قال الكاتب الصحفى الدكتور عبد المنعم السعيد، إن القوة التى نقصدها هو القدرة على التأثير على الدول لإرغامها على اتخاذ مواقف ما كانوا ليأخذوها بدون هذا التأثير، وهذا التأثير وهذه القوة من الممكن أن تكون من خلال جيش الدولة أو من خلال سياسات الدولة أو الأدوات الاقتصادية والدبلوماسية. وأضاف خلال كلمته على هامش مشاركته بندوة كيف تدير مصر قوتها الناعمة، والتى يشارك فيها كل من الإعلامى محمود الوروارى، والكاتب الصحفى صلاح سالم بالقاعة الرئيسية بمعرض الكتاب، أن القوة الناعمة هي إحدى وسائل التأثير للدول، ولكنها ليست بديلا عن القوة العسكرية فى إحداث التوازن فى القوى، وهى تساهم فى إحداث تقارب بين الدولة المستخدمة للقوة الناعمة والدول الأخرى التى ترغب فى التأثير فيها. ولفت إلى أن مفهوم القوى الناعمة لم يكن ليظهر لولا تحول النظام الدولى وميله إلى الاستقرار النسبي، على العكس مما كان يحدث فى الغرب بالتزامن مع ظهور الثورة الصناعية التي أدت إلى تأجيج المزيد من الصراعات والحروب، نظرا لميل الدول إلى استخدام القوة الصلبة أو الخشنة لحسم الصراعات، إلا أن الحرص على المدنيين، وأن تكون الدولة جذابة بالنسبة للدول الأخرى والمجتمع الدولي هو ما جعل الدول تتجه إلى القوة الناعمة للتأثير فى الدول الأخرى لتحقيق ما تصبو إليه من مصالح. ولفت إلى أن المكانة الخاصة التي حصلت عليها الولايات المتحدة فى المجتمع الدولى تعود بالأساس إلى القوة الناعمة، بعكس ما هو حادث فى القوى الأخرى المنافسة للولايات المتحدة وعلى رأسها روسيا والصين والهند، والتى لم تنجح للوصول لمكانة الولايات المتحدة لعدم وجود نفس الكم من القوة الناعمة المتوافرة لدى الولايات المتحدة، وفى الحالة المصرية نجد أن القوة الخشنة أو الصلبة أو العسكرية لم تحقق أي نتائج إيجابية لمصر على مر التاريخ على العكس من القوة الناعمة التى ساهمت فى دفع مكانتها للأمام فى الشرق الأوسط. وأشار إلى أن مصر تمتلك من القوة الصلبة والناعمة ما يمكنها من الحصول على مكانة أفضل بكثير مما هى عليه، ولكن بشرط حسن إدارتها، فمصر تحتاج إلى عملية جراحية لإعادة تقديم نفسها إلى المنطقة والعالم. واقترح عبد المنعم السعيد تدشين مركزا يكون متخصص لإدارة القوة الناعمة لمصر والتنسيق بين كل الجهات المختلفة صاحبة التأثير لإحداث نوع من التضافر فى الجهود بما يخدم أهداف الدولة للتأثير من خلال القوة الناعمة.
مشاركة :