بينما تفتتح «دبي أوبرا» عرض المسرحية الغنائية العالمية «إيفيتا» ضرب 24 طفلاً وطفلة من أطفال دبي الموهوبين موعداً مع انطلاقة مهمة في حياتهم، حيث يشاركون في هذا الإنتاج الضخم في أدوار مختلفة من الغناء والتمثيل والأداء المسرحي ويحصلون على فرصة للوقوف على خشبة المسرح جنباً إلى جنب مع النجوم العالميين وأبطال العرض. وتجربة هؤلاء الموهوبين الصغار بدأت باختبارات الأداء التي أجرتها دبي أوبرا لأول مرة لاكتشاف مواهب الأطفال المحليين وتقديمهم لجمهورها ضمن فريق عمل المسرحية العالمية «إيفيتا» التي يجسد بها الأطفال أدواراً محورية، وقد حظي بفرصة المشاركة باختبارات الأداء، العشرات من الأطفال أتوا بصحبة ذويهم من كل الإمارات وكانت نقطة تحول في حياتهم جميعا سواء من تم اختياره للمشاركة في العرض أو من لم يحالفه الحظ هذه المرة وحمل معه ذكريات وفخر وبهجة المشاركة حيث استفاد الجميع من خبرة الوقوف على المسرح واستعراض مواهبهم وقدراتهم أمام المتخصصين والتي أبهرت القائمين على العرض وجعلت مهمة المفاضلة بين الموهوبين الصغار أمرا صعبا للغاية.على هامش الاختبارات وفي أجواء مفعمة بالحماس والسعادة والقلق ووسط عيون وقلوب الأطفال وذويهم المليئة بالفخر والترقب والمعلقة بخشبة المسرح وتتمنى أن تحظى بالقبول لتضع قدمها على أولى درجات الشهرة، التقينا مع عدد من الأطفال وذويهم ولجنة التحكيم، للتعرف على صدى المشاركة والحضور في العرض.ياسمين الشرفا (11 عاما) فلسطينية كندية تعيش في دبي منذ سنوات تقول: أنا أعشق الغناء وجدتي هي التي علمتني الغناء لأنها تحبه وتتمتع هي نفسها بصوت جميل وهي أول من اكتشف موهبتي ودفعتني لتنميتها والتدريب بشكل مستمر، وحاليا أتدرب أسبوعيا في المدرسة وعندما علمت بأن هناك فرصة لاختبارات أداء بالأوبرا للمشاركة بعرض إيفيتا شعرت بسعادة غامرة وتوتر شديد، وأنا سعيدة للغاية بالوقوف على مسرحها وأتمنى أن أصبح مغنية أوبرا عندما أكبر، وأعتبر مشاركتي في تجربة الأداء هي أول خطوة في طريق مشواري الفني لأنها تجربة لا تنسى.كريستين دي سوزا (9 سنوات) تقول: سعيدة للغاية بحضوري هذه الفعالية فقد ساعدتني معلمة الموسيقى بالمدرسة في اكتشاف موهبتي وهي من شجعتني على الحضور إلى الأوبرا والتقدم للمشاركة في تجارب الأداء، ورغم ساعات التدريب الطويلة التي خضتها إلا أنني بمجرد وقوفي على المسرح في دبي أوبرا شعرت برهبة وحماس في نفس الوقت وخشيت أن أفسد أدائي بالتوتر والخوف فتمالكت نفسي وغنيت الأغنية بأفضل ما عندي من طاقة.وتتدخل والدتها (ميلوني) التي تصاحبها إلى دار الأوبرا لتقول: «نعيش في دبي منذ 15 عاما ولكن حضورنا لتجارب الأداء هو المرة الأولى التي نزور فيها دار الأوبرا التي ارتبطت في ذهني وذهن ابنتي بهذه الذكرى السعيدة، وأعتقد أن الأطفال الذين تربوا وعاشوا في دبي يتمتعون بحظ كبير لأن دبي تعطي الفرصة للجميع، هي أرض الأحلام التي تتحقق ليس فقط بالنسبة للكبار ولكن أيضا بالنسبة للأطفال الموهوبين، تحقيق الأحلام ممكن ومتاح فقط عليك أن تجتهد وتكون مستعدا لتجد الفرصة، فابنتي بدأت الغناء من عمر 3 سنوات وحصلت على دروس خاصة في الموسيقى والغناء ولكن لم أكن أتصور أن وجودها في دبي يمكن أن يمنحها الفرصة للمشاركة في مسرحية غنائية عالمية.نايا عدوي (9 سنوات) تقول: هذه ليست أول مرة أغني فيها أمام جمهور ولكنني أشعر أن هذه التجربة مختلفة ومهمة بالنسبة لي، فالغناء هو أهم طموحاتي في الحياة وأتمنى أن أطور من موهبتي، فأنا الآن أستمتع بتعلم الموسيقى بالمدرسة وأحرص على الالتزام بها والالتزام بتعليمات مدرستي التي تفيدني كثيرا في تطوير أدائي، وأنا أيضا أحب فنون الاستعراض والتمثيل بجانب الغناء ولذلك فالمشاركة في مثل هذا العرض العالمي هي بمثابة حلم تمنيت طويلا أن يتحقق.وتشاركنا والدتها «هلا» الحديث وتقول: كان من السهل علي أن ألاحظ موهبة نايا في الغناء فهي تغني دائما في البيت وتستمتع بذلك ولذلك أنا حريصة على تنمية موهبتها وأنا في غاية الامتنان لإدارة الأوبرا على منح أطفالنا هذه الفرصة.ريان أونو (9 سنوات) تقول: بدأت الغناء في سن الخامسة وكنت وقتها في المملكة المتحدة مع جدي، ولي بعض الخبرات في الوقوف على المسرح لأني سبق وأن شاركت في حفلات مدرسية ولكن الوقوف على مسرح دبي أوبرا شيء آخر بالتأكيد، شعرت بالتوتر عندما جاء دوري على المسرح وقت تجربة الأداء ولكن بعد أداء دوري شعرت بالفخر لما قدمته.كورتني جراي (9 سنوات) أنا لدي حب وولع بالغناء والموسيقى فأنا أغني من سن الثالثة من عمري ومدرستي هي التي شجعتني على المشاركة في تجارب الأداء وسعدت جدا رغم أن هذه ليست زيارتي الأولى للأوبرا فقد زرتها من قبل لحضور عرض «ماري بوبنز» الذي استمتعت به كثيراً وحضرت عروضاً أخرى أيضا ولكنه أمر مثير جدا أن أحضر إلى الأوبرا ولا أجلس في مقاعد الجمهور وإنما أقف على مسرحها.د. نيتشي والدة الطفل (أريترو من الهند) تقول: نحن نعيش في دبي منذ سنوات وسعداء بتجربتنا في تربية أبنائنا بها، فقد عشنا من قبل في عدة دول تنقلنا بها بسبب العمل ولكن دبي تختلف لأنها تنمي الشعور بالانتماء إليها في ضمير كل من يحيا على أرضها بمثل هذه المبادرات.ويشاركنا الطفل أريترو في الحديث ويقول: أنا بدأت بتعلم الموسيقى والعزف على البيانو منذ سن 4 سنوات وبعدها طورت مهاراتي وأصبحت أقوم بالغناء أيضا مع العزف وأشعر أن مشاركتي في تجارب أداء عرض إيفيتا تجربة مهمة ومحطة أساسية في حياتي سأنطلق منها في تنمية موهبتي. تجربة ملهمة تقول ليز كوبز، عضو لجنة التحكيم: من أهم أهدافنا وراء هذه الاختبارات هو تطعيم العرض بمواهب واعدة بدلاً من الاستعانة بمجموعة من الأطفال المدربين من أوروبا، مثلاً فقد فضلنا أن نختار أطفالاً لإثراء الساحة الفنية بدبي باكتشاف مواهبهم ليكونوا بمثابة بذرة جيدة لفنانين عالميين في المستقبل، و هذا تقليد متبع في مسارح وست إند، ولكننا نقوم به لأول مرة في دبي، و من هنا قمنا باختيار 24 طفلاً من أصل 82، تتراوح أعمارهم ما بين تسع سنوات إلى 12 سنة ليشاركوا في العرض بعضهم يغني وآخرون يشاركون بالتمثيل، وسوف نكرر هذه التجربة في عدد من البلدان الأوروبية، علماً بأن مقياس الاختيار دائماً هو الموهبة والحضور وتحمل المسؤولية على المسرح والجرأة فالشغف في عيون الأطفال المشاركين من السهل اكتشافه ونأمل أن تصبح هذه التجربة ملهمة لكل أطفال العرض، بحيث ينجحوا في اكتشاف موهبتهم وتنميتها ووضع أنفسهم على الطريق الصحيح، بعد اكتساب خبرة المشاركة.
مشاركة :