سقى الله دافوس.. والأيام الخوالي

  • 1/26/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

منتدى دافوس، السويسري، مهرجان اقتصادي عالمي، يؤمه علية القوم في العالم لبيان مواقفهم، وتقدم فيه عروض متنوعة سياسية واقتصادية وفلسفية وتنظيرا والكثير من الدعايات والهراء أيضاً. في السنوات الماضية استخدمت إدارة باراك أوباما المنتدى ساحة تطبيع بين المثل النورانية المدنية في دافوس وكيان مارق مثل نظام مرشد إيران وميليشياته، بهدف تلميع نظام خامنئي بعد أن تولع أوباما بحب ولاية الفقيه. وكان جواد ظريف مدير قسم الخارجية في الدولة الإيرانية يأتي إلى المنتدى متبختراً وروح جون كيري (وزير خارجية أوباما) تحفه وترعاه. وكان كيري يتحدث في مواضيع شتى ويقدم مواعظ في دافوس حول الكثير مما ينبغى مواجهته إلا الجرائم التي ترتكبها إيران وميليشياتها. هذه السنة اختلف الأمر، ونشهد قحط السنين الإيرانية السمان. لم يحضر لا جواد ظريف ولا حسن روحاني، لسبب وجيه أن جون كيري لم يكن موجوداً ولا روحه الراعية الحصرية لنظام الملالي. لماذا لم يحضر ظريف؟ حينما يحضر ظريف سابقاً كان يجد التبجيل والترحيب والتهليل من كل ضاربي الدفوف الأوروبيين والآسيويين الذين آمنوا بأن نظام خامنئي من المقربين للبيت الأبيض وله حظوة لدى أمريكا وخارجيتها. أما الآن، فلا يستطيعون الافصاح عن تباريحهم علناً خشية غضب ترامب. ثم بماذا سيبرر ظريف الانتفاضة الإيرانية الأخيرة ضد نظام خامنئي؟. وستحاصره الأسئلة حول فساد النظام وقسوته واستبداده، والقتلى وآلاف الأبرياء المغيبين في السجون. وهل يصدق أحد ظريفاً إذا قال إن الإيرانيين يعيشون النعمى ورغد العيش والحرية والنزاهة، وكل أنواع الشعارات الإيرانية الخداعة التي تروج لها ميليشيات حزب الله لتلميع اصفيائها، وإن المنتفضين اختاروا طريق الشر والفقر والعوز والكفر بنعم الله. ولكن ظريف حتماً لن يستطيع تبرير لماذا أغلب الإيرانيين فقراء، وثلثهم تحت خط الفقر، بينما تنعم ميليشيات المرشد العابرة للقارات في بلدان عديدة وقصية برغد العيش والبذخ. والمثير أنه حتى وإن غاب ظريف فإن روحه حاضرة، ممثلة بوزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين، التي من الطبيعي أن تكيل لنظام خامنئي مديحاً وتخصه، على حياء، بود خاص، لأن العلاقات بين برلين وعمائم طهران حميمة منذ عقود. ولا نعلم ما الذي يجعل مستشارة ديمقراطية علمانية مثل أنجيلا ميركل توالي نظاماً كهنوتياً رجعياً استبدادياً مثل نظام خامنئي. قال صاعد القزويني: سقى اللَّه أياما بقزوين قد مضت إذ العيش غض والحبيب قريب وإذ أنا ما بين الأحبة سالم وثوب حياتي بالشباب تشيب

مشاركة :