بسط نجوم المنتخب السعودي لكرة اليد نفوذهم وسطوتهم وتألقهم اللافت أمام أقوى فرق القارة الآسيوية وخطف بطاقة المونديال المقبل للمرة التاسعة في تاريخهم بإنجاز يضاف لسلسة طويلة من تميز هذا الاتحاد الفعال، متسلحين بالروح والإرادة القوية والإصرار، جاء ذلك خلال منافسات بطولة آسيا المؤهلة لمونديال 2019 في ألمانيا والدانمارك والذي تحتضنه صالة سوان اندور استديوم بمدينة سوان الكورية الجنوبية، والتي شهدت قطف ثمار إبداعهم والذي كان محل إشادة الجميع ببروز منتخب متجانس ومترابط الخطوط ومتناغم بالأداء، ليؤكدوا أن الإخلاص والتفاني لا يتوقفان في محطات وقتية فبالروح والعزيمة تحقق المطلوب من نجوم "الأخضر" بالتأهل أولا من الدور التمهيدي بانتصارين على الصين ونيوزلندا وخسارة من بطل آسيا قطر، وبعد ذلك الصعود لدور الرئيسي وتحقيق انتصارين مهمين على إيران وعمان ليتحقق المطلوب بتواجد بين كبار اللعبة في أقوى محفل عالمي، وعلى الرغم من حجم الإصابات التي نالت من بعض نجوم المنتخب وحرمتهم من المشاركة واعتذار بعضهم لظروفهم الأسرية يتقدمهم أفضل لاعب بآسيا مجتبى ال سالم عن المشاركة، إلا أن ذلك لم يخلق الأعذار بالنقص بتقديم أداء باهر والتغلب على جميع الصعوبات بتماسك وإصرار نجومنا الإبطال الذين صالوا وجالوا في كوريا الجنوبية وحققوا منجزا جديدا لرياضة الوطن، وكان يقف خلف ذلك دعم واهتمام رئيس هيئة الرياضة تركي ال الشيخ ورئيس اتحاد اللعبة محمد المنيع، وكذلك قائدهم المتميز المدرب الاسباني باربيتو فرنادو والذي أضاف نكهة وأسلوبا عصريا متطورا في الجانب الدفاعي والاندفاع الهجومي، مع مواطنه اورتيجا الخاندرو ومعه بقية الجهاز الفني والجهازان الإداري والطبي بقيادة محمد القرشي حيث أعلنوا عن مولد منتخب شاب جديد يتجدد فوزه على أفضل المنتخبات الآسيوية، فلا جديد نستطيع أن نضيفه لهؤلاء الأبطال بقيادة الحارس الأبرز محمد ال سالم ومعه نجوم يتقدمهم "الضارب"حسين المحسن وعبدالله الحماد وصانع اللعب المميز محمد ال عباس ومهدي ال سالم والجناح الطائر احمد العلي وكذلك الجنبي والحنابي والزاير وزملاؤهم المبدعون كانوا عند حسن الظن والفن أبدعوا ونالوا الإعجاب سطروا قولاً وفعلاً. التواجد بين أفضل 24 منتخبا عالميا من نجوم منتخب اليد جاء ترجمه حقيقية لدعم هيئة الرياضة واتحاد اللعبة من خلال معسكرات متوالية خلال الفترة المقبلة واهتمام كبير بالاستعداد للبطولة والذي كان طريقا إلى تحقيق انجاز جديد أصبحت تزهو به الانجازات الرياضية التي سجلت باسم الوطن من هذا المنتخب المقاتل. ما تحقق من سواعد أبطالنا يمهد الطريق إلى مستقبل باهر لكرة اليد السعودية التي أصبحت علامة فارقة في القارة الآسيوية بما تحققه من إنجازات على مستوى البطولات الصغيرة والكبيرة، وأصبح منتخبنا الوطني من المنتخبات المعروفة التي تتواجد في بطولات العالم الكبار والشباب، وتتلقى الدعوات الرسمية من الدول الأوروبية المتقدمة في كرة اليد للمشاركة في البطولات الدولية الودية. الظهور الاول لـ"الأخضر" في معترك البطولة بكوريا أمام المنتخب الصيني على الرغم من جميع الفوارق أظهر تفاؤلا واضحا بمشاركة ستكون ايجابية من خلال حنكة المدرب الإسباني فرناندو ومساعديه في قراءة الخصم واللعب على نقاط ضعفهم، مع تنويع أسلوب اللعب والخطط التكتيكية لـ"الأخضر" والاعتماد على جميع اللاعبين المتواجدين في التشكيلة، وكذلك تواصل تألق للحارس محمد آل سالم في حماية عرينه، وقوة الدفاع المتماسك والذي يعتبر النقطة الأهم في تحقيق الانتصارات وشل تحركات وخطورة هجوم منتخبات الصين ونيوزلندا وإيران وعمان، كما كان للعودة المميزة وبروز الجناح الطائر أحمد العلي وعودته لمستواه المعهود في توظيف جيد للأجنحة. كل هذا لم يتحقق إلا من خلال روح الأسرة الواحدة التي يتميز بها أفراد المنتخب السعودي داخل وخارج الملعب، والدعم الإداري الكبير وتواجد رئيس الاتحاد محمد المنيع إلى جوار اللاعبين طوال الوقت . وسجل "الأخضر" أول حضور تاريخي في مونديال اليابان عام 1997 قبل 20 عاما ليرفع العلم السعودي في طوكيو بجانب أعلام الدول المشاركة فيما كان التواجد التالي في مصر 1999. ولم تنته قصة المجد فحقق المنتخب الوطني التأهل لأربع مرات على التوالي بفرنسا 2001 والبرتغال 2003، ونجح الجيل الحالي في التأهل إلى اسبانيا 2013 بعد التصفيات التي أقيمت بالسعودية ومن ثم المشاركة في قطر 2015، وكانت المشاركة الثامنة في فرنسا 2017. ويعتبر التأهل الحالي التاسع للمنتخب السعودي والرابع على التوالي بعد حجز مقعد في المانيا والدنمارك 2019.
مشاركة :