كمرشح وحيد حتى الآن، تقدم الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، بأوراق ترشحه رسمياً لفترة رئاسية ثانية، في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراء جولتها الأولى خلال مارس المقبل، والمتوقع أن يحسمها السيسي بكل سهولة، في ظل غياب المنافسين الجادين، في حين بدأت حملته الانتخابية نشاطها ببحث إمكانية التواصل مع المواطنين لشرح إنجازات الرئيس. في خطوة متوقَّعة، أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس، تقدمه بأوراق ترشحه رسمياً للانتخابات الرئاسية، المقرر إجراء جولتها الأولى منتصف مارس المقبل، وبات طريق السيسي ممهداً لولاية رئاسية ثانية وأخيرة تنتهي عام 2022. السيسي غاب أبرز منافسيه تباعاً، فالمرشح الرئاسي الأسبق، الفريق أحمد شفيق، تراجع عن قرار ترشحه، ورئيس أركان القوات المسلحة الفريق سامي عنان، استدعته قيادة الجيش للتحقيق معه في مخالفات، في وقت لا يشكل المحامي اليساري خالد علي، منافساً جدياً، في حال استمراره بالسباق، حيث عقدت حملته الرئاسية مؤتمراً مساء أمس، وعلمت "الجريدة"، خلال مثولها للطبع، أنه سيتجه إلى الانسحاب من السباق الرئاسي. وتقدمت الحملة الانتخابية للرئيس السيسي، صباح أمس، بأوراق ترشحه إلى "الوطنية للانتخابات"، عبر وكيله الرسمي محمد بهاء أبوشقة، بعد إعلان السيسي عبر صفحته الرسمية عن أسماء أعضاء حملته، قائلاً: "شعب مصر العظيم... تم اختيار السفير محمود كارم منسقاً عاماً لحملتي الانتخابية، والدكتور محمد بهاء الدين أبوشقة ممثلاً قانونياً عني ومتحدثاً رسمياً للحملة". وأصبح الرئيس، الذي أجرى أمس الأول الكشف الطبي، المرشح الوحيد الذي تقدم رسمياً للجنة، إذ نجح في تلبية مطالب الهيئة الوطنية للانتخابات، بعدما حصد 548 تزكية من نواب البرلمان من أصل 595 نائبا، وعدداً ضخماً من التوقيعات يزيد على مئتي ألف توكيل. وقبل نحو خمسة أيام من موعد إغلاق باب قبول طلبات الترشح 29 الجاري، قال أبوشقة، في تصريح لـ"الجريدة": "لدينا أهداف وأولويات بالوصول إلى كل المواطنين، وشرح ما قام به الرئيس السيسي خلال الفترة الماضية، وما سيقوم به خلال المرحلة المقبلة لأجل الوطن"، مؤكدا أنهم يسعون للتواصل مع كل أطياف المجتمع، في حين كشف مصدر رفيع المستوى لـ"الجريدة"، أن حملة السيسي انطلقت بالفعل من مقرها بالتجمع الخامس، وتم عقد عدة اجتماعات على مدار الأيام الماضية، لبحث خطة الدعاية. وحول تغير المشهد الانتخابي إلى ما يشبه الاستفتاء، اعتبر مؤسس مركز "ابن خلدون للدراسات الإنمائية"، سعد الدين إبراهيم، أن أميركا والدول الغربية ستتعامل بصورة طبيعية مع النظام المصري، لأنه من أهم الحلفاء في الشرق الأوسط، بغض النظر عن طبيعة الإجراءات الانتخابية، مضيفا أن "المشهد يقترب من أن يقتصر على مرشح وحيد". وكانت مصادر حكومية قالت إن مجلس الوزراء طالب أعضاء الحكومة بعدم إعلان دعمهم لأي مرشح رئاسي، لأن مجلس الوزراء يقف على الحياد، ولا ينخرط في العمل السياسي. جاء ذلك على خلفية بيان أصدرته هيئة "مترو الأنفاق" تعلن فيه تأييدها ترشيح الرئيس السيسي لفترة ولاية ثانية، الأمر الذي أغضب الحكومة. احتفالية الشرطة وشهد الرئيس، الذي قدم أوراق ترشحه عشية ذكرى ثورة 25 يناير 2011، صباح أمس، الاحتفال بعيد الشرطة السادس والستين، الذي أقيم في مقر أكاديمية الشرطة، في ضاحية "التجمع الخامس" شمال شرقي القاهرة، في وقت أعلنت وزارة الداخلية بالتعاون مع قوات الجيش الاستنفار لتأمين الاحتفال بالذكرى، إذ ظهرت المركبات العسكرية في ميدان التحرير والميادين الرئيسية. وأشاد السيسي، خلال كلمته أمام الاحتفال، ببطولات رجال الشرطة وتضحياتهم، مؤكداً أن هناك الكثير من الأخطار تحيط بالوطن. وشدد على أهمية الحفاظ على الوحدة والهدف، وعدم السماح بتغيير بوصلة العمل الوطني وتقويض الجهود التي تتم لحماية الوطن. وأشار إلى أن هناك من يريدون النيل من مصر وتغيير اتجاهها من العمل والبناء والتنمية والتعمير، مشدداً في الوقت ذاته على أنه لن يمكن النيل من مصر طالما ظل هناك اصطفاف وطني، وداعب أبناء الشهداء الذين تم تكريم أسمائهم، مشدداً على أن المصريين لن يتركوا ثأرهم. إلى ذلك، وبينما أعلن "صندوق النقد الدولي"، أمس الأول، رضاه عما أبدته الحكومة المصرية من التزام بتنفيذ الزيادة المقبلة في أسعار الوقود بعد رفع الدعم عنه، بحلول ديسمبر المقبل، قال مصدر مصري لـ"الجريدة"، إن الصندوق أوصى مصر برفع الدعم عن المحروقات بنهائياً، خلال العام الحالي، لكن القاهرة طالبت بجدولة رفع الدعم لكي تصل إلى العام المقبل، في حين تمسك الصندوق بمطلب إعادة هيكلة أجور موظفي الدولة، الأمر الذي تتفاوض بشأنه الحكومة. وأشار المصدر إلى أن لتر 92 سيرتفع من 5 جنيهات إلى 7 جنيهات، بعد رفع الدعم بشكل كامل، في حين قال نائب وزير المالية، أحمد كوجك، لـ"الجريدة"، إن الحكومة تستهدف إلغاء الدعم عن المواد البترولية بالفعل نهاية العام الحالي، مشيراً إلى استثناء البوتاجاز والسولار. القمة الإفريقية وفي وقت لا تزال المسائل عالقة بين مصر وإثيوبيا والسودان في ملفات عدة أبرزها "مفاوضات سد النهضة الإثيوبي"، توجه وزير الخارجية المصري، سامح شكري إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، مساء أمس، للمشاركة في الاجتماعات التمهيدية للدورة الـ30 لقمة الاتحاد الإفريقي المنعقدة في أديس أبابا، تمهيداً للقمة على مستوى الزعماء يومي الأحد والاثنين المقبلين. ومن المتوقع أن تتضمن مشاركة السيسي في أعمال القمة الإفريقية، عقد قمة ثلاثية مع نظيره السوداني عمر البشير، ورئيس الحكومة الإثيوبية هايلي ماريام ديسالين، في أديس أبابا، لمناقشة أزمة سد النهضة بعد رفض إثيوبيا عرضاً مصرياً بإشراك "البنك الدولي" في المفاوضات المتعثرة، وقال مصدر مصري مسؤول إن القاهرة راغبة في الوصول إلى حل للأزمة، وتستعد لتقديم مقترحات لتحريك الموقف.
مشاركة :