أظهرت دراسة حديثة نشرت بمجلة «علم النفس العصبي» فائدة الرياضة للدماغ، وإن كانت لمدة قصيرة، وهي نتائج تشجع على ممارسة كل شخص لنوع الرياضة أو النشاط البدني المفضل إليه حتى وإن كان دقائق معدودة.اتجهت كثير من الدراسات خلال الأعوام الأخيرة إلى دراسة العلاقة بين النشاط البدني والصحة العقلية، وأصبح من الواضح وجود رابط قوي بينهما فقد وجد على سبيل المثال أن من يمارسون الأنشطة البدنية قاوموا تدهور الإدراك المرتبط بتقدم العمر، ووجد أيضاً أن النشاط البدني يعزز الأداء الأكاديمي للأطفال مع مرور الوقت وقامت الدراسة الحديثة أيضاً بدراسة تلك العلاقة، وشملت مجموعة من المتطوعين الذين طلب من بعضهم الجلوس وقراءة مجلة لمدة 10 دقائق، فيما قام البعض الآخر بركوب دراجة للتريض بقوة أو اعتدال، وبعد ذلك تم تصنيف قوة الدماغ لديهم باستخدام إحدى الطرق المخصصة لذلك، ووجد أن من مارسوا الرياضة ظهر لديهم تحسن فوري، حيث كانت استجابتهم اكثر دقة وزمن تفاعلهم أصبح أقصر بحوالي 50 ملّي ثانية مقارنة بما قبل الرياضة، وهو زمن يبدو قليلاً، ولكنه يعادل الحصول على 14% في الأداء الإدراكي في بعض الأمثلة يعتقد الباحثون أن النشاط البدني يشحذ الشبكة الجبهية الجدارية، وهي منطقة من الدماغ وجد من قبل أنها تدخل في تعزيز الدماغ القائم على ممارسة الرياضة، فعلى سبيل المثال وجدت دراسة نشرت عام 2014 أن برنامجاً رياضياً حسّن تماسك تلك المنطقة لدى الأطفال الذين يعانون البدانة، ولكن يحتاج الأمر إلى مزيد من البحث لتحديد مناطق الدماغ بدقة الداخلة في ذلك. خلصت الدراسة إلى أن الرياضة ولو لفترة قصيرة تعزز الدماغ، وهو ما يشجع على القيام بالأنشطة البدنية المختلفة، بحسب ما يفضل للحصول على تلك الفائدة والوقاية من الأمراض العقلية المرتبطة بتقدم العمر. الرياضة تقي من فشل القلب يقول باحثون من خلال دراسة حديثة نشرت بمجلة «الدورة الدموية» إن الأشخاص في منتصف العمر إذا بدأوا ممارسة الرياضة في الوقت المناسب فإن ذلك يقلل احتمالية تعرضهم لفشل القلب.ويحذر العلماء كثيراً من عادة الجلوس لفترات طويلة من دون نشاط، لأن ذلك يؤدي إلى مشاكل صحية تؤدي بدورها إلى الإصابة بمرض القلب أو فشله، وتتكون عضلة القلب من 4 غرف، وهي غرف الأذينين والبطينين، وتضخ الدم بطريقة منتظمة.ومن المقاييس المستخدمة لتشخيص فشل القلب هو كمية الدم التي يضخها البطين الأيسر مع كل ضربة يقوم بها القلب، وتكون الكمية طبيعية إذا كانت ضمن المدى 50-70% أما إذا كانت 40% أو أقل فإن ذلك يدل على احتمالية الإصابة بفشل القلب، وإن كانت في المدى 41-49% فإن الشخص يكون على حافة الإصابة بتلك الحالة، ولكنها ربما تكون ناتجة عن حالة أخرى كالتعرض للنوبة القلبية، وتنشأ عموماً من تراجع مرونة عضلة القلب، وجد أن مجموعة ممن مارسوا الرياضة أصبحوا أكثر لياقة وزادت كمية الطاقة لديهم التي يستخدمونها أثناء الرياضة.وتبين أن ممارسة الرياضة 2-3 مرات بالأسبوع لا تكفي لحماية القلب من تأثير العمر، أما ممارستها 4-5 مرات بالأسبوع فيجعلها فعالة في وقاية القلب من الشيخوخة الناتجة عن الجلوس الطويل، ويقول الباحثون إن السر للتمتع بقلب صحيح في منتصف العمر يكمن في ممارسة الرياضة بجرعة كافية وفي الوقت المناسب من العمر.