دعا مجلس كنائس الشرق الأوسط إلى تفعيل وتثبيت الحضور المسيحي في الشرق الأوسط، والمحافظة على الهوية التاريخية لمدينة القدس كمدينة مفتوحة لجميع المؤمنين من الديانات التوحيدية الثلاث ورفض تهويدها.كما دعا إلى الوقف الفوري للعنف في منطقة الشرق الأوسط ولاسيما في سوريا والعراق، وأدان ما تتعرض له الكنائس وسائر دور العبادة في مصر من أعمال إرهابية.جاء ذلك في البيان الختامي لاجتماعات اللجنة التنفيذية للمجلس والتي انعقدت في بعبدا بلبنان وانتهت أمس.وخلصت اللجنة التنفيذية إلى ما يلي:أهمية الحضور المسيحي في الشرق وضرورة تفعيله وتثبيته في ظلّ الظروف الصعبة التي تعانيها بلدان الشرق الأوسط، وذلك عبر مساندة أعمال ونشاطات المجلس الهادفة إلى ترسيخ بقاء المسيحيين في أرضهم.وايضا أكد على خطورة الأوضاع الراهنة في بلدان الشرق الأوسط، إذ شدّد المجتمعون على وجوب إنهاء الصراع الدائر في سوريا باعتماد حلول سلمية، والعمل على الوقف الفوري لأعمال العنف والإضطهاد والإبادة التي تطال المسيحيين في العراق وبخاصة في الموصل وسهل نينوى، وشجب ما تتعرّض له الكنائس وسائر دور العبادة في مصر من أعمال إرهابية واعتداءات سافرة. وطالبوا بالعودة السريعة للنازحين وبخاصة في لبنان إلى أرضهم بعد استتباب الأمن فيها، غير مُغْفِلين التداعيات الخطيرة لأزمة النزوح على الوضع العام في لبنان، مثنين على روح الضيافة فيه. كما أشادوا بالعيش المشترك في الأردن واحتضانه للنازحين إليه، هذا فضلًا عن المطالبة بالحفاظ على وحدة الأراضي القبرصية وحماية حقوق مواطنيها.وطالب المجلس بالمحافظة على الهوية التاريخية لمدينة القدس كمدينة مفتوحة لجميع المؤمنين من الديانات التوحيدية الثلاث ورفض تهويدها. وفي الإطار عينه، استنكر المجتمعون التعرّض لأيٍّ من المرجعيات الدينية لأيّ سبب كان، لا سيّما ما حدث مع غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث بطريرك القدس للروم الأرثوذكس.وايضا طالب بتجديد مناشدة الدول صاحبة القرار وجميع أصحاب النيّات الحسنة بالإفراج عن جميع المخطوفين، وبخاصة مطراني حلب بولس يازجي ويوحنّا ابراهيم والكهنة المخطوفين والتنديد بوضع اليد على أوقاف الكنائس في ماردين وطور عبدين بتركيا وفي القدس، وبالمقابل تثمين ما تقوم به الدولة في مصر التي ابتنت مؤخّرًا كاتدرائية جديدة في العاصمة الإدارية. كانت اللجنة التنفيذية للمجلس قد عقدت اجتماعها في ضيافة الجامعة الأنطونية في الحدت، بعبدا، لبنان، برئاسة رؤساء المجلس ممثّلو العائلات الكنسية الأربع التي يتألّف منها المجلس.حيث شارك من كنيسة المصرية القبطية صاحبا النيافة الأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ والأنبا بنيامين مطران المنوفية والأستاذ جرجس صالح الأمين العام الفخري للمجلس.وشارك عن العائلة الأرثوذكسية الشرقية قداسة البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع. وعن العائلة الكاثوليكية غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو، بطريرك بابل على الكلدان، وعن العائلة الإنجيلية القس الدكتور حبيب بدر رئيس الإتحاد الإنجيلي الوطني في لبنان، إلى جانب أعضاء اللجنة التنفيذية.كما شارك الأمين العام لمجلس الكنائس الأب ميشال جلخ، والأمناء العامون المشاركون، والعاملون في المجلس.بعد الصلاة الافتتاحية بمناسبة اليوم الأخير من أسبوع الصلاة لأجل وحدة الكنائس، درس المجتمعون الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال، وناقشوا التقرير المقدَّم من الأمين العام والمتضمّن بيان تفصيلي بالأعمال التي قامت بها الأمانة العامة خلال العام المنقضي، وكذلك مشروع اقتراحات للخطة الاستراتيجية لعمل المجلس خلال الفترة المستقبلية، والتقرير المالي للمجلس، إضافةً إلى عرض لأوضاع اللاجئين والمهجَّرين بسبب الظروف الصعبة المستمرّة في الشرق الأوسط من خلال تقرير عن برامج المجلس في لبنان وسوريا، كذلك تمّ عرض تقرير مختصر عن النشاط الإعلامي ووسائل التواصل الاجتماعي في المجلس.هذا وقد وجّه المجتمعون التحيّة إلى لبنان، رئيسًا وحكومةً وشعبًا. وتمّ خلال الاجتماع انتخاب الدكتورة ثريا بشعلاني بالإجماع، قائمةً بأعمال أمين عام المجلس، وذلك بعد استقالة الأب ميشال جلخ من منصب الأمين العام بعد تعيينه رئيسًا للجامعة الأنطونية، على أن تكمل الدكتورة بشعلاني ولاية الأب جلخ، التي تستمرّ حتى شهر سبتمبر ٢٠٢٠، وهي بذلك أوّل سيّدة ينتخبها مجلس كنائس الشرق الأوسط لهذا المنصب.وشكر المجتمعون الأمينَ العام للمجلس الأب ميشال جلخ، وأثنوا على أعمال الأمانة العامة خلال الفترة السابقة، وتمّت الموافقة بإجماع الأعضاء على أن يكون الأب جلخ أمينًا عامًا فخريًا للمجلس.
مشاركة :