ترامب يتراجع: قد ننضم إلى اتفاقية التبادل الحر

  • 1/27/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

فتح الرئيس الاميركي دونالد ترامب الباب أمام عودة الولايات المتحدة الى اتفاقية التبادل الحر لدول المحيط الهادئ، بعد ان كان أعلن الانسحاب منها العام الماضي بعيد توليه الرئاسة. وصرح ترامب، في مقابلة مع شبكة «سي ان بي سي» الاميركية، على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس بسويسرا، «سأنضم الى اتفاقية التبادل الحر بين دول المحيط الهادئ، اذا توصلنا الى صيغة اتفاق افضل من السابق». ويقول الخبير لدى مجلس العلاقات الخارجية، ادوارد آلدن، ان «تصريحات ترامب حول الاتفاقية تشكل منعطفا فعليا». فقد وقع الرئيس قبل عام في 23 يناير 2017 مرسوما يضع حدا لمشاركة الولايات المتحدة في الاتفاقية. وكان ذلك برأيه قراره الاول من اجل حماية الوظائف الاميركية التي يهددها التبادل الحر. ولم يؤد انسحاب الولايات المتحدة الى انهيار الاتفاقية. فقد اعلنت الدول الـ11 الاخرى الموقعة هذا الاسبوع اتفاقية جديدة لا تشمل واشنطن. وقالت خبيرة السياسة التجارية في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، مونيكا دي بول، ان «الاتفاقية الجديدة، التي يُفترض ان يتم توقيعها في مارس، اثارت غضب الرئيس الاميركي دون شك»، خصوصا انه تم التوصل اليها في وقت أسرع مما كان متوقعا. وكان الدول الـ11 وهي: استراليا وبروناي وكندا وتشيلي واليابان وماليزيا والمكسيك ونيوزيلندا والبيرو وسنغافورة وفيتنام، حققت تقدما كبيرا في المفاوضات في نوفمبر 2017، على هامش منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا المحيط الهادئ (ابيك) في فيتنام، لكن كان لا يزال امامها بعد المسائل العالقة. وتابعت دي بول: ان «هذه الدول اظهرت بوضوح رغبتها في ملء الفراغ الذي أحدثته الولايات المتحدة». واضافت ان ترامب، الذي يؤكد باستمرار انه يفضل الاتفاقات الثنائية، «تراجع عن موقفه» على ما يبدو، بعد ان قالت اليابان علنا انها لا تريد مثل هذا الاتفاق، اذ ادركت ادارته الخسائر الاقتصادية المحتملة لذلك. ويختصر غريغوري داكو، كبير الاقتصاديين لدى مركز اوكسفورد ايكونوميكس، ان ترامب «يدرك فجأة ان العالم يستمر، وان الولايات المتحدة اصبحت خارج اللعبة». ويواجه ترامب، الذي فرض اعادة التفاوض حول اتفاقية التبادل الحر بين دول اميركا الشمالية (نافتا ــ تضم الولايات المتحدة وكندا والمكسيك)، والتي تجري بشأنها مفاوضات جديدة هذا الاسبوع في مونتريال مع كندا والمكسيك، ضغوطا متزايدة من عالم الاعمال لحثه على عدم التشبث بموقف حمائي متطرف. ويضيف آلدن ان «ترامب فهم بوضوح هذه الرسالة من شخصيات نافذة واثرياء واشخاص يكن لهم الاحترام». كما يمكن ان تكون استراتيجية كندا، احد ابرز الشركاء الاقتصاديين للولايات المتحدة، وراء المرونة الظاهرة لموقف واشنطن. فقد شددت اوتاوا هذا الاسبوع على اهمية انتمائها الى اتفاقية التبادل الحر بين دول المحيط الهادئ، مذكرة بانها لن ترضخ لمطالب الادارة الاميركية حول «نافتا». ولم تتردد وزير الخارجية الكندي، كريستي فريلاند، في إعلان أن بلادها تستعد لاحتمال انسحاب اميركي من اتفاقية «نافتا» السارية منذ 1994. وتشدد اوتاوا من جهة أخرى على ان واشنطن، التي تعتمد في وظائفها البالغ عددها تسعة ملايين على التجارة والاستثمارات الكندية، لديها الكثير لتخسره في حال انسحابها من اتفاقية «نافتا». وبدا ترامب الجمعة امام منتدى دافوس وكأنه مدرك لمختلف التحذيرات، عندما صرح ان شعار «اميركا اولاً، ليس معناه اميركا وحدها»، مضيفا «نحن نؤيد التبادل الحر، لكن يجب ان يكون عادلا ومتبادلا». (واشنطن ـــ أ.ف.ب)

مشاركة :