أنقرة ـ دفعت القيادة التركية بالمزيد من التعزيزات العسكرية إلى ولاية هطاي جنوبي تركيا الحدودية مع سوريا، في إطار عملية "غصن الزيتون" التي تجريها القوات التركية ضد تنظيم وحدات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين السورية ما يعكس صعوبة المعركة التي تخوضها أنقرة على عكس تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنها ستكون سريعة وحاسمة. وتم نقل الدبابات التي أرسلت من عدة ولايات تركية إلى هطاي، إلى وحدات عسكرية، على الحدود مع سوريا. وذكرت تقارير اعلامية أنه جرت، الخميس، في مطار بينغول جنوب شرقي تركيا، مراسم إرسال 200 جندي من القوات الخاصة، من أجل المشاركة في عملية غصن الزيتون التي تنفذها القوات التركية شمالي سوريا. وقال مراقبون إن إرسال أنقرة للمزيد من التعزيزات العسكرية في اطار عملية عفرين يبرز صعوبة المعركة في شمال سوريا وأنها تناقض تصريحات اردوغان على أنها ستكون وجيزة وبسرعة. واكد هؤلاء أن الطريق لن يكون مفتوحا أمام القوات التركية وان المواجهات ستكون شرسة في ظل تمرس وحدات حماية الشعب الكردية على المعارك خلال عملية طرد تنظيم الدولة الإسلامية بالاظافة الى إتقانها فنون حرب الشوارع. ومنذ بدء العملية، قتل مدنيان على الاقل في اطلاق صواريخ على مدن حدودية تركية، وسقطت صواريخ على مدينة كيليس التركية. وتخللت المواجهات معارك كر وفر بين الطرفين. فقد تمكنت القوات الموالية لانقرة من السيطرة على هضبة برصايا في شمال منطقة عفرين، قبل ان تستعيدها وحدات حماية الشعب الكردية بعد ساعات. تستهدف الطائرات والمدفعية التركية بشكل خاص منذ بدء الهجوم المناطق القريبة من الحدود وبينها بلدة جنديرس الواقعة جنوب غرب مدينة عفرين وعلى تماس مع نقاط تواجد الفصائل السورية المعارضة المدعومة من انقرة والمشاركة في الهجوم. تصاعدت حدة التوتر بين انقرة وواشنطن بسبب العملية التركية في شمال سوريا حيث اعترضت تركيا على مضمون بيان البيت الابيض حول الاتصال الهاتفي الذي جرى الاربعاء بين الرئيس رجب طيب اردوغان ونظيره الاميركي دونالد ترامب. والهجوم الذي اطلقه الجيش التركي السبت الماضي على وحدات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين في شمال سوريا انتقدته واشنطن، حليفة انقرة في حلف شمال الاطلسي، لانه يستهدف قوة حليفة للاميركيين واثار مخاوف من مواجهة عسكرية بين القوتين. تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية المكون الابرز لقوات سوريا الديموقراطية التي تضم فصائل كردية وعربية، وهي مدعومة اميركيا وتحارب تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا. من جهته أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو ان رقعة العملية العسكرية التي تخوضها تركيا لطرد وحدات حماية الشعب الكردية من عفرين قد تتسع لتشمل مدينة منبج ومناطق اخرى شرقي نهر الفرات. ويترافق الهجوم العسكري مع عمليات توقيف في تركيا طالت 91 شخصا بتهمة نشر "الدعاية الارهابية" على مواقع التواصل الاجتماعي ضد الهجوم التركي في سوريا، فيما حظرت تظاهرات الاحتجاج على العملية.
مشاركة :