توقّع نادي البرغوثي، رئيس خدمات إدارة الأصول في «بنك الإمارات للاستثمار» أن تنشط صفقات الاكتتاب في كل من الإمارات والمملكة العربية السعودية خلال العام الحالي. وأن تجتذب أسواق رأس المال استثمارات جديدة ما يسهم في تعزيز السيولة ويضيف عمقاً إلى الأسواق الإقليمية. وقال: «رأينا بالفعل انتعاش بعض الأسواق المالية خلال الربع الأخير من عام 2017 مع إدراج أسهم شركة إعمار للتطوير في سوق دبي المالي و«أدنوك للتوزيع» في سوق أبوظبي للأوراق المالية». كما توقع أن يحظى قطاع التكنولوجيا في الإمارات خصوصاً والمنطقة عموماً باهتمام أكبر من جانب المستثمرين خلال العام 2018، مؤكداً أن العديد من المؤشرات تشير إلى أن رؤوس الأموال باتت تنجذب أكثر للشركات التي تحقق عوائد عالية ضمن قطاعات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية والتكنولوجيا المالية «فين تيك». اهتمام وشدّد البرغوثي في تصريحات خاصة لـ«البيان الاقتصادي» على تزايد اهتمام العديد من المستثمرين في المنطقة خلال عام 2017 بقطاع التكنولوجيا على نطاق واسع، حيث ضخوا فيه استثمارات كبيرة، متوقعاً استمرار هذا الزخم بقوة في 2018. وقال: على سبيل المثال، جمع تطبيق «كريم» لحجز سيارات الأجرة عبر الهواتف الذكية نحو 100 مليون دولار من شركة الاتصالات السعودية، كما شارك كل من شركة «إعمار العقارية» و«صندوق الاستثمارات العامة» السعودي، في تأسيس منصّة التجارة الإلكترونية «نون دوت كوم». وعلى الصعيد الدولي، تمكّن «صندوق فيجن»، وهو صندوق استثماري يركز على التكنولوجيا وتديره شركة «سوفت بنك»، من جمع نحو 100 مليار دولار من مجموعة بارزة من المستثمرين الدوليين، بما فيهم اثنان من صناديق الثروة السيادية الخليجية وهما «صندوق الاستثمارات العامة» السعودي، وشركة «مبادلة للاستثمار»، بالإضافة إلى شركات دولية كبرى مثل شركة «آبل». مخاطر وأضاف البرغوثي: «صحيح أن مستوى المخاطر في القطاعات التقنية الجديدة قد يكون مرتفعاً نسبياً، غير أن النجاحات التي تحققت حتى الآن طمأنت العديد من المستثمرين ودفعتهم إلى الاستثمار في هذه القطاعات والمجالات الواعدة بدايةً من المراحل الأولى وحتى مراحل النمو وما بعدها». ولفت البرغوثي إلى أن أسواق الأسهم بالمنطقة حققت خلال العام 2017 أداءً أقل بكثير من نظرائها من الأسواق الأخرى بفعل انخفاض مستويات السيولة في أغلب البورصات الإقليمية، التي كانت أدنى من مستوياتها التاريخية. ويرجع أحد الأسباب الرئيسية وراء ذلك إلى انخفاض نشاط أسواق رأس المال «الاكتتابات العامة»، التي عادةً ما تجتذب عدداً أكبر من المستثمرين والاستثمارات إلى أسواق الأسهم. مضيفاً «وبالرغم من ذلك، من الممكن أن نشهد تغيراً في العام الحالي». ميزانيات وأضاف البرغوثي: «على مستوى الاقتصاد الكلي، نجد بأن هناك بعض المعوقات والتحديات التي قد تقود في نهاية المطاف إلى اعتدال وتيرة النمو في المنطقة خلال العام 2018. وتشهد ميزانيات الحكومات الخليجية توسعاً مثل سلطنة عُمان والإمارات والسعودية، التي تخطط جميعها لزيادة الإنفاق خلال العام المقبل، حيث خصصت السعودية لميزانيتها نحو 260 مليار دولار، وهي أكبر ميزانية في تاريخ المملكة. ومن الواضح أن العجز المالي في دول الخليج بدأ يتضاءل مع استقرار أسعار النفط». ومن جهة أخرى، تراجعت حدة انحسار التمويل الحكومي بفضل إصدارات السندات السيادية الدولية، كما تعززت رسملة المصارف الكبرى وباتت أكثر قدرة على مواجهة أي صدمات على المدى القريب. القيمة المضافة وحول التأثيرات المحتملة لضريبة القيمة المضافة، أشار البرغوثي إلى احتمال تراجع القدرة الشرائية للأفراد بشكل طفيف مما يؤثر على سوق التجزئة والقطاعات التي تتأثر بالدورات الاقتصادية. كما أن المخاطر الجيوسياسية المتزايدة قد تعيق حالياً بعض التدفقات الرأسمالية الدولية قد تواصل تأثيرها على سلوك المستهلكين خلال العام الجديد.
مشاركة :