تتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، يوماً تلو الآخر، في قطاع غزة بسبب الحصار الإسرائيلي المُحكم منذ 11 عاماً، والعقوبات التي فرضتها السلطة الفلسطينية، وتراجع التمويل العربي والأجنبي. ولم ينجُ أي قطاع من القطاعات الاقتصادية، أو الطبقات الاجتماعية من تداعيات وأثار الحصار و «العقاب»، ما استدعى إعلان تجمّع الجمعيات الخيرية أن القطاع «منطقة منكوبة إنسانياً»، داعياً السلطة إلى التحرك لإنقاذ «الوضع الكارثي» ورفع العقوبات. وقال منسق التجمع أحمد الكرد، في مؤتمر صحافي عقده في غزة أمس، إن القطاع «يشهد تدهوراً خطيراً جراء الحصار الإسرائيلي والحروب الثلاثة الماضية» ووصل إلى «مستوى لا سابق له». وأطلق «نداءنا الأخير في وجه كل أحرار العالم للتحرك العاجل لإنقاذ الوضع الإنساني هنا»، معلناً إطلاق حملة «أنقذوا غزة» للعمل على حض العالم على «توفير الحاجات الإنسانية لما يزيد عن مليوني محاصر». وقال إن «ثلاثة أرباع أهالي غزة يحتاجون إلى المساعدات الإغاثية العاجلة»، مشيرا إلى أن 40 في المئة من الأطفال مصابون بأمراض فقر الدم وسوء التغذية (..)، فيما يعاني 1700 يتيم من عدم وجود كفالات لهم بسبب إغلاق حسابات الجمعيات (في المصارف)، ومنع تحويل مستحقاتهم المالية، إضافة إلى 50 ألفاً من ذوي الإعاقة بحاجة للعلاج والتأهيل». ووفق التجمع، بلغ معدل الفقر في القطاع «80 في المئة، من بينها 65 في المئة تحت خط الفقر المدقع، في حين وصلت نسبة البطالة إلى 50 في المئة، نصفهم من الشباب وخريجي الجامعات». وأضاف أن «الوضع الصحي يمر في مرحلة خطيرة «لعلها الأسوأ منذ فرض الحصار، حيث أدى ذلك إلى وفاة عدد من المرضى أمام عيون أسرهم لعدم توافر العلاج أو إمكان السفر للعلاج في الخارج». ونفد أخيراً من مستشفيات القطاع نحو 230 صنفاً من الأدوية، إضافة إلى تعطل مئات الأجهزة الطبية المهمة بسبب منع سلطات الاحتلال إدخال قطع الغيار اللازمة لصيانتها. وأكد الكرد أن الجانب البيئي من أبرز القطاعات تضرراً. وتشير سلطة المياه إلى أن 97 في المئة من المياه في القطاع غير صالحة للشرب، فيما يُضخ يومياً 150 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحي غير المعالجة في البر والبحر بسبب توقف المضخات نتيجة أزمة الكهرباء التي لا تصل سوى ست ساعات يومياً. وأشار الكرد إلى أن الاحتلال «استهدف القطاع التعليمي في شكل خطير، وجاء الحصار لإكمال المخطط الخطير». وفيما يتعلق بإعادة الإعمار والبناء، أشار إلى أن الاحتلال «يقيد دخول مواد بناء، وفي وقت لا تزال تعيش آلاف العائلات في منازل مستأجرة غير مؤهلة لاستيعابها، هناك ما يزيد عن ربع مليون أسرة بلا مأوى». وقال الكرد إن «انقطاع الكهرباء المستمر ونقص الوقود أثر في مناحي الحياة كافة، حيث وصلت ساعات انقطاع الكهرباء يومياً من 12 إلى 20 ساعة يومياً، في حين وصل عجز الطاقة الكهربائية إلى 270 ميغاواط».
مشاركة :