إمام الحرم المكي يحذر من الاستخفاف بالذنوب والمعاصي والتهوين منها

  • 1/26/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أوضح إمام وخطيب المسجد الحرام، فضيلة الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم، أن الأخلاق في حياة الإنسان نقطة ارتكاز تنطلق منها تصرفاته القولية والعملية، وبها يحصل التوازن في التعامل مع الآخرين ومراغمة المرء حياته من الناس بلا أخلاق ما هي إلا عبث لا مسؤول يهدم جسور الثقة وحسن الظن وإعطاء كل ذي حق حقه. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في المسجد الحرام بمكة المكرمة: إن عقل المرء وحكمته كفيلان بجعله في مقام سليم معتدل يميز به بين ما يزين وما يشين وما يجب تقديمه وتأخيره وما لا ينبغي أن يعطى أكبر من حجمه وما لا ينبغي أن يهون دون مقامه، وجماع ذلكم كله في أن ينزل الأمور منازلهم ويعطي كل ذي حق حقه، فإنه إن لم يفعل ذلكم فهو إما بليد الإحساس وإما ذو استخفاف بالأمور. وأضاف قائلًا: إن كل السببين من السوء بمكان غبر، فالاستخفاف بالأمور هو أنكر المنكرين، وإن كان الاستخفاف عن جهل فهو مصيبة، وإن كان عن علم بالمصيبة أعظم، وإن ما يعنينا هو الاستخفاف الذي وقع عن علم؛ لأنه وبال لصاحبه من جهتين أولهما: علمه بأنه مستخف وآخرهما: تعمد إيقاع استخفافه بالشيء وأن المستخف لا يعرف قدر المسؤولية وهو أبعد الناس عن حقوق الآخرين وأنه لم يأتِ الاستخفاف في مقام مدح قط فهو سجية بغيضة يقبح من تدثر بها. وأردف فضيلته قائلًا: إن ما استخف به الناس أحد عرف حق الله وحق الناس عليه؛ لأن من استخف بك فقد خانك الإنصاف فاستخفاف المرء بالشيء استخفاف بصاحب الشيء نفسه، وأن أخطر ما يكون الاستخفاف حينما يتجاوز حدود الممارسة الفردية ليصبح ثقافة يتبارز بها المستخفون وسبقًا مزريًا للمتهورين به أيهم يبلغ من الاستخفاف ذروته، مشيرًا إلى أن الاستخفاف شعور ينقص في صورة كمال زائف فيداري سوءة نقصه بالاستخفاف بغيره ليوهم نفسه والآخرين بكمال مزور وتفوق على من سواه، ومثل هذا لا يقع منه الاستخفاف بغيره إلا إذا استحكمت فيه خفة العقل والمنطق. وقال فضيلته: إن الناس لن يمدحوا مستخفًّا ولن يأنسوا قربه فضلًا عن أن يكون عنصرًا إيجابيًّا في مجتمعهم ومحيطهم، مؤكدًا أنه لا يكثر الاستخفاف إلا عندما تغيب أمانة القلم واللسان والإنصاف ليبقى المكان فارغًا لحاضناته وهي العجب والغرور واللامبالاة فيرضع منها؛ حتى يفطم بالكبر الذي بطر الحق وغمط الناس. وبين الشيخ الشريم، أن ثمة استخفافًا يقع فيه كثير من الناس إلا من رحم الله، ألا وهو استخفافهم بالذنوب والمعاصي والتهوين من شأنها واستسهال ارتكابها باحتكار عظمها وخطورتها وتسويغ ذلك بعفو الله والتغافل عن أليم عقابها وشديد عذابها، مؤكدًا أن المرء الواعي لا يستخف بصغيرة؛ لعلمه أن الجبال من الحصى وأن السيل باجتماع النقط، وأن المؤمن الصادق ليستحضر عظم الذنب وأثر المعاصي في نقص إيمانه وتعرضه لسخط الله وغضبه، والموفق من لم يستسهل ذنبًا مهما صغر.

مشاركة :