تشيلسي يعاني... وحقبة كونتي تبدو في طريقها للنهاية

  • 1/27/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بدأت مسيرة المدير الفني الإيطالي أنطونيو كونتي مع تشيلسي - أو على الأقل المسيرة الحقيقية - بين شوطي مباراة فريقه الموسم الماضي أمام آرسنال على ملعب الإمارات، عندما قرر تغيير طريقة اللعب، ليلعب بثلاثة لاعبين في الخط الخلفي، ويبدو أن هذه المسيرة مع «البلوز» ستنتهي أيضاً بالطريقة نفسها، من خلال تغيير طريقة اللعب، والاعتماد على ثلاثة مدافعين في الخط الخلفي، لكن هذه المرة من قبل آرسنال. قد ينجح دوري أبطال أوروبا في إنقاذ هذا الموسم السيئ لتشيلسي - ولا نزال نتذكر تأثير فوز الفريق خارج ملعبه على أتليتكو مدريد الإسباني حتى الآن - لكن خسارة تشيلسي أمام آرسنال، مساء الأربعاء الماضي، في نصف نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، سيكون لها تأثير كبير، نظراً لأن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: متى كانت آخر مرة يتفوق فيها فينغر على أي مدير فني من الناحية التكتيكية؟ ويجب أن نتذكر أن القرار الذي اتخذه كونتي بين شوطي مباراة فريقه أمام آرسنال الموسم الماضي، عندما كان متأخراً بثلاثة أهداف نظيفة، بتغيير طريقة اللعب، والاعتماد على ثلاثة لاعبين في الخط الخلفي، هو الذي قاد الفريق لتحقيق الفوز في 13 مباراة متتالية، والحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في نهاية المطاف. ويوم الأربعاء الماضي، كان تشيلسي متفوقاً إلى حد كبير على آرسنال في الشوط الأول، لكن قرار فينغر بالدفع باللاعب المصري محمد النني في العمق، ليلعب كمدافع ثالث، ساعد فريقه على سد المساحة الكبيرة التي كان يتحرك فيها إدين هازارد، وبالتالي لم يجد تشيلسي حلولاً مناسبة للوصول إلى مرمى «المدفعجية». ورغم أن آرسنال كان محظوظاً للغاية في الهدفين اللذين أحرزهما في تلك المباراة، فهناك شعور بأن هناك روحاً جديدة بدأت تدب في الفريق مرة أخرى، وقد يكون السبب وراء ذلك هو انتهاء قصة لاعب الفريق التشيلي أليكسيس سانشيز، ورحيله إلى مانشستر يونايتد. لقد جعلنا فينغر نشعر بأنه قد عاد لشبابه مرة أخرى، ليس فقط بسبب تغييره للاعبين وطريقة اللعب في وسط المباراة، كما كان يفعل في السابق، ولكن أيضاً لتغييره الطريقة الروتينية في تنفيذ الركلات الركنية. صحيح أن الفوز بكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة أو خسارتها لن يؤثر كثيراً على تاريخ وإرث فينغر مع المدفعجية، لكن سيكون من الجيد بالنسبة له إضافة هذه البطولة إلى سجله الحافل مع الفريق. بيد أن المشكلة الأكبر توجد الآن في تشيلسي الذي يمر بأزمة كبيرة في حقيقة الأمر. وقد ظهرت الأزمة التي يعاني منها تشيلسي أخيراً، فقبل الهزيمة أمام آرسنال الأربعاء الماضي، لم يخسر الفريق أي مباراة في آخر 12 مباراة، كما لم يعرف الخسارة سوى مرتين فقط في آخر 21 مباراة. علاوة على ذلك، لا يزال الفريق ينافس في دوري أبطال أوروبا وكأس الاتحاد الإنجليزي، ويحتل المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز. وكان كل هذا يعد في أوقات سابقة بمثابة بداية مبشرة للغاية في بداية الموسم، ولكن ليس الآن - ليس في حقبة ما يمكن أن نطلق عليه اسم «الأندية العملاقة»، وهي الحقبة التي تتنافس فيها معظم الأندية على مراكز بوسط الجدول، والهروب من شبح الهبوط، في حين يقتصر النجاح على عدد قليل للغاية من أندية النخبة، ولذا فإن أي تراجع في أداء هذه الفرق الكبرى يبدو كارثياً. لقد ظهر لاعبو تشيلسي أقل كثيراً من الناحية البدنية خلال مواجهة آرسنال على ملعب الاتحاد، وقد يكون السبب وراء عدم ظهور لاعبي «البلوز» بالقوة البدنية نفسها التي كانوا عليها الموسم الماضي هو مشاركة الفريق في بطولة دوري أبطال أوروبا خلال الموسم الحالي، خلافاً للموسم الماضي، عندما غاب الفريق عن المشاركة في البطولة الأقوى في القارة العجوز (وقد يكون المدير الفني لمانشستر يونايتد جوزيه مورينيو محقاً، عندما أشار إلى هذه النقطة أكثر من مرة في السابق). ويشكو كونتي من ضعف قائمة فريقه منذ الصيف الماضي، وقد زادت حدة تعليقاته خلال الأسبوع الحالي، عندما أعلن أن تشيلسي لم يعد قادراً على منافسة مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي من الناحية المالية. وبالتأكيد لن يتعاطف كثيرون مع تشيلسي في هذا الأمر، نظراً لأن مالك تشيلسي المليونير الروسي رومان أبراموفيتش، الذي استحوذ على النادي في عام 2003، هو الذي سحب كرة القدم الإنجليزية إلى ما يمكن أن نطلق عليه اسم «العصر المالي الجديد»، ودمر رؤية آرسنال في التفوق من خلال إقامة ملعب جديد، والاعتماد على كشافة النادي في العثور على لاعبين صغار في السن بأسعار معقولة، وتطوير قدراتهم وإمكانياتهم حتى يصبحوا نجوماً كباراً. لكن لجوء تشيلسي إلى تقليص النفقات في الوقت الحالي، جعل النادي يفكر في التعاقد مع لاعبين إنجليز كان يُنظر إليهم قبل عقد من الزمان على أنهم مستقبل كرة القدم الإنجليزية، مثل داني درينكووتر وروس باركلي وأندي كارول وبيتر كراوتش، وهو ما جعل البعض يقول إن تشيلسي 2018 أصبح هو الفريق الذي كان يمكن أن يمثل المنتخب الإنجليزي في كأس الأمم الأوروبية عام 2012! وفي وقت ما في السابق كان جزء من الإدارة الناجحة لكرة القدم يتمثل في إيجاد طريقة لإعادة اللاعبين الموهوبين الذين لم يثبتوا أنفسهم إلى الطريق الصحيح، خصوصاً أنهم يمتلكون بالفعل القدرات والإمكانيات التي تجعلهم في مصاف النجوم الكبار، وكان هذا يعد جزءاً كبيراً من عبقرية المدرب الشهير براين كلوف أو بوب بيزلي، الذي قضى 50 عاماً مع ليفربول كلاعب واختصاصي علاج طبيعي ومساعد مدرب ومدير فني. ومن الممكن أن يصبح عالم كرة القدم أفضل مما هو عليه الآن لو كان ذلك الأمر موجوداً، لكن من الصعب أن نتصور حدوث ذلك مع ناد من أندية القمة في كرة القدم الحديثة. وعلاوة على ذلك، كان تشيلسي يعاني من مشكلة أخرى الأربعاء الماضي أمام آرسنال، وهي الإرهاق الذهني. صحيح أن الفريق تأثر كثيراً بإصابة لاعبه البرازيلي ويليان وخروجه في شوط المباراة الأول، وصحيح أن خيارات كونتي باتت محدودة نتيجة إصابة سيسك فابريغاس وألفارو موراتا، وتراجع مستوى بيدرو، لكن كان من الواضح للغاية مدى تأثر الفريق في حال نجاح الخصم في إفشال خططته الأساسية، ومنع الكرة من الوصول إلى هازارد. قد ينجح الفريق في العودة إلى المسار الصحيح بعد ضم كل من مهاجم روما البوسني ديزيكو، الذي لعب لمانشستر سيتي في السابق، والظهير الأيسر لفريق روما أيضاً البرازيلي إيميرسون بالميري، لكن الأداء الذي ظهر به الأربعاء الماضي هو أداء فريق بدأ يتراجع مستواه بنهاية الموسم، وهو ما قد يؤدي بصورة حتمية إلى رحيل مديره الفني.

مشاركة :