قال سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، إن الخزان الاستراتيجي الكبير، الذي تم إنجاز معظم أعمال بنائه وتشغيله في ليوا بمنطقة الظفرة بأبوظبي، هو إنجاز كبير، وخطوة عملاقة نحو تحقيق الأمن المائي المستدام. جاء ذلك في تصريح لسموه، بعد الزيارة التي قام بها لمشروع الخزان الاستراتيجي الكبير للمياه في ليوا، بمنطقة الظفرة، والذي يعد أضخم مشروع في العالم لتخزين المياه العذبة، ويضم شبكة تتكون من 315 بئراً، تمتد تحت رمال صحراء ليوا، وبقدرة تخزين تتجاوز 5.6 مليارات غالون من المياه العذبة، وذلك بحضور معالي محمد بن أحمد البواردي وزير دولة لشؤون الدفاع، والدكتور أحمد مبارك المزروعي الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وجاسم محمد بوعتابه الزعابي رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، واللواء محمد خلفان الرميثي القائد العام لشرطة أبوظبي، وفلاح محمد الأحبابي رئيس دائرة التخطيط العمراني والبلديات، ورزان خليفة المبارك الأمين العام لهيئة البيئة - أبوظبي، والدكتور سيف صالح الصيعري مدير عام هيئة مياه وكهرباء أبوظبي بالإنابة، وعدد من القيادات الحكومية. وأكد سموه أن توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، كان لها الدور الأكبر في تحقيق مبدأ الاستدامة في قطاع الماء والكهرباء، بما يواكب رؤية أبوظبي 2030، واستراتيجية الأمن المائي 2036 لدولة الإمارات العربية المتحدة، الهادفة إلى ضمان استدامة واستمرارية توفير المياه، وتحقيق رخاء المجتمع وازدهاره، واستدامة نمو اقتصاد البلاد، مشدداً سموه على أن مستقبل الموارد المائية في أبوظبي، وتأمين المصادر لتوفير إمدادات المياه في الدولة، يشكلان أحد الأولويات التي تحظى باهتمام القيادة الحكيمة ومتابعتها الدائمة. وأثنى سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، على الجهود التي بذلتها هيئة مياه وكهرباء أبوظبي، في تنفيذ هذا المشروع الكبير، الذي يشكل إضافة مهمة لمنجزاتها في هذا القطاع الحيوي، مشيراً إلى أن الهيئة، بما تمتلكه اليوم من طاقات كبيرة على مستوى الخبرات البشرية والفنية، وقدراتها الإنتاجية من الكهرباء والماء، قادرة على مواصلة مسيرة التفوق والنجاح، لضمان تحقيق مبدأ الاستدامة في هذا القطاع. وأشاد سموه بالشراكات القائمة بين مؤسسات الدولة وكبرى الشركات العالمية، في تنفيذ المشاريع الحيوية والمهمة، نظراً لما تحظى به دولة الإمارات من مكانة مرموقة على المستويين الإقليمي والدولي. يذكر أن هيئة مياه وكهرباء أبوظبي، أعلنت سابقاً عن استكمال أعمال هذا المشروع الاستراتيجي، على هامش انطلاق أعمال أسبوع أبوظبي للاستدامة، مؤكدة بلوغ القدرة التخزينية الكاملة للخزان، وبدء التشغيل الفعلي للمشروع بنجاح، وذلك بسحب جزء من المياه المخزنة من حوض التخزين إلى شبكة نقل المياه بنهاية 2017، حيث يضم حوض التخزين حالياً، أكثر من 26 مليون متر مكعب من المياه، أي ما يعادل 5,6 مليارات غالون، ما يتيح توفير إمدادات مياه الشرب عند الحاجة. ويسهم هذا المشروع في تعزيز الأمن المائي في إمارة أبوظبي، من خلال نقل المياه المحلاة من محطات التحلية عبر شبكة الأنابيب، وحقنها في نظام الخزانات الجوفية البالغة 315 بئراً، تصل أعماقها إلى 80 متراً، حيث يتم ترشيح مياه التحلية لحقنها فوق طبقة المياه الجوفية في الأحواض، عبر نظام أنابيب ممتد تحت الأرض، وذلك بفعل الجاذبية، كقوة دافعة، ما يحقق رفاهية المجتمع على المدى الطويل، من خلال المحافظة على موارد المياه الجوفية وتنميتها، مع إدراك الحاجة إلى تطوير المزيد من مشاريع الحقن والاسترجاع لتوفير المياه بمرونة، يمكن معها تلبية احتياجات مختلف القطاعات. تجدر الإشارة إلى أن تكلفة مشروع التخزين الاستراتيجي للمياه العذبة في ليوا، تقدر بـ 1,61 مليار درهم، في واحدة من أكثر المناطق جفافاً في العالم، ولا تتجاوز نسبة هطول الأمطار السنوية فيها 10 سم، لضخ أكثر من 40 مليون غالون من احتياطيات المياه العذبة يومياً، من شأنها تعزيز إمدادات مياه الشرب عند الحاجة. ويتجاوز إجمالي طول خطوط الأنابيب لهذا المشروع 300 كم، يبلغ قطر أكبرها 1,2 متر، وقد تم نقل أجزاء خطوط الأنابيب إلى الصحراء، وتجميعها باستخدام تقنية لحام عالية الدقة، مع تطبيق أعلى درجات المراقبة والمتابعة والفحص الدقيق، للتأكد من جودة مناطق اللحام، وعدم تسريبها للمياه، باستخدام تقنيات التصوير بالأشعة السينية. مواد صديقة للبيئة تم تنفيذ المشروع بالاستعانة بمواد صديقة للبيئة، حسب أعلى المواصفات الهندسية والملائمة للمنطقة في كافة مراحل إنشاء وتنفيذ المشروع، فقد تم عزل حوض التسرب بمواد وقائية، ومزيج من الحصى وبعض المواد المختارة الأخرى، حيث تتميز تلك الحصى بمسامها الكبيرة، التي تمكنها من توزيع المياه بالتساوي، وضمان ترشيحها بصورة أفضل، كما تم تسييج حرم الحوض بواسطة سياج ثلاثي من سعف النخيل، لإنشاء منطقة عازلة لحماية المياه الجوفية، وتفادي أي تلوث للمياه الجوفية المخزونة، بينما يتم تشغيل معدات الرصد والمراقبة، باستخدام ألواح الطاقة الشمسية.
مشاركة :