من المعاناة ينبثق الأمل وتتجدد الأحلام والأماني ويُفسح الطموح والإرادة كُوّةً لتحدّي المعاناة والواقع الأليم. هذا ما جسدته أم وأكاديمية سعودية دفعتها إعاقة ابنها للتخصص العلمي العالي بهذه القضية والتي تستعرض تجربتها حولها في المؤتمر الدولي الرابع الذي تنطلق فعالياته الأسبوع المقبل. وسيتخلل الورقة التي ستقدمها الدكتورة فوزية بنت محمد بن حسن أخضر مدير عام التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم سابقاً والحاصلة على دكتوراه في فلسفة التعليم الخاص من الولايات الأمريكية المتحدة عام 1990م استعراضاً عن كيفية معايشتها لابنها المعاق بإعاقة الصمم والذي دفعت إعاقته بتوجهها لخدمة هذه الفئات وخدمتهم. وتقول الدكتورة أخضر:"أنا أتحدث معكم من منطلق ثلاثي الأبعاد من خلال تجربة شخصية وتخصص ومسؤولية إدارية، فمحدثتكم هي من شرفها الله بأن تكون أماً لشاب أصم، وألهمها ووفقها في أن تتخصص في مجال إعاقته في الدراسات العليا، وكلفها بأن تكون مسؤولة عن هذه الفئات بوزارة التربية والتعليم لمدة 38 عاماً". وحددت الدكتورة أخضر المشاكل التي واجهتها كأم في التعامل مع ذوي الإعاقة وقالت إنها "تتمثل في انعدام أو ندرة مراكز التشخيص والتدخل المبكر بالمملكة ولا زالت حتى الآن، وعدم تدريب الأطباء على الطريقة السليمة لإخبار الأسرة عن إعاقة ابنهم، وغياب السياسات الوطنية حيال التدخل المبكر بسبب عدم إدراك الحجم الفعلي لمشكلات الإعاقة في الطفولة المبكرة من جهة وبسبب التحديات العديدة الأخرى التي ينبغي مواجهتها من جهة أخرى". وأضافت أن التحديات تتضمن "عدم توفر دورات تدريبية للأسر على كيفية التعامل مع إعاقة هذا الطفل، وغياب التنسيق بين البرامج الأولية المتوفرة في المؤسسات وأقسام الأمومة والطفولة في المستشفيات الخاصة والعامة، وعدم التنسيق الكافي بين الوزارات ذات العلاقة عن مسؤولية التدخل وهي وزارات التربية والتعليم والصحة والشؤون الاجتماعية، علاوة على عدم توفر القياس المبكر للأطفال الصم من قبل الولادة، وتعامل الأطباء مع الإعاقة من منظور طبي فقط مما يدفعهم إلى تبني مواقف متشائمة حيال إمكانية تحسن الطفل". وبعد أن حددت التحديات التي واجهتها، استعرضت الصعوبات التي تواجه الأسر الذين لديهم أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في المملكة، وقالت إنها تتمثل في انعدام أو ندرة مراكز التشخيص والتدخل المبكر، وضعف التشخيص وعدم مصداقيته في أغلب الأحيان بسبب عدم تحديث الأدوات المستخدمة، وعدم توفر أدوات معملية أو فحوصات عضوية للكشف عن الإعاقات البسيطة والإعاقات المخفية وغير التقليدية، وعدم توفر الكوادر المؤهلة والمختصة في هذا المجال لعمل الزيارات المنزلية والتعامل مع الأسرة والطفل بالطريقة السليمة، وعدم توفر دورات تدريبية لمن هم على رأس العمل من المعلمين والمتعاملين مع هؤلاء الأطفال. يذكر أن الدكتورة فوزية بنت محمد بن حسن أخضر، عملت في العديد من المواقع وشغلت عضوية الكثير من الجهات، فهي مدير عام التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم سابقاً، وعضو مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين، وعضو مجلس إدارة الجمعية الوطنية للمتقاعدين، ومدرب معتمد بالمجلس الثقافي البريطاني، وعضو النظام الوطني للمعاقين، ولها العديد من المؤلفات الخاصة بالمعاقين.
مشاركة :