حسب المعلومات التي تملكها الحكومة الألمانية فإن دول غرب البلقان باتت تشكل أرضا خصبا للإرهاب. وما يزيد القلق هو عدد الأشخاص الذين يسافرون إلى سوريا والعراق من قرى في البوسنة يطغى على سكانها التوجه السلفي. لا تستبعد الحكومة الألمانية وجود "تهديد مبدئي من قبل أشخاص وجماعات منشقة عن الأوساط الإسلاموية المتطرفة" في البوسنة والهرسك. ويظهر هذا في جواب من الحكومة الألمانية على استفسار من كتلة حزب اليسار في البرلمان الألماني حصلت عليه DW بشكل حصري. وتوجد اتصالات بين إسلامويين متطرفين من البلقان وألمانيا. لكن جهاز الاستخبارات الألماني لا يتوفر على معلومات ملموسة حول تطلعات إسلاموية متنامية في البوسنة. فيما ورد في تقرير صادر في نوفمبر الماضي في صحيفة "برلينر تسايتونغ" أن جهاز الاستخبارات الألمانية يركز انتباهه أكثر على بلدان البلقان ـ لاسيما البوسنة والهرسك. لكن يبقى هناك مجال للتكهنات، لأن أجوبة ملموسة على استفسار كتلة اليسار تبقى سرية. ورفضت الحكومة التعليق علنا على تحويلات ممكنة من دول الخليج إلى بلدان البلقان. وهذا ينطبق أيضا على إرسال أئمة من السعودية وتركيا إلى البوسنة. صورة من الأرشيف. وتقول سفيم داغديلين، خبيرة الشؤون الخارجية لكتلة اليسار: "بخلاف جهاز الاستخبارات الألماني تحاول الحكومة الألمانية التقليل من شأن الخطر الإسلاموي المتزايد". وأفادت أن العدد المتزايد للإسلامويين المستعدين لممارسة العنف في البلقان له تأثير مثير على الأمن في ألمانيا. وأضافت داغديلين: "كما أنه من غير المقبول تماما أن تستمر الحكومة الألمانية في إخفاء دور دول الخليج، في المقدمة السعودية، ولكن أيضا تركيا". لا وجود لمعلومات عن عدد المقاتلين وتفيد الحكومة الألمانية أن البيانات حول عدد الإرهابيين من البوسنة والهرسك وكوسوفو الذين التحقوا بمجموعات "جهادية" في السنوات الماضية "تحتاج إلى اهتمام خاص". وتفيد تقارير إعلامية أن البلدين البلقانيين يتصدران الدول الأوروبية التي تصدرين مقاتلين إسلامويين وذلك مقارنة بعدد سكانهما. لكن الحكومة الألمانية تقدم معلومة تتمثل في أن الإرهابيين من بلدان البلقان لا ينضمون فقط لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وجبهة النصرة سابقا. فحوالي 10 في المائة من المقاتلين الإسلامويين يقاتلون في صفوف مجموعات مختلفة للجيش السوري الحر. ويُسجل عدد الذين يسافرون إلى سوريا والعراق من قرى يطغى عليها الطابع السلفي في البوسنة تزايدا ملحوظا. فهناك يعيش السكان حياتهم الدينية والاجتماعية طبقا "لعادات وتقاليد إسلامية قديمة"، كما تلاحظ الحكومة الألمانية. تقوية الإسلام الليبرالي "إنه الانحراف الراديكالي لإسلام تقليدي بلقاني"، هذا ما يقوله فيدران دجيهيتش، الباحث في المعهد النمساوي للسياسة الدولية. ويضيف: "في البوسنة نرى أعضاء الحركة السلفية في الشوارع. فهم ناشطون في المجال الثقافي ويديرون مساجد". وأكد أنه من الواضح أن السلفيين في البلقان ينشؤون بمساعدة السعودية وبلدان أخرى بنى تحتية موازية تكون معارضة لتوجه الجالية الإسلامية التقليدية. وما نحتاجه، كما قال دجيهيتش هو محاربة الفقر وآفاق أوروبية لدول غرب البلقان وتقوية التفسير الليبرالي البلقاني للإسلام وليس أخير تعاونا فعالا لأجهزة الاستخبارات. نيمانجا روجفيتش/م.أ.م
مشاركة :