ظهور اللئام من عـلامات الساعة

  • 1/27/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

كتب - نشأت أمين: أكد فضيلة الدكتور محمد حسن المريخي أن ظهور اللئام واستطالتهم علامة على ظهور الفتن واقتراب الساعة حيث يذهب الصالحون أو يقلون فلا يبقى في الأرض إلا الأشرار فتقوم عليهم الساعة.. مشيراً إلى أن من ينظر في الدنيا وشؤونها وأخبارها يرى ذلك عياناً في الرويبضة والفسّاق أهل البذاءة وأرباب المعاصي والمنافقين والمتجرئين على دين الله وأوليائه وعباده. وقال، في خطبة صلاة الجمعة أمس بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب، إنه من الواجب على المسلمين المخلصين لربهم ثم لأوطانهم وولاة أمورهم أن يقابلوا لؤم اللئام بالإحسان والإخلاص ويقدّروا نعمة الله عليهم بالأوطان الآمنة ونعمة والأمن وتوفر الأرزاق وأن يكونوا حذرين فيردوا طعن الحاقدين والحاسدين ويعضوا على دينهم الحق ويعلموا أنه الحصن الحصين وأنه ما تخلى أحد عن دين الله أو أهمله إلا أهمله الله وغادرت العافية دياره. وقال إن الإقبال على الدنيا أفرز أخلاقاً رذيلة وأشخاصاً ممسوخين تخلقوا بأرذل الأخلاق، فظهر فيهم اللئيم خبيث النفس فاسد الطباع، ذو الأفعال المذمومة والسلوكيات الهابطة. وأشار إلى أن الإساءة خلق ذميم وقبيح، حسيّة كانت أو معنوية، وهي تغمّ الإنسان وتسيء إليه، وفي الوقت نفسه تسقط صاحبها إذا عرف بها وكانت ديدنه وعادته وتخرجه من دائرة الاستقامة والقبول، ويبغضه الناس بسببها ويحذروه ولا يحبوه. ونبّه إلى أن الشخص اللئيم مهدّد من الله تعالى: (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله). وأكد أن الإساءة بصفة عامة يمكن تصريفها وصاحبها لكثرة الجهلة والسفهاء وغلبة الدنيا والشهوات، لكن نوعاً من الإساءة لا يمكن بلعها وصرفها وتحملها. وأشار إلى أن النفوس الأبيّة والفطرة السليمة لا يمكن أن تقابل الإحسان بالإساءة والنعمة وشكرها بالجحود والنكران، والاستقامة بالاعوجاج، مبيناً أنه لا مكان للإساءة إلى جانب الإحسان، وجزاء المحسن الإحسان والإكرام والتقدير والشكر والعرفان. مرتبة عظيمة وقال: إن الإحسان مرتبة عظيمة في الإسلام، وهي لب الإيمان وروحه وكماله، وقد تعهّد الله تعالى أن يكون مع أهل الإحسان يحفظهم ويدافع عنهم ويكرمهم ويرفع درجاتهم، حيث يقول الله تعالى: (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون). وبيّن أنه لا يُحسن إلى الناس إلا المُحسن سواء أحسنوا إليه أو لم يحسنوا، فإنه لا ينتظر أن يحسن إليه حتى يحسن إليهم ولكنه التطبع بطبائع الخير والاتصاف بصفات المؤمنين. وذكر أنه نظراً لرفعة مقام الإحسان سمّى الله تعالى به نفسه (المحسن) وهو اسم من أسماء الله تعالى وسمّى الله تعالى أو وصف أسماءه بالحسنى لبلوغها الكمال والذروة في الحُسن يقول الله تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)، ويقول رسول الله (إن الله تعالى محسن فأحسنوا)، وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا حكمتم فاعدلوا وإذا قتلتم فأحسنوا فإن الله محسن يحب المحسنين). نسيان المعروف ولفت إلى أن الإساءة لمن أحسن لا تصدر إلا من اللئيم فهو الذي سرعان ما ينسى المعروف والإحسان والعون والوقوف معه وبجواره في المحنة والمصيبة.. وأكد في هذه الأثناء أن اللؤم دناءة، واللئيم دنيء الأصل مهين، خبيث النفس، فاسد الطباع مرذول الأخلاق، إنه الخبث الذي تطبعت عليه النفس بسبب اللؤم وممارسته ومزاولته، يقول الله تعالى: (الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات) يقول قتادة رحمه الله: الخبيثات من القول والعمل للخبيثين من الناس، والخبيثون من الناس للخبيثات من القول والعمل. وأشار خطيب الجمعة إلى أن «اللئيم دائماً يقصد الإيذاء ببذاءته وفحشه، وما ذاك إلا بسبب اعتياده مخالطة الفسّاق وأهل الخبث واللؤم الذين من عادتهم السب والطعن واللعن والفحش. خبث النفس وأكد أن اللئيم خبيث النفس حسود وحقود وعدو لدود يبحث عن العداوات والشرور.. وذكر أن وجود اللئيم الخبيث في الأرض دليل على فسادها وخبثها وقلة الإيمان بها، وتصدّع منارات الدين الحق يقول الله تعالى: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون، قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين)، وأوضح أن الوقاحة في القول في القول وفحش اللسان من صفات المنافقين والفاسقين، واللئيم لا يتورّع عن البذاءة وهو صاحب لسان بذيء، أما المؤمن فليس بالطعان ولا باللعان ولا بالفاحش ولا البذيء والله يبغض الفاحش ويمقته ويتوعّده بالنار واسترشد بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء في النار). الفاحش بذيء وأكد أن اللئيم الفاحش البذيء يبوء هو بالفحش والبذاء الذي يرمى الناس به، مشيراً إلى أنه في صحيح البخاري من حديث أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يرمي رجل رجلاً بالفسوق ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك)، قال الحافظ ابن حجر: وهذا يقتضي أن من قال لأخر: أنت فاسق أو قال له: أنت كافر فإن كان ليس كما قال، كان هو المستحق للوصف المذكور. ولفت إلى أن اللئيم واقع في كبائر الذنوب بسبب فحشه وبذائه يقول الله تعالى: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق). وأكد أن من اللؤم أن يعض المرء اليد التي أطعمته والأرض التي أقلته والسماء التي أظلته والبلد التي سترته.

مشاركة :