أفتت اللجنة الدائمة للفتوى في المملكة العربية السعودية بتحريم الاكتتاب في البنك الأهلي التجاري والمساهمة في البنوك والشركات والمؤسسات التي تتعامل بالربا بيعا وشراء واستثمارا. وترأس اللجنة الدائمة للفتوى الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ، وضمت في عضويتها كلا من : الشيخ أحمد ين علي سير المباركي، والشيخ صالح بن فوزان الفوزان والشيخ عبدالله بن محمد بن خنين والشيخ عبدالله بن محمد المطلق. وجاء نص الفتوى كالتالى : الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد: فقد اطلعت اللحنة الدائمة للفتوى على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من المستفتي/ فهد بن سليمان القاضي والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم (35020185) وتاريخ 19/12/1435 هـ. وقد سأل المستفتي سؤالاً هذا نصه (فقد عزم البنك الأهلي على طرح أسهمه للاكتتاب العام وحيث إن هذا البنك من البنوك التي تتعامل بالربا الصريح، ولما في هذا الأمر من خطورة بالغة حيث إن كثيراً من الناس ينتظرون موعد بدء الاكتتاب ليشتري من تلك الأسهم لما يتوقعونه من عائد مغرٍ.. فلعلكم بارك الله فيكم ووفقكم لكل خير تصدرون بياناً بحرمة المساهمة في البنك الاهلي، فهذه كما لا يغيب على شريف علمكم وظيفة العلماء أعني تحذير الناس من فتنة الدنيا وذودهم عن الولوغ في الربا الذي أوعد الله عليه ما بم يوعد على غيره من المحرمات، أفتونا مأجورين). وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أفتت : بتحريم الاكتتاب والمساهمة في البنوك والشركات والمؤسسات التي تتعامل بالربا بيعاً وشراءً واستثماراً للأدلة الواردة في تحريم الربا وفي تحريم التعاون على الإثم والعدوان في كتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ولإجماع علماء الأمة على تحريم الربا، وبالله التوفيق. ومن الجدير ذكره أن الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك كان وقد أكد أن الاكتتاب في أسهم البنك الأهلي حرامٌ لأنه بنكٌ ربويٌّ جاء ذلك فى رده على سؤال نصه : سمعتم يا فضيلة الشيخ عن طرح البنك الأهلي 25 % من أسهمه للاكتتاب قريبا، فهل يجوز شراء أسهم البنك المذكور؟ جزاكم الله خيرا، ورفع قدركم. وقد كانت الاجابة بالقول أن: أكل الربا من أعظم المحرمات، بل من السبع الموبقات، قد دلَّ على تحريمه الكتاب والسنة، قال الله تعالى: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ) إلى قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ)، وعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: (لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا، وَمُؤْكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ)، وَقَالَ: (هُمْ سَوَاءٌ). وأكل الربا سنة اليهود التي أخبر الله بها عنهم، قال تعالى: (وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ) ولم يزل اليهود معروفين بتعاملهم بالربا، وقد جرى على سنتهم النصارى وغيرهم من أمم الكفر، حتى صار الربا في هذا العصر من أهم القوانين التي يقوم عليها نظام المال في الدول الكافرة، فأُسست البنوك في الشرق والغرب على نظام القرض بفائدة، وهذا يجمع نوعي الربا؛ ربا الفضل وربا النسيئة، ويدخل فيه ربا الجاهلية: إما أن تَقضي وإما أن تُربي، ومن المصائب العظيمة أن قانون الربا ـ أي: القرض بفائدة ـ قد سرى إلى المسلمين في أكثر البلاد الإسلامية بسبب التشبه بالكفار، والتبعية لهم، والإعجاب بهم، لذلك بنوا مؤسساتهم المالية من البنوك وغيرها على هذا القانون. وقد علمت من عدد من الاقتصاديين الشرعيين الثقات ومن ذوي الخبرة من العلماء أن البنك الأهلي يقوم نظامه على الربا في أكثر تعاملاته أو كثير منها، وعليه؛ فلا يجوز الاشتراك فيه بشراء شيء من أسهمه؛ فإن كثيرًا من فوائده وعوائده من ثمرات المعاملات الربوية المحرمة، وعلى هذا؛ فالمشتري لأسهم البنك المذكور آكلٌ للربا، ومعينٌ عليه، فالواجب على المسلم أن يتقي الله، ولا يحمله حب المال على الإقدام على ما حرم الله، قال صلى الله عليه وسلم: (َلا يَحْمِلَنَّكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ أَنْ تَطْلُبُوهُ بِمَعْصِيةِ اللَّهِ)، وقال تعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ). رابط الخبر بصحيفة الوئام: «كبار العلماء» تصدر بيانًا نص على «حرمة» الاكتتاب بــ«البنك الأهلي»
مشاركة :