أمريكا تتشاور مع خبراء نفط قبيل ضربة عسكرية محتملة لسورية

  • 8/31/2013
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

قالت مصادر مطلعة إن مسؤولين بإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما اتصلوا بخبراء في الطاقة في الأيام القليلة الماضية لبحث أوضاع سوق النفط في الوقت الذي يدرس فيه الرئيس توجيه ضربة عسكرية لسورية. وقالت المصادر إنه ليس هناك إشارات على أن الحكومة تستعد للسحب من مخزونات الطوارئ النفطية في وقت قريب لتهدئة ارتفاعات الأسعار لكن الإدارة ترقب الوضع عن كثب. وساعدت المخاوف من امتداد الحرب الأهلية الدائرة في سوريا إلى دول أخرى في دفع أسعار النفط للصعود إلى أعلى مستوياتها في ستة أشهر فزادت بأكثر من ثمانية دولارات منذ بداية الشهر الحالي واقتربت من مستوى كان قد أبطأ الاقتصاد العالمي في وقت سابق. وأثار ذلك جدلا مبكرا في الأسواق بشأن ما إذا كان أوباما سيسحب من المخزونات الاستراتيجية وهو ما فعله في 2011 عندما تعطلت الإمدادات بضعة أشهر بسبب الانتفاضات العربية. وقال مصدر كان قد تحدث مع مسؤولين من الإدارة الأمريكية في إطار مشاورات معتادة بشأن أسواق النفط "لا أعتقد ان استخدام الاحتياطيات الاستراتيجية أمر وشيك أو يجري بحثه بجدية في الوقت الراهن.. لن يحدث ذلك على الأرجح ما لم تأت عواقب توجيه ضربة لسورية أشد من المتوقع". وقال محللون إن ضربة سريعة لسورية قد تدفع سعر النفط إلى ما بين 125 و130 دولارا للبرميل، وقال بنك سوسيتيه جنرال إن السعر قد يصل إلى 150 دولارا للبرميل إذا امتدت الأزمة إلى دول منتجة للنفط. وأسواق الطاقة متوترة بالفعل بسبب تعطل إمدادات كبيرة من ليبيا، حيث تسببت جماعات مسلحة واحتجاجات عمالية في خفض صادرات النفط إلى أدنى مستوياتها منذ اندلاع الحرب الأهلية عام 2011. وقال مسؤول بريطاني أيضا إن السحب من المخزونات الاستراتيجية والذي يتعين أن يتم بالتنسيق مع وكالة الطاقة الدولية أمر غير متوقع في وقت قريب رغم ارتفاع أسعار النفط. وقالت الوكالة أمس الأول ومقرها باريس والتي نسقت إدارة أوباما معها بيع 60 مليون برميل من الاحتياطيات الأمريكية والأوروبية في عام 2011 إن ارتفاع أسعار النفط هذا الشهر لا يتطلب إجراء لكن الوكالة مستعدة لاتخاذ إجراء في حال تعطل الإمدادات بدرجة كبيرة. وأوضح اوباما انه يعتزم تحميل الحكومة السورية مسؤولية استخدام أسلحة كيماوية في هجوم وقع الأسبوع الماضي وأدى إلى مقتل المئات في ضواحي دمشق، ومن بين الخيارات المطروحة أن تشن الإدارة الأمريكية هجوما صاروخيا. وقال أوباما في حديث لبرنامج نيوز أور على محطة بي.بي.اس يوم الاربعاء "لست مهتما بأي صراع مفتوح في سورية لكن يتعين علينا التأكد من محاسبة الدول التي تنتهك الاعراف الدولية بأسلحة مثل الأسلحة الكيماوية التي يمكن أن تهددنا". وتشهد الولايات المتحدة أكبر موجة ازدهار لأعمال التنقيب عن النفط في عقود فبلغ إنتاجها أعلى مستوياته منذ 1997 لكن الأسعار ما زال من المرجح أن ترتفع إذا تعطلت الإمدادات بدرجة كبيرة من الشرق الأوسط. ولم تصدر سورية النفط منذ أواخر عام 2011 عندما بدأ سريان عقوبات دولية فرضت عليها، وقبل ذلك كانت تنتج 370 ألف برميل يوميا أي ما يعادل نحو 0.4 بالمئة فقط من الانتاج العالمي وتصدر أقل من 150 الف برميل يوميا، لكن هناك مخاوف من أن تؤدي ضربة عسكرية أمريكية لسوريا إلى إثارة جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران والمشاركة في القتال الدائر في سوريا لشن هجمات انتقامية في تركيا أو الأردن أو العراق البلد المنتج للنفط.

مشاركة :