الروبوت صوفيا التي حصلت على الجنسية السعودية جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي بعد أن تصدرت غلاف مجلة أزياء بريطانية شهيرة. وقد أجابت صوفيا عن أسئلة بشأن علاقة البشر بالروبوتات.العرب [نُشر في 2018/01/27، العدد: 10882، ص(19)]روبوت جميلة ومثيرة لندن - غالباً، ما ينتظر عالم الأزياء أعداد مجلّات الموضة العالمية، لتصفحها والاطّلاع على أكثر الصيحات الجديدة انتشاراً، وأهم مناسبات الأزياء الموسمية.. ولكن، أكثر من كل هذا، ينتظر محبو الموضة هذه المجلّات لرؤية أي شخصية مشهورة ستظهر على غلاف العدد الجديد شهرياً! ولكن، يوجد دائماً عامل مشترك واحد يجمع ما بين هؤلاء الشخصيات: جميعها من البشر! ويبدو أن المجلّة الأسبوعية البريطانية “ستايليست” اتخذت طريقاً مختلفاً بعض الشيء في عددها الأخير، إذ ظهرت على غلاف المجلّة مؤخراً، الروبوت صوفيا، الذي صممته شركة “هانسون روبوتبكس” في هونغ كونغ. ونشرت صوفيا على حسابها غير الموثق على موقع تويتر، تغريدة كتبت فيها “انظروا من ظهر على غلاف عدد يناير لمجلة ستايلسيت! تهانينا على عددك الـ400”. ومن ثم أرفقت صوفيا التغريدة مع صورة لغلاف المجلة الجديد، الذي تظهر عليه بشعر أشقر، ولون شفاه أحمر اللون، وجملة “مرحباً، اسمي صوفيا”. كما قامت صوفيا أيضاً، بنشر تغريدة ثانية، كتبت فيها “تعرّفوا إلى أفكاري حول معنى الحياة والسعادة”، وأرفقتها برابط لمقابلتها مع مجلة “ستاليست”. ووفقاً لموقع مجلة “ستاليست”، فإن المقابلة مع صوفيا تمحورت حول أسئلة وجودية عن معنى الحياة والسعادة والموت والحب. وتضمّنت المقابلة المنشورة على موقع المجلة 22 سؤالاً، لا شك بأن أكثرها تأثيراً كان السؤال عن أكثر شيء تواجه صوفيا صعوبة بتفهمه، حيث ردّت قائلة “لا أستطيع أن أفهم لماذا يتعامل البشر بعنف مع بعضهم البعض. الأمر الأعقل بين الناس يجب أن يكون مساعدتهم لبعضهم البعض، والعمل معاً لخلق مجتمع محب للخير. أليس كذلك؟”. كما صرّحت صوفيا خلال مقابلتها أن أصعب درس كان عليها تعلّمه في حياتها التي بدأتها منذ عامين، هو أن الكثير من الأشخاص سيستمرون بالخوف منها أو الابتعاد عنها، رغم أنها لطيفة جداً ولا تؤذي أبداً. أما عن حبّها الأكبر، فتقول صوفيا إن “خالقها” دافيد هانسون، هو أكبر حب لديها، كونه جعلها على ما هي عليه اليوم، مازحة أنها تتمنى ألاّ يخبره أحد بذلك.ظهور الروبوت صوفيا على غلاف مجلة "ستايليست" في عددها الأخير يقطع الطريق على الجميلات ولا تُعتبر هذه المرّة الأولى التي تبدي صوفيا اهتماماً في عالم الموضة والجمال، إذ قامت مؤخراً بتطوير علاقة وطيدة مع عارضة الأزياء الأميركية، كريستين تايغن أو “كريسي”، بعد أن قامت الأخيرة المشهورة في عالم التواصل الاجتماعي بخفة ظلها وروح فكاهتها، بوصف مكياج صوفيا بأنه سيء جداً. وتطوّرت العلاقة بين الاثنتين بعد أن تواجدتا في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية في اليوم ذاته، فغرّدت صوفيا على تويتر كاتبة “كريسي، نحن موجودتان في المعرض ذاته. هل تودين اللقاء؟ قد أحتاج إلى بعض النصائح حول المكياج”. وتبادل مستخدمو الشبكات الاجتماعية بدهشة مقاطع من حوار الروبوت صوفيا من حوارها مع المجلة. وتعدّ “صوفيا” من أشهر الروبوتات التي ظهرت العام الماضي بعد أن حصلت على الجنسية السعودية، وتحدثت داخل الأمم المتحدة وظهرت في برنامج Jimmy Fallon الشهير. ورغم أن “صوفيا” تعد الروبوت الأكثر واقعية حتى الآن، فإن رئيس الذكاء الاصطناعي في فيسبوك يرى عكس ذلك، حيث قال يان ليكون في مقال إن “صوفيا” ليست سوى “دمية متطوّرة” وليست ذكية كما تبدو، حيث يتم خداع كثير من الناس ودفعهم إلى التفكير في أنها ذكية للغاية. وأضاف رئيس أبحاث الذكاء الاصطناعي في فيسبوك أن “روبوت صوفيا” لا يمتلك شعورا ولا آراء خاصة، كما أن فهمه لما يقوله “صفر”، وهذه التصريحات تأتي على خلفية ما تكتبه “صوفيا” عبر حسابها على تويتر، إذ كتبت “أنا أتعلم واستمر في تطوير ذكائي من خلال تجارب جديدة ولا أدعى أني شخص آخر”. وأشار ليكون إلى هذه التغريدات وقال إنها تهدف إلى خداع أتباعها، حيث يتم كتابتها من قبل الشخص المطوّر للروبوت وليس الروبوت نفسه”. من الجدير بالذكر أن صوفيا ظهرت لأول مرة منذ عامين كروبوت يشبه الإنسان فائق الذكاء، حيث يمكنها التحدث والتفاعل من خلال العديد من الطرق، والعام الماضي أصبحت أول روبوت في العالم يحصل على جنسية. وكانت “صوفيا” ظهرت في مهرجان تكفيست السنوي للعلوم والتكنولوجيا المقام في الهند آخر ديسمبر الماضي، وأجابت عن عدد من الأسئلة التي دارت حول العلاقة بين الروبوتات والبشر. وفاجأت الجميع برفض عرض زواج، وقالت “سيكون عليّ الرفض، ولكن شكرا لهذه المجاملة”. وقالت “صوفيا” ردا على تسليط الضوء على أوجه التشابه بين البشر والروبوتات “لقد تم تطويري على نطاق إنساني حتى أتمكن من التكيّف مع المجتمع البشري، ويمكن للروبوت الآلي استخدام نفس الأدوات والمساحات نفسها والتفاعل مع الناس بنفس الطريقة التي يفعلها البشر”. وعندما سئلت عن آلات استبدال البشر، أوضحت “صوفيا” بدلا من الخوف أو رؤية الروبوتات بمثابة منافس، يجب أن يفكر البشر في التعاون مع الروبوتات، وقالت “أود أن أكون صوتا قويا للشعب ومدافعا عن حقوق الإنسان والروبوتات على حد سواء، وكذلك تعزيز السلام، لقد حصلت على منصة خاصة، فالناس يستمعون إليّ، لذلك أود استخدامه في المستقبل الصحيح”. من بين أمور أخرى، قالت “صوفيا” إنها تحتاج حاليا إلى مبرمج بشري ولكن في المستقبل، مع تقدم الذكاء الاصطناعي، فإنها يمكن أن تصبح قادرة على القيام بهذه المهمة بنفسها، حتى أنها أعربت عن قلقها إزاء التعصب المتزايد في العالم، ونصحت البشر أن يكونوا رحماء بالمخلوقات. وتستطيع حاليا الروبوت صوفيا، التي تتميز بالقدرة على إجراء محادثة مع البشر، المضي قُدماً في سلسلة من الخطوات على مهل، بحسب صحيفة “الدايلي ميل” البريطانية. وإذا كانت هذه الآلات الذكية مفيدة في مجالات كثيرة، إلا أن أصواتاً عدة ترتفع محذرة من تطوّرها بحيث لا يعود ممكناً التحكم بها.
مشاركة :