استعرض الأمين العام لصندوق الأمير سلطان بن عبد العزيز لتنمية المرأة حسن الجاسر خطة التنمية التي ينفذها الصندوق للوصول إلى السبل الكفيلة لتمكين المرأة من العمل التجاري، في مجالات متنوعة، وذلك خلال الملتقى الثاني لصاحبات الأعمال الخليجيات الذي افتتح أعماله ظهر أمس الأربعاء في العاصمة البحرينية المنامة، وسط مشاركات عالمية متنوعة، ويمثل المملكة الصندوق الذي يشارك في ورقتي عمل تكشفان عن الواقع الجديد والتوقعات لواقع الأعمال الخليجي عموما والسعودي خصوصا. وقال الجاسر في كلمته: «انطلاقا من إيماننا بقدرات المرأة ومعرفتها في كيفية استغلال الفرص المتاحة، وجه صندوق الأمير سلطان بن عبدالعزيز لتنمية المرأة، برامج تنموية عدة تهدف للبحث في أوضاع السوق بصورة مستمرة، حيث نطبق مسارات تدريبية حديثة، بهدف تمكين الفتيات من الخوض في العمل التجاري وتحقيق النجاح، دون التأرجح، كل ذلك يعتمد على التدريب والتأهيل، ودراسة الجدوى التي تقوم لجنة بدراستها والإشراف عليها، فلدينا لجنة متخصصة في الشؤون الإدارية، الاقتصادية، القانونية، وكل ما من شأنه أن يتعلق بالعمل التجاري، بهدف الولوج في واقع المشاريع النسائية الصغيرة وتحويلها إلى متوسطة، خصوصا أننا نعمل على إدماج الفتيات في مجالات أخرى كالمجالات التقنية والتكنولوجية وهذا ما يتم بحثه حاليا، بعد أن حققنا جملة نجاحات في القطاعات الخدمية الغذائية، والتجارية والصناعية.. فالدور الرئيسي الذي نقوم به هو الإحاطة الكاملة والإعداد المسبق، أي تدريب وتأهيل جيل متمكن لدعم ثقافة العمل الحر وترسيخ أهمية صناعة الوظيفة وليس البحث عنها. فالثقافة التي يعتمد عليها الصندوق ثقافة رائدة في أهمية العمل الحر لما لها من تأثيرات وانعكاسات مستقبلية إيجابية». مؤكدا أنه يتم حاليا إعداد الفتيات المستفيدات من الصندوق، لوصولهن إلى مراحل متقدمة في التدريب، حيث تم أخيرا إنشاء لجنة متخصصة تشرف على المشاريع، وتتابع مستجداتها، ولاسيما أن بعض المشاريع ندعمها ليس ماديا فقط وإنما فنيا لأنها تكون قائمة، ولحاجتها إلى الاستشارات والدعم الفني نقوم بتغذيتها من حيث الاستشارات المتنوعة وكيفية التطوير والتحسين، ولا يفوتنا الإشارة هنا إلى حاضنات الأعمال التي ستكون بمثابة مركز رئيسي ومغذٍ للمشاريع النسائية الصغيرة، إذ سيتم احتضان أكثر من 300 مشروع، وفكرة الحاضنات انطلاقا من حرص الصندوق على استمرارية المشاريع والحفاظ على ديمومتها. من جانبه، ذكرت نائب الأمين العام للصندوق هناء الزهير أن المشاركة في الملتقى تهدف إلى عرض واقع صاحبات الأعمال الخليجيات واستعراض ابرز المستجدات وما يمكن تقديمه من حلول للمشكلات التي تواجه صاحبات المشاريع، وقالت: «نتطلع إليه اليوم هو النهوض في دور المرأة عموما، وزيادة حصيلتها المعرفية الاقتصادية خصوصا، للوصول إلى الأهداف، وتحقيق السياسات التي تتماشى مع توجهات الدول. على مدى العقود الأربعة الماضية ظهر العديد من الاستراتيجيات والسياسات والاتجاهات المختلفة التي هدفت إلى تحقيق المشاركة الفاعلة للمرأة في عملية التنمية، والتي لا بد من مراجعتها وعرضها لتحليل وضع المرأة في السياسات التنموية الكلية فهي عقل مفكر وواع تحتاج إلى كل الدعم لتحقيق النهضة الشاملة للأمة وعلى كافة المستويات، لكن المرأة تواجه العديد من المشاكل لعدم إعطائها الفرصة الكاملة في إثبات قدراتها فهناك تضارب بين دورها الاجتماعي ودوره كإمراة عاملة. ومن بوابة جهود صاحبات وسيدات الأعمال يمكن الحث على تعاظم الجهود وزيادتها، عبر نشاطها الريادي والتجاري، فالتحولات التي يشهدها العالم اليوم تتطلب منا كسيدات أعمال التركيز على النشاط التجاري والتوجه نحو الهيكلة الحديثة، فتطوير التكنولوجيا والانفتاح العالمي فرض تحديات جديدة على المرأة العربية تستوجب بإلحاح شديد تعميق الوعي بقضاياها وأهمية دورها في النهوض في المجتمع والارتقاء به. ومن واقع تجارب سيدات الأعمال نستوحي أفكاراً عدة لتعزيز التنمية في مختلف المجالات وإدماجها في التغيرات الجذرية، فنتائج الأبحاث والدراسات تشير إلى جدارة المرأة وكفاءتها وتفوقها ومع ذلك ما زالت الفجوة واسعة بين إمكاناتها وقدرتها وما تطمح إليه من جهة، وبين ما يجسد الواقع العملي مؤسسيا وإداريات فالتمثيل غير المتكافئ ينجم عنه أضرار عدة تؤثر على قطاعات عدة أبرزها قطاع الأعمال. سيدة الأعمال قد تكون القوة الدافعة لتنشيط النمو الاقتصادي، ومن هذا المنطلق تأتي أهمية إدماج النوع الاجتماعي في الخطط المستقبلية وربط ذلك أيضا في النمو المنشود، لتصبح عملية التنمية متكاملة ذات حلقات متتابعة، فيمكن للمرأة أن تلعب دورا حيويا لزيادة القوى العاملة النسائية على مستوى العالم، فالمرأة صاحبة الأعمال يمكن أن تكون أيضا وكيل التغيير الأساسي في مجتمعها مؤدية بذلك إلى طريق التنمية الاقتصادية.
مشاركة :