ارتفاع الأسعار يضاعف معاناة اليمنيين مع استمرار الحرب

  • 1/26/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

اليمن/ مراد العريفي/ الاناضول أوضاع صعبة تعيشها اليمن منذ أن قرعت الحرب طبولها ضد الحوثيين، قبل نحو ثلاث سنوات ما دفع الاقتصاد للانهيار والتهاوي، في ظل عدم وجود حل سياسي ينهي الأزمة القائمة. وتسببت الحرب في تدني الأوضاع المعيشية واتسعت دائرة الجوع والفقر، في وقت اتجه فيه العشرات من معدومي الدخل إلى صناديق القمامة بحثاً عن طعام يسد جوعهم. وتشهد اليمن، حربا عنيفة بين القوات الحكومية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، المسنودة بقوات التحالف العربي بقيادة السعودية من جهة، ومسلحي جماعة "الحوثي" من جهة أخرى. وباتت رؤية الفقراء يأكلون من أكوام القمامة في العاصمة صنعاء مشهداً مألوفاً، لا سيما وان العشرات من السكان، اتجهوا للعيش قرب مكتب النفايات الرئيسي شمالي المدينة من أجل العثور على ما يكفيهم من طعام. الإحصائيات الرسمية، تشير إلى أن عدد الجائعين في اليمن زاد إلى 3 ملايين و400 ألف عن العام الماضي، حسبما قال مارك لوكوك، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة الطارئة، الثلاثاء الماضي. المسؤول الأممي أعرب عن قلقه إزاء الحالة الإنسانية في اليمن التي استمرت في التدهور بسبب الصراع المستمر، وانهيار الخدمات الأساسية والتدهور الاقتصادي، مبينا أن هناك 22.2 مليون شخص بحاجة للمساعدة الإنسانية في اليمن، بزيادة 3.4 مليون عن العام الماضي". وتسعى الحكومة اليمنية التي أعلنت عن موازنتها الجديدة للعام الجاري، بعجز بلغ 33 بالمائة، إلى مساعدة اليمنيين، لكنها تبدو عاجزة عن اتخاذ أي تدابير للحيلولة دون أن ينضم المئات من اليمنيين لدائرة الجوع. رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر، قال الأحد الماضي، إن الحكومة تسعى بكل ما أتيح لها من موارد وطاقات لإعادة تطبيع الحياة في المجتمع، من خلال توفير الرواتب والأجور لموظفي الجهاز المدني والعسكري والحد الأدنى من موازنات تشغيلية للقطاعات الخدمية المهمة. بينما تبدو سلطات جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) التي تسيطر على العاصمة صنعاء وعدد من محافظات البلاد الغربية والشمالية ذات الكثافة السكانية الكبيرة، غير مكترثة لانهيار الوضع الإنساني، في مقابل تركيزها على الحرب المستمرة ضد القوات الحكومية. ** ارتفاع الأسعار يقول بكر سالم، أحد السكان الذين يعيشون بالقرب من مكتب النفايات الرئيسي للقمامة، وكان يعمل في السابق بجمعها، إنه يعيش هو وأسرته على ما يحصلون عليه من الغذاء الباقي في القمامة. وأضاف سالم للأناضول: "نحن لا نملك شيئا، لا أموال ولا عمل، تعودنا في الأعوام الماضية على العمل في جمع النفايات وما جمعناه أكلناه، لكن منذ سنتين مع توقف الرواتب وتخلي صندوق النظافة عن العشرات منا، لم نجد أي وظيفة". وتساءل سالم: "هل نموت من الجوع، ربنا حلل لنا أكل الميتة في حال الجوع، ونحن جائعون". ولفت سالم إلى أن ارتفاع الأسعار، كان واحدا من المشاكل التي دفعته إلى البحث مع أطفاله عن الطعام. وزاد: "كل شيء باتت أسعاره مرتفعة، اليوم علبة الفول بـ250 ريال (0.999 دولار)، والزبادي الصغير الذي لا يكفي لطفل بـ130 ريال (0.519 دولار) وفق الأسعار الرسمية وليس السوق السوداء". ** انهيار الريال وقفزت الأسعار منذ أسابيع، مع انهيار سعر الريال اليمني إلى مستويات قياسية ووصل سعر الدولار إلى 512 ريالاً في السوق السوداء، قبل أن يتراجع قليلاً مطلع الأسبوع الجاري إلى 460 ريالاً، مع تقديم السعودية ملياري دولار كوديعة في حساب البنك المركزي اليمني. لكن السوق السوداء للدولار انتعشت مجددا بعد ذلك، لتسجل معها أسعار السلع الأساسية مستويات قياسية، حسبما أفاد تجار ومستهلكون في أحاديث متطابقة "للأناضول". حسام مصطفى وهو موظف في جامعة صنعاء، وهو واحد من مليون ومائتا ألف موظف لم يستلموا راتبهم منذ 15 شهراً، قال للأناضول: إن "الأسعار في اليمن لا يمكن ان تتراجع". وأضاف مصطفى، الذي يعيل أربعة أطفال، ويسكن في منزل بالإيجار: الأسعار زادت الضعف تماماً، في وقت بات دخل الالاف يكاد يكون معدوماً. وتابع: "المعاناة تزداد في وقت تتضاعف فيه الأسعار ولا توجد رواتب، ولا يوجد فرص عمل ولا دخل". ** أسى وقهر وبات توفير الغذاء بأسعار في متناول غالبية المواطنين، كابوساً يومياً يعيشه الملايين؛ وحسبما يقول التاجر زياد مقبل، وهو مالك أحد المتاجر وسط العاصمة صنعاء، "أشعر بالأسى والقهر لحال الناس". ويضيف مقبل للأناضول: "أعرف الكثير من الناس كانوا في السابق لا يأبهون للأسعار ولا يسألون عنها، ويترددون على متجري بشكل دائم، اليوم لا يصل بعضهم إلا نادراً، ويصرخون كمداً من ارتفاع الأسعار بسبب انهيار قيمة الريال". ويستورد اليمن أكثر من 80 بالمائة مما يستهلكه بالعملة الأجنبية التي باتت شبه منعدمة في السوق مع ازدياد الطلب عليها، ومن بين تلك المستوردات السلع الأساسية والملابس والمحروقات، حسب تقارير اقتصادية غير حكومية. ولا يقتصر الغلاء على المستهلكات المستوردة، بل وصل إلى المحلية منها، ووصل سعر الفواكه والخضروات والأسماك، إلى أسعار مضاعفة، إذ قلّ الإنتاج وارتفعت أسعار المحروقات وأجور النقل. وتابع مقبل: "الفواكه أصبحت لدينا من الكماليات، يكفي أن نشاهدها فقط، الكيلو الواحد من البرتقال الجيد وصل سعره إلى 400 ريال (1.59 دولار)، بينما أردأ أنواع السمك الذي كان سعر الكيلو الواحد بـ200 ريال يصل سعره اليوم إلى 700 (2.79 دولار)". ** تبادل الاتهامات وبين هذا وذلك تتبادل الاتهامات بين الحكومة اليمنية من جهة وجماعة الحوثيين من جهة أخرى، إذ يقول رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر: "هذه الحرب التي شنها الحوثيون دمرت على نطاق واسع البنية الأساسية للبلاد، وأوقفت عجلة الاقتصاد وألحقت الدمار بمؤسسات الدولة وبعض مؤسسات القطاع الخاص." لكن جماعة الحوثيين تقول إن التحالف العربي الذي تقوده السعودية، يفرض حصاراً على البلاد، ولا يسمح بدخول المواد الغذائية والإغاثية، وسبب انهياراً للوضع الاقتصادي، وهو ما تنفيه الأخيرة. ومؤخراً، أعلن وزراء خارجية دول التحالف لدعم الشرعية، عن إطلاق عملية إنسانية شاملة في البلاد، تتضمن المساهمة بـ 1.5 مليار دولار لتمويل خطة الأمم المتحدة الإنسانية في البلاد، التي أعلنتها الأمم المتحدة الأحد الماضي. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :