصاك !

  • 10/16/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

من المفروض أن تكون العلاقة الوظيفية بين الرئيس والمرؤوس من مديرين وموظفين ونحوهم، قائمة من الناحية الخلقية والإنسانية على الاحترام المتبادل والأخوة الإسلامية والتعاون على البر والتقوى والتفاني في أداء العمل كل فيما يخصه، ومن الناحية الإدارية على ما تنص عليه مواد ولوائح النظام من صلاحيات للرئيس أو المدير ومن واجبات تترتب على ما في يده من صلاحيات وعلى ما للموظف المرؤوس من حقوق وما عليه من واجبات وظيفية ينبغي عليه أداؤها مقابل الأجر الشهـري الذي يستلمه من جهة عمله بانتظام وفي هذه الحالة فإن العمل الإداري أو المالي أو الفني يسير في تلك الجهات على خير ما يرام لأن كل واحد فيها عرف واجباته فأداها وأخذ حقوقه فاستوفاها، ويكون الشعور السائد بين الجميع المودة والرضى والمزيد من البذل والعطاء. ولكن الحياة الإدارية التي تعج بالأخيار من رؤساء ومرؤوسين تعج أيضا بالأشرار الذين لا يقيمون وزنا لمبادئ ولا لأنظمة أو لوائح أو مصلحة عامة وإنما يكون همهم الخير تحقيق مكاسب ومنافع لأنفسهم ولمن حولهم من المخلصين لهم بغض النظر عما إذا كان ذلك الإخلاص ينعكس إيجابا على أدائهم الوظيفي اليومي أم أنه إخلاص للرأس فقط لا غير أما العمل وأهدافه وبرامجه فإنه آخر ما يفكرون فيه ويعملون من أجله لأن هدفهم الأساسي هو الحصول على المنافع الخاصة حتى لو جاءت على حساب المصلحة العامة وتوجد في الحياة الوظيفية عبارة يقولها المرؤوس اللسلوس لرئيسه وهي عبارة ذات معانٍ متعددة معظمها لا علاقة له بمصلحة العمل حيث يقول لرئيسه: أنا عصاك اللي ما تعصاك.. فينظر إليه رئيسه مليا وبارتياح ثم يمد له يده مصافحا إياه وعلى ثغره ابتسامة عريضة لأنه وجد الموظف المناسب الذي طالما كان يبحث عنه! وعند تحليل العبارة نجد أنها تعني من بين ما تعني أن الموظف باع نفسه وضميره لرئيسه في العمل فهو عصا في يده يضرب بها خصومه ويتوكأ عليها في تمرير المخالفات ويلوح بها في وجه بقية المرؤوسين حتى «يمشوا على العجين دون أن يلخبطوه» وهو الذي يصادق على جميع أقواله سواء كانت صادقة أم كاذبة أم خاطئة حتى لو أنه قال لعصاه: انظر إلى الثور في الإبريق فإنه يرد عليه قائلا: إنني أراه وها هي ذي قرونه مطلة من فتحة الإبريق ويظل الموظف العصا في يد مرؤوسه يستخدمه في جميـع أعماله المشروعة وغير المشروعة فإذا «انقلع» ذلك المدير انكسرت العصا إلا إذا تلقفها من جاء بعده في الإدارة لأنه يريد إكمال السيرة الظافرة وعندئذ يظل ذلك الموظف عصاه التي لا تعصاه!!.

مشاركة :