خيال علمي عربي

  • 1/25/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

محمدو لحبيب ثمة أسئلة كثيرة تطرق ذهن من يقرأ روايات عربية توصف بأنها روايات خيال علمي: إلى أي حد تعبر هذه الروايات عن الهواجس الحقيقية التي تنتاب مجتمعاتنا العربية من جراء تطور تكنولوجي لا يولد أصلاً داخلها؟إلى أي مدى تعكس هذه الكتابات رؤية استشرافية «متفائلة»، ومروّجة لروعة وجمال المجتمعات العربية المستقبلية المتقدمة تكنولوجياً والواردة في عوالم تلك الروايات؟تختلف الرؤى ضمن الجدل الذي يدور بين المثقفين كلما ذُكِر أدب الخيال العلمي «العربي»، فمنهم من يعتبره كتابة لفئة عمرية «مراهقة» ولا تستحق أن تُدْرج في إطار الوصف الأدبي العام الناضج، ولا يستحق كتابها بالتالي أن يعتبروا كتاباً روائيين رصينين على غرار نجيب محفوظ، يوسف إدريس، حنا مينه، الطيب صالح، وغيرهم من عمالقة الرواية العربية.البعض الآخر يراها روايات متميزة، لكنه يقيسها على مقياس آخر وفق السؤال التالي: إذا كان الخيال العلمي كأدب ولد في مجتمعات غربية تتطور في كل آن تكنولوجياً، وتزدهر فيها الاكتشافات العلمية، وتفرز بالتالي إشكاليات أخلاقية تستدعي الكتابة عنها بنوع من الاستشراف المستقبلي، فما الدافع لدى الكتاب العرب الذين يعملون على أدب الخيال العلمي في مجتمعات متخلفة ما زالت لا تنتج في أغلبيتها التكنولوجيا بل هي مجرد مستهلكة لها؟يدافع آخرون عن وجهة النظر القائلة بضرورة تواجد أدب الخيال العلمي العربي كمحفّز للعقل العربي، ويرون أن كوننا مستهلكين للتكنولوجيا ولاختراعات الغير، لا ينجينا من تأثيرات ذلك ومخاطره المستقبلية، وإلا لكانت إشكالية تلوث البيئة العالمية، ومسألة ثقب الأوزون والأمطار الحمضية، ومخاطر الأشعة تحت الحمراء في الأجهزة الإلكترونية و..و.. كل تلك مسائل خاصة بالعالم الذي يوصف بأنه متقدم، لكننا نعيش على نفس الكوكب شئنا أم أبينا، ونعاني نفس المخاطر.إن من يروّجون للمبررات المفاهيمية لأدب الخيال العلمي العربي، لا يكتفون بكونه يحفز الوعي بالمخاطر المستقبلية للتطور العلمي كما أسلفنا، بل يرون كذلك أنه بطريقة ما يرسم صورة لمستقبل زاهر، قد يغري من يعيشون في الواقع المتخلف الحالي بالتحرك نحو تجسيده، وبالتالي فهو من وجهة نظر فكرية، يطور الذهنية العربية، ويدفعها نحو التغير والتغيير للأحسن.هل هي ضرورة ملحة أن نفسح المجال للاعتراف بأدب الخيال العلمي بعد كل ذلك؟ ربما، لكن قد يجادل أيضاً بعضنا فيرى أن إشكاليات الواقع، تستدعي اهتماماً أكبر من كتابنا، وأن مسألة المستقبل ومخاطر التكنولوجيا هي مسألة فيها نظر، وقد تكفينا الأبحاث العالمية وما يكتب في الغرب مؤونة الاختلاف من أجلها. pechike@gmail.com

مشاركة :