عند مروره بضائقة مالية، اضطر متحف اللوفر بباريس للتفريط في لوحاته الفنية لفائدة رجال الأعمال الميسورين. في الوقت الراهن، تفاجأ الجميع بتواجد لوحة "سالفاتور مندي" للرسام الشهير، ليوناردو دا فينشي، في فرع اللوفر بأبوظبي. واجه متحف اللوفر بباريس ضائقة مالية، ما اضطره إلى بيع لوحة "سالفاتور مندي" للرسام الإيطالي، ليوناردو دا فينشي، بمبلغ خيالي قدر بحوالي 450 مليون دولار في مزاد علني بمدينة نيويورك. وفق تقرير صحيفة الألمانية فإن تاجر الأعمال الفنية، إيف بوفييه، دفع حوالي 83 مليون دولار من أجل الظفر بهذه الرائعة الفنية ليقوم ببيعها لديمتري ريبولوفليف، وهو ملياردير روسي ومالك نادي موناكو الفرنسي. وتجدر الإشارة إلى أن ريبولوفليف يعتبر من أكبر المستثمرين في جمع الأعمال الفنية، وقد اضطر لشراء رائعة دا فينشي بهدف تسوية قضية الطلاق مع زوجته. وبعد أن اشترى هذه اللوحة، رفع ريبولوفليف دعوى قضائية ضد بوفييه بتهمة الغش.مكان إلى جانب الموناليزا قبل بيع لوحة "سالفاتور مندي، صرح بوفييه لريبولوفليف قائلا: "أرجو ألا يكون هدفك وراء شراء هذه اللوحة تجاريا بحتا". وفي شهر مايو/آيار سنة 2013، اقتنى الملياردير الروسي هذه اللوحة بمبلغ يقدر بحوالي 123 مليون دولار. وبعد أن اشترى اللوحة، لم يحقق ريبولوفليف ما كان ينتظره من أرباح، مما اضطره إلى رفع دعوى قضائية ضد بوفييه. وفي هذا الشأن، اعتبرت صحيفة "لوتون" السويسرية أن الخلاف بين الطرفين يعد بمثابة "صراع لا نهاية له". نتيجة نزاعه مع الملياردير الروسي، اضطر بوفييه للتفريط في شركة النقل التي كان يملكها. وفي حوار أجراه مع مجلة "باريس ماتش" الفرنسية، تطرق رجل الأعمال السويسري للخسائر المالية التي تكبدها نتيجة خلافه مع الملياردير الروسي، كما تحدث عن تشويه سمعته جراء هذا الخلاف. وفي الوقت الراهن، يبدو أن عملية بيع لوحة "سالفاتور مندي" قد وضعت حدا للنزاع القضائي القائم بين كل من ريبولوفليف وبوفييه. وحيال هذا الشأن، قال مدير متحف اللوفر بباريس، جان لوك مارتينيز: "نريد عرض لوحة "سالفاتور مندي" إلى جانب لوحة الموناليزا في معرض "ليوناردو دا فينشي" الذي نعتزم تنظيمه خلال سنة 2019". ومن المنتظر خلال السنة القادمة أن يُنظم متحف اللوفر بباريس معرضا يضم أفضل اللوحات الفنية التي رسمها الفنان الإيطالي الشهير، علما وأن هذا المتحف يحتوي على خمس لوحات فنية بريشة "دا فينشي". ومن المحتمل أن يستعير متحف اللوفر لوحة "سالفاتور مندي" من مالكها الجديد.أسطورة في الشرق في الواقع، تكتّم متحف اللوفر عن هوية المالك الجديد لرائعة "دا فينشي". في الأثناء، فكر العديد من الصحافيين الفرنسيين في التوجه إلى فرع متحف اللوفر في أبوظبي، الذي أُفتتح قبل أربعة أيام من عرض لوحة "سالفاتور مندي" في المزاد العلني. وبعد ثلاثة أيام من بيعها، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عن هوية الشخص الذي اشترى هذه الرائعة الفنية، ألا وهو أحد أصدقاء ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان. وقد انتشر خبر عرض لوحة "سالفاتور مندي" خلال مطلع السنة الحالية في متحف اللوفر بأبوظبي . في الحقيقة، لم تُقدم المملكة العربية السعودية على اقتناء لوحة مثيرة للجدل فحسب، بل جلبت أيضا أفضل روائع "دا فينشي" إلى المشرق العربي. والجدير بالذكر أن بن سلمان لم يرغب في الكشف عن حقيقة ظفره بلوحة دا فينشي نظرا لأنه كان منشغلا بحملة مكافحة الفساد في بلده بينما أنفق مالاً ضخماً لشراء اللوحة. ومن خلال شرائه لهذه اللوحة، يسعى بن سلمان إلى تبييض صورة المملكة العربية السعودية، التي ارتبط اسمها بتمويل الإرهاب. من جهة أخرى، يبدو أن تسليم لوحة "سالفاتور مندي" إلى الإمارات العربية المتحدة يندرج في إطار الحصار المفروض على قطر، التي تملك نادي باريس سان جيرمان، الذي يضم في صفوفه أغلى لاعب في العالم، نيمار. ومؤخرا، اشترت الدوحة لوحة "لاعبو الورق" التي رسمها الفنان الفرنسي، بول سيزان، مقابل 250 مليون دولار. ومن المثير للاستغراب أن متحف اللوفر في أبوظبي يعرض خريطة لا تتضمن اسم قطر، وذلك وفقا لما كشفه باحث لدى معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى. حيال هذا الشأن، نشر مدير متحف قطر تغريدة على موقع تويتر جاء فيها أن متحف اللوفر بباريس اتفق مع فرعه في أبوظبي على حذف اسم قطر من الخريطة المعروضة في المتحف، الأمر الذي نفاه متحف اللوفر بباريس. في السياق ذاته، صرح الخبير في العلوم السياسية، ألكسندر كازيروني، أن "حكام الإمارات العربية المتحدة يسيطرون على متحف اللوفر في أبوظبي".
مشاركة :