كشفت صحيفة (وول ستريت جورنال) أسماء 3 كيانات غير قانونية اقتصادية فارسية (إيرانية) عملاقة تدر دخلاً بمئات المليارات من الدولارات، يسيطر عليها مرشد الثورة الفارسية خامنئي ويستخدم إيرادتها لخدمة توجهاته السياسية ومخططاته الإرهابية في المنطقة ، ودعت إلى تأديب إيران بضرب مليارات المرشد وعزل امبراطوريته المالية الإرهابية وغير القانونية ، وأشارت الصحيفة إلى (هيئة تنفيذ أوامر الإمام) أو اختصارا (ستاد) ومؤسسة (المستضعفين)، ومؤسسة (أستان قدس رضوي) وهي هيئات لغسيل وتبييض الأموال لها أسهم في كل القطاعات الإيرانية تقريباًً، تزيد قيمتها على 200 مليار دولار. ودعت الصحيفة إدارة الرئيس الأميركي (دونالد ترامب) إلى إعادة فرض عقوبات على هذه الجهات، بعد أن رفع سلفه (باراك أوباما) الكثير منها بموجب الاتفاق المشؤوم الذي أبرمته الولايات المتحدة، و5 دول أخرى مع إيران عام 2015، لكبح جماح برنامجها النووي العسكري المثير للجدل والقلق ، لذا فإنَّ فرض عقوبات جديدة على هذه المؤسسات من شأنه عزل إمبراطورية خامنئي وتجميد أنشطته، ويعد دعماً للشعب الإيراني الذي انتفض قبل أسابيع ضد النظام الحاكم، لكنه قوبل بالقمع من قبل سلطات الأمن. واعتمدت الهيئات الثلاث في جمع جزء كبير من أصولها، على المصادرة الممنهجة للأصول والعقارات في أعقاب ثورة 1979 التي أطاحت بحكم الشاه، وجميع تعاملاتها المادية معفاة من الضرائب وغير خاضعة للجهات الرقابية. وتقول(وول ستريت جورنال)إن الهيئات تستخدم علاقاتها القوية مع الجهات الحكومية في إيران للفوز بصفقات كبيرة وترسية عقود الأعمال عليها. وكشف تحقيق لـ"رويترز" عام 2013، أن قيمة الحسابات السرية والأصول التابعة لمؤسسة "ستاد" تصل إلى 95 مليار دولار، وتمتلك المؤسسة التي أنشئت عام 1989 العشرات من الشركات العاملة في مجالات مختلفة، مما يجعل من الصعب حصر أنشطتها أما مؤسسة (المستضعفين) فقد أسسها المرشد السابق للثورة الفارسية الخميني في أعقاب الثورة، لمصادرة ثروات أسرة الشاه، وتتحكم الآن في مئات الشركات التي استولت عليها ، وقبل أشهر قليلة، نشرت المؤسسة بياناً مالياً سنوياً قال إن قيمة أصولها تبلغ نحو 60 مليار دولار، لكن يعتقد على نطاق واسع أن الرقم الحقيقي أكبر من ذلك بكثير. والمؤسسة الثالثة هي (أستان قدس رضوي) وذراعها الإرهابية الاقتصادية (مؤسسة رضوي الاقتصادية) وتتحكم بشكل تام في اقتصاد 3 محافظات إيرانية جنوبية، وتمتلك شركات في قطاع الطاقة والزراعة والصناعة كما تمتلك المؤسسة نصف أراضي مدينة مشهد تقريبا، وأصولا عقارية قيمتها حوالي 20 مليار دولار حسب تقديرات إيرانية معارضة . ونفذت في إيران حملة ممنهجة لإضافة الصبغة الشرعية والقانونية على الاستيلاء على العقارات والأراضي، التي بنيت عليها ثروة (ستاد) الطائلة المحصنة بحكم القانون من التدقيق والمراقبة المالية ما لم يطلب المرشد الأعلى ذلك ، وبذلك تعود مسؤولية الرقابة، إن وجدت إلى يد (ستاد) التي يسيطر عليها المرشد أصلا ، واعتمدت في عام 2000، السلطة القانونية لائحة تنفيذية تمنح(ستا) السلطة الحصرية على الممتلكات المصادرة باسم خامنئي، ولم تمنع العقوبات الأمريكية (ستاد) من النمو بشكل مطرد، فقد فرضت واشنطن عقوبات على المنظمة وعشرات الكيانات التابعة لها، بعد أن كشفت عن أدوار تلعبها (ستاد) في الالتفاف على العقوبات الأمريكية والدولية الأخرى ، لكن المنظمة تتملص من العقوبات بطريقة أكثر التفافا، فهي رسمياً تسهم بحصص ضئيلة في عشرات الشركات التي تسيطر عليها، حتى تخرجها من دائرة العقوبات، حيث لا تطبق العقوبات على الشركات التابعة إلا إذا كان الكيان المستهدف يمتلك 50% أو أكثر من الشركة . وقال النائب الجمهوري في مجلس الشيوخ الأمريكي (بروس بولينك) إن حوالي 70 مسؤولاً إيرانياً اكتسبوا الكثير من الثروة الشخصية، كما أنهم يستخدمون هذه الثروة لدعم القوات والجماعات الإرهابية التي تُهَدِّد وتضر الأمن والسلم الدوليين ، وأضاف إنَّ من حق المواطنين الإيرانيين وكافة شعوب العالم أن يعرفوا حجم ثروات الرعاة الرئيسيين للإرهاب العالمي والأهداف التي ينفقون هذه الأموال لدعمها مؤكدًا أن كبار المسؤولين الحكوميين الإيرانيين، بمن فيهم المرشد والمسؤولون السياسيون والعسكريون الرئيسيون في إيران، قد اكتسبوا ثروة هائلة من خلال البنية الديكتاتورية والفساد في البلاد والاستيلاء على الثروات ، وشدد بولينك على أن إيران هي أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم ولا يمكن الوثوق بها، ومن المهم للمنطقة والولايات المتحدة الكشف عن هذه الأصول الخفية وأموال القادة الإيرانيين للعالم".عبدالله الهدلق
مشاركة :