قال الشيخ محمد العجمى وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية إن أئمة ودعاة الأوقاف تناولوا فى خطبة الجمعة اليوم موضوع فى غاية الأهمية وهو "الشهامة والمروءة والتضحية"، وذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بنشر صحيح الدين الإسلامى الحنيف وتصحيح المفاهيم الخاطئة ونشر القيم الإنسانية والمجتمعية. وأضاف العجمى،في تصريح له:"يتمتَّع البشر بالكثير من الصِّفات التي تعدُّ حكرًا عليه وحده وتميِّزه عن باقي الكائنات، حتى إذا ظهرَت هذه الصِّفات في بعض الكائنات الأخرى أحيانًا فهي تظهر على أنها تَجَلٍّ غريب لدى إحدى الكائنات وليس بشكل تامٍّ غالبًا؛ أي: أنَّها تظهر بنِسَب معيَّنه لا تضاهي تلك التي لدى البشر.وتابع:" كما يمتاز الكائن البَشري بجمعه لكلِّ الصِّفات داخل مَنظومته الشعوريَّة والعقليَّة، وفي بعض الأحيان يظهر أحدها على حساب الآخر؛ فمثلًا من الممكن أن نجد أن صفة الإيثار موجودة لدى فرد من البشر وفي فرد آخر تتجلَّى صِفة الأنانية، وذلك يعود لعدَّة عوامل؛ أهمُّها التربية والبيئة الاجتماعية، والصِّفات الشخصية التي يصقلها المرء في ذاته ويعمل على تَنميتها.وبما أنَّ العرب في بداياتهم عاشوا في مجتمعاتٍ بدوية وصحاري؛ أي: إنَّهم عاشوا حياةً صعبة نِسبة إلى غيرهم من المجتمعات؛ فقد تربَّت لديهم بعض الصِّفات المميَّزة؛ كالكرم والشَّهامة، والنَّخوة والشَّجاعة، وهذه الصِّفات ظهرَت نظرًا لصعوبة العيش؛ بحيث اكتشف الإنسان العربي أنَّ عليه أن يساعِد غيرَه ليحصل على المساعدة ويستمر في البقاء هو وغيرُه، وفيما بعدُ تمَّ توارث هذه الصِّفات حتى أصبحَت عاداتٍ متعارَفًا عليها ويشتهر بها العرب؛ فمثلًا أي زائر غريب لمجتمع عربي يلاحِظ أنَّ هذا المجتمع بالحدِّ الأدنى يمتلِك صفةَ النَّخوة، وهي عِبارة عن صِفة يكون فيها الفرد قابلًا لتقديم المساعدة دون أي مقابل،ويقوم بنصر المظلوم ولو على حِساب نفسه، وهي تشبه صِفةَ الإيثار، بينما هي بالمعنى الأشمل لها تحتوي على الإيثار والشَّهامة في نفس الوقت، وهي صفةٌ جيدة يمتدح كل مَن يحملها ويتم تعزيزها دائمًا لدى الفرد.
مشاركة :