قبل أن تجف دموع «النعمي» على رحيل أبنائه الستة وزوجته في حادثة مأساوية حزينة على طريق صبيا ــ هروب الثلاثاء الماضي.. تجددت الأحزان في جازان أمس الأول (الخميس) في فاجعة مماثلة عندما اصطدمت سيارة عائلية بناقلة على طريق المضايا ـــ الصوارمة، ما أدى إلى وفاة 7 نسوة من عائلة واحدة، وإصابة 5، بينهم مسن، وسيدة، وطفلان.وأبلغ شهود عيان من موقع الحادثة «عكاظ» أن سيارة العائلة اصطدمت من الخلف بشاحنة مصابيحها الخلفية مطفأة تجرها أخرى قرب بلدة المضايا على طريق مظلم ذي مسار واحد بطول 15 كيلومترا. وسبق للأهالي أن طالبوا بضرورة إنارة الطريق الذي يفتقد إلى أدنى متطلبات السلامة، وتكثر فيه الإبل السائبة. وأضاف الشهود أن الأسرة المنكوبة كانت في طريقها لحضور حفلة زفاف، لتتحول فرحتها إلى أمواج من الدموع.وأوضح المتحدث باسم هيئة الهلال الأحمر في جازان بيشي الصرخي أن غرفة العمليات تلقت في الثامنة والثلث من ليل الخميس بلاغا عن تصادم سيارة، تقل عائلة، وقلاب عند مدخل الصوارمة على الطريق الساحلي الرابط بين مركز الحكامية ومحافظة السهي، وعلى الفور تم توجيه 4 فرق إسعافية إلى الموقع بإشراف القائد الميداني علي عبدالرحمن هتان، وتبين وجود 6 وفيات، و5 حالات حرجة، وتم إسعاف المصابين ونقلهم إلى مستشفى أحد المسارحة العام لتلقي العلاج.من جانبه أبلغ المتحدث باسم الدفاع المدني في جازان المقدم يحيى القحطاني أن بلاغا ورد عن تصادم على طريق المضايا ـــ الصوارمة، وعند وصول الفرق للموقع اتضح أن الحادثة عبارة عن تصادم سيارة عائلية مع شاحنة ووجود محتجزين في السيارة. وباشرت الفرق الحادثة وحررت المحتجزين، وتبين وجود 6 وفيات، و5 إصابات، وتم نقل الحالات بواسطة إسعاف الهلال الأحمر إلى المستشفى وسجلت حالة وفاة بعد وصولها المستشفى.«قياس الحمولة» لم يمنع الفاجعة الجديدة !حمّل مواطنون من جازان فرع الطرق بجازان مسؤولية الحادثة الجديدة، وقالوا إن الطريق بمسار واحد ومظلم وظل على حالته طوال السنوات الماضية رغم حيويته، إذ يربط بين الموسم والسهي والصوارمة والمضايا وجازان، كما أنه كثيف بالإبل السائبة، فضلا عن الشاحنات العملاقة التي كانت القاسم المشترك في كل الفواجع التي حدثت على طرق المنطقة. وأشار عدد من الأهالي إلى أن الشاحنات درجت على عدم الالتزام بالأوقات والمسارات المحددة، وافتقادها لاشتراطات التنبيه والسلامة، وتسببها في تخريب الطرق بالحمولة الزائدة. وكانت وزارة النقل قد شرعت أخيرا في وضع أجهزة لقياس حمولة الشاحنات على طريق صبيا ـــ هروب بعد حادثة الكدمي الشهيرة، كما أشار المرور في وقت سابق على حسابه في «تويتر» إلى أن هناك أبعادا تنظيمية تتم دراستها لتنظيم حركة الشاحنات داخل المدن تهدف لجعل الشاحنات تكتفي بالمرور على الأطراف دون الدخول إليها.إحصاء المرور:جازان الأعلى وفياتأكدت إحصائية أصدرتها إدارة المرور أمس الأول (الخميس) عن حوادث الربع الأول من العام الحالي 1439 مقارنة بالربع الأول من العام الماضي 1438 أن منطقة جازان الأعلى في نسبة وفيات الحوادث بنسبة 19.85٪، تليها تبوك بنسبة 17.39٪، ثم الباحة بنسبة 6.67٪، فيما انخفضت نسبة الحوادث بجازان بنسبة 6.07٪ مقارنة بالربع الأول من العام الماضي.
مشاركة :