افتتح سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، رسمياً أمس، في منطقة خليفة الصناعية بأبوظبي «كيزاد»، مشروع مصنع مشترك يجمع بين «شركة دوكاب للألمنيوم» والشركة القابضة العامة «صناعات» المتخصصة في الاستثمار الصناعي، بكلفة قدرها 220 مليون درهم. وأكد سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، خلال الافتتاح، أن الصناعة الوطنية وبدعم من قيادة الدولة، أصبحت تشكل رافداً مهماً وحيوياً للاقتصاد الوطني، مشيراً سموه إلى أن التنويع الاقتصادي عنصر أساسي للمحافظة على وتيرة مسيرة التنمية الشاملة، وضمان نمو قوي لها في المستقبل. وبارك سموه هذه الخطوة في تنفيذ المشروع، متمنياً مزيداً من التطور والازدهار والتميز، ولفريق العمل التوفيق والنجاح، والمساهمة في تعزيز وتطوير الصناعات المحلية، ودفعها إلى الريادة والعالمية. إنتاج الألمنيوم بنية تحتية متطورة قال الرئيس التنفيذي لشركة موانئ أبوظبي، الكابتن محمد جمعة الشامسي، إن تدشين شركة دوكاب للألمنيوم لمنشآتها في «كيزاد»، التي تعد واحدة من أكبر وأكثر المناطق الصناعية واللوجستية المتكاملة في المنطقة، يتيح منافع متعددة من بينها البنية التحتية المتطورة، وشبكة الطرق المتكاملة التي تتيح وصولاً مباشراً لميناء خليفة، فضلاً عن موقعها الاستراتيجي بالقرب من دبي وأبوظبي. من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة «دوكاب» والرئيس التنفيذي لـ«صناعات»، المهندس جمال الظاهري، في تصريحات صحافية على هامش الافتتاح، إن إنتاج «دوكاب للألمنيوم» العام الماضي من منتجات الألمنيوم بلغ 18 ألف طن، تم بيعه كاملاً، لافتاً إلى أن الشركة وقعت عقوداً لبيع 34 ألف طن من منتجات الألمنيوم خلال العام الجاري. وأضاف أن الطاقة الإنتاجية للمصنع تبلغ 50 ألف طن، يتم الوصول إليها وفقاً لحاجة السوق المحلية وأسواق التصدير. وأوضح أن «دوكاب» تصدر نحو 75% من إنتاجها سنوياً إلى أسواق في إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، بينما يتم توجيه 25% من الإنتاج للسوق المحلية في دولة الإمارات وأسواق دول مجلس التعاون الخليجي. وأكد الظاهري أنه لا يوجد حالياً توجه لطرح شركات تابعة لـ«صناعات»، للاكتتاب العام قريباً، لافتاً إلى أن هذا الأمر غير مطروح في الوقت الراهن. وقال إنه تم طرح شركتي «أغذية» و«أركان» التابعتين لـ«صناعات» في سوق المال منذ سنوات عدة. تنمية القطاع وكان الظاهري قال في كلمته خلال حفل الافتتاح، إن المشروع المشترك يمثل تجسيداً للجهود الرامية إلى تنمية القطاع الصناعي في الدولة، من خلال تبني نموذج الشراكة الراسخة الذي يجمع بين مؤسسات القطاع الصناعي الوطني في كل من إمارتي أبوظبي ودبي، لافتاً إلى التعاون مع شركة الإمارات العالمية للألمنيوم لإمداد الصرح الصناعي الجديد بالألمنيوم المصهور، في نموذج عالمي لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين المؤسسات الوطنية. وأوضح أن «دوكاب للألمنيوم» تهدف إلى تعزيز سلسلة التوريد الصناعية الوطنية، تماشياً مع استراتيجية الإمارات الهادفة إلى تعزيز فرص الاستثمارات الصناعية في الدولة، وذلك عبر تصنيع 50 ألف طن سنوياً من قضبان الألمنيوم، والكبلات، والموصلات المستخدمة في خطوط الضغط العالي، وتسويقها محلياً وإقليمياً وعالمياً. اتفاقية استراتيجية وأكد الظاهري أن التعاون المشترك مع «الإمارات العالمية للألمنيوم» يمكّن «دوكاب» من توفير المنتجات المصممة لاحتياجات مكونات سلسلة التوريد لقطاع الطاقة الكهربائية، ما يخفض من واردات الألمنيوم إلى أسواق الدولة، ويسهم في تعزيز القدرات التنافسية للمنتجات الصناعية المحلية، وبالتالي تعزيز الاعتماد على الموارد المحلية بما يتماشى مع الرؤية الاقتصادية 2030 لإمارة أبوظبي. منح الأفضلية في السياق نفسه، طالب الرئيس التنفيذي للعمليات التجارية في «دوكاب»، محمد عبدالرحمن المطوع، بإعطاء أفضلية في المشتريات الحكومية للشركات والصناعات الوطنية مثل الألمنيوم، ومنح حوافز للشركات الوطنية تدعمها في المنافسة مع نظيرتها الأجنبية. وقال إن الشركات الوطنية الإماراتية تستثمر مليارات الدراهم في صناعات قوية وكبرى، في وقت تأتي شركات أجنبية من الخارج وتطرح منتجاتها بأسعار أقل في السوق المحلية، ما يؤدي إلى خسائر للشركات الإماراتية، ويضر الاستثمارات الوطنية والصناعات المحلية. مبيعات التصدير إلى ذلك، أشار نائب رئيس مجلس إدارة «دوكاب»، الدكتور أحمد بن حسن الشيخ، إلى أن قرب المصنع من «ميناء خليفة» يضفي أفضلية مميزة لتسهيل أنشطة التصدير. ولفت إلى أن «دوكاب» وقعت مسبقاً اتفاقات توريد قضبان الألمنيوم مع العديد من المتعاملين في منطقة الخليج العربي، والهند، ولبنان، وأميركا الشمالية، وبعض الأسواق في إفريقيا، كما يجري التخطيط لتوسعات أخرى في أميركا اللاتينية وأوروبا، لتحقيق تطلعات مبيعات التصدير التي يتوقع أن تجاوز 300 مليون درهم في عام 2018.