قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إنه لن يكون من الصواب أن تناقش تركيا مع الولايات المتحدة احتمال إقامة «منطقة آمنة» في سوريا قبل أن تحل مسائل الثقة بين البلدين الشريكين في حلف شمال الأطلسي، حسبما ذكرت صحيفة حرييت اليوم (الخميس).ونسبت وسائل إعلام أمس (الأربعاء) إلى أوغلو قوله إن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون اقترح منطقة آمنة مساحتها 30 كيلومترا على الحدود بين تركيا وسوريا.وأضاف وزير الخارجية التركي: «فُقدت الثقة في الولايات المتحدة خلال تلك الفترة. حتى تعود الثقة مرة ثانية لن يكون من الصواب مناقشة هذه القضايا».من جانبه، قال نائب رئيس الوزراء التركي بكر بوزداج إن 300 «مسلح» كردي قتلوا في عملية عفرين إلى الآن، مشيراً إلى أن تشكيل حزام أمني بديل لعملية عفرين «ليس خياراً».وأضاف بوزداج: «إذا كانت أميركا تريد تجنب اشتباك محتمل مع تركيا في سوريا فعليها أن تتوقف عن دعم الإرهابيين».وتابع أن «الولايات المتحدة بحاجة لمراجعة قواتها على الأرض لتجنب الاشتباك مع تركيا في سوريا».وفي سياق متصل، اعترضت أنقرة على إعلان البيت الأبيض حول اتصال هاتفي بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والتركي رجب طيب إردوغان، مؤكدا أنه «لا يعكس بصدق» مضمون محادثتهما بشأن الهجوم التركي في سوريا.وكان البيت الأبيض ذكر أن ترمب دعا إردوغان إلى «خفض التصعيد والحد من العمليات العسكرية» التركية و«تجنب الخسائر في صفوف المدنيين أو زيادة عدد النازحين واللاجئين». كما طلب من تركيا «تجنب القيام بأي عمل يمكن أن يتسبب بمواجهة بين القوات التركية والأميركية».لكن مصادر رسمية تركية اعترضت على هذه الصيغة، مؤكدة أنها «لا تعكس بدقة مضمون المحادثة الهاتفية بين ترمب وإردوغان».وقالت هذه المصادر إن الرئيس ترمب لم يعبر عن قلق من تصاعد في العنف في عفرين، بل تحدث عن «ضرورة الحد من مدة العملية التركية».ونفت الرئاسة التركية أيضا أن يكون ترمب عبر عن «قلق من الخطاب الكاذب والمدمر الصادر عن تركيا» كما قال بيان واشنطن، مؤكدا أن ترمب قال فقط إن الانتقادات التركية للولايات المتحدة «تثير قلقا في واشنطن».وأكدت أنقرة أيضاً أن ترمب قال إن «بلاده لم تعد تقدم أسلحة (إلى وحدات حماية الشعب الكردية) ولن تقدمها بعد اليوم».وبدأت تركيا العملية بعد إعلان التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش بقيادة واشنطن عزمه على تشكيل قوة حدودية قوامها 30 ألف عنصر في شمال وشرق سوريا تضم مقاتلين من وحدات حماية الشعب.وأثار الإعلان غضب أنقرة التي تتهم وحدات حماية الشعب بأنها فرع حزب العمال الكردستاني في سوريا.وأكد إردوغان في كلمة الأربعاء أن الجيش التركي يعتزم لاحقا شن عملية لطرد المقاتلين الأكراد من منبج التي تبعد نحو مائة كلم شرق عفرين وحيث تنتشر قوات أميركية إلى جانب المقاتلين الأكراد.
مشاركة :