كان المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، يؤكد دائماً أهمية المشاركة الشعبية الواسعة في التنمية الشاملة، حيث قال: «إننا نواصل العمل بكل ما أوتينا من قوة وإمكانية وعلى مختلف المستويات الرسمية وغير الرسمية، من أجل المحافظة على مكاسبنا وتحقيق المزيد من الإنجازات لخير شعبنا وبلادنا، ولكننا نتطلع إلى مشاركة حقيقية منكم جميعاً يا أبناء وبنات الإمارات، مشاركة فاعلة في عملية التنمية الشاملة بأبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إن المستقبل لكم يا شباب الإمارات، أنتم الذين ستحددون معطياته وملامحه، فاستفيدوا من الفرص التي تتوافر لكم الآن، واستخدموها بشكل رشيد وبما يعود بالخير عليكم وعلى أسركم ووطنكم على حد سواء». وكان الشيخ زايد يرى أن ما يتحقق على أرض الإمارات لم يأتِ من فراغ، ولا يعود فقط للعقود الثلاثة أو الأربعة الماضية «بل هو نتاج موروث ثقافي واجتماعي، تأصّل فينا ووصل إلينا من الآباء والأجداد الذين واجهوا الصّعاب الجمة، التي تفوق تصوّراً أو خيالاً». وكان يردد دائماً: «إننا مدينون لهم في كل ما نتمتع به من قدرة على البناء وجدّية في العمل وتصميم على النجاح، لذلك فإننا نقول دوماً بأن الشعب الذي لا يفهم ماضيه ويستوعب منه العبر والدروس، لن يكون قادراً على التعامل مع تحديات الحاضر واستحقاقات المستقبل». وحرص الشيخ زايد على أن تظل العلاقة بين الماضي والحاضر مستمرة في تكوين شخصية الإنسان الإماراتي، وأن يتطلع إلى المستقبل بثقة، مستنداً إلى جذور قوية تمتد في الأرض التي نشأ فيها الآباء والأجداد، فكانت دعوته للشباب دوماً للتسلّح بالعلم حتى يسهموا بدورهم في خدمة الوطن، وأن يُلموا بالماضي وظروفه الصعبة والمشاق التي عاش في كنفها آباؤهم وأجدادهم.
مشاركة :