الشمري صمام أمان دفاع «السكري» يحلم بمونديال روسيا

  • 1/28/2018
  • 00:00
  • 26
  • 0
  • 0
news-picture

في الموسم الجاري، تشهد تشكيلة التعاون، مشاركة فاعلة من لاعبٍ شاب، استطاع أن يسجل اسمه كأكثر خمسة أسماء تمثيلاً للتعاون، عبدالله الشمري، المدافع الأيسر في خارطة البرتغالي جوزيه غوميز، يقدم مع "سكري القصيم" مستويات متصاعدة، استحق على إثرها أن يصل إلى قميص المنتخب مرتين، كانت الأولى حين قرر الأرجنتيني إدغاردو باوزا استدعاءه لمعسكر "الأخضر"، في لحظة أجلسته القرفصاء فوق أرضية شقته الصغيرة في بريدة، وجعلته لدقائق يتأمل قائمة "الأخضر" الجديدة، يقول واصفاً تلك اللحظة: "لم أستوعبها، اضطررت للجلوس والتركيز في شاشة الجوال أكثر، كنت أعرف أنني سأذهب للمنتخب، لم يصلني الخبر رسمياً لكن بطرق غير رسمية كنت أعرف أنني ذاهب إلى المعسكر، إلا أن رؤية اسمي في قائمة منتخب الوطن، كان حلماً طويلاً وتحقق أخيراً " . الدهشة التي ارتسمت فوق محياه، حين أعلن باوزا قائمته للمنتخب، لم تتكرر في إعلان قائمة "الأخضر" المشاركة في كأس الخليج بالكويت، لكن سقوط محمد خبراني في مواجهة الكويت، وإيعاز الطاقم الفني لعبدالله إجراء عمليات الإحماء، كان بالنسبة له أمراً مفاجئاً قال عنه: "ذهبت مع "الأخضر" للكويت للمشاركة، وهو الطموح الذي يجب أن يمتلكه أي لاعب، لكن أعرف أنني خيار احتياطي، ويتوجب علي القتال في التدريبات لأكون اللاعب الأساسي، في مباراة الكويت سقط خبراني مصاباً، ونادى المدرب اسمي لأسرع عمليات الإحماء، كان شعوراً يصعب وصفه حين وقفت إلى جوار الحكم الرابع، في مثل هذا الموقف الأمر لا يشبه اللعب بقميص النادي، فهنا أعين الشعب هي التي تتجه إليك، وعلينا كلاعبين بقميص الوطن أن نقاتل لإسعادهم" . في الجولة الثانية من الموسم الجاري، كان الهلال متقدماً بثلاثة أهداف لهدفين على التعاون، قبل ختام الشوط الأول بدقيقة، نفذ مصطفى فتحي ركلة زاوية للتعاون، ارتقى عبدالله الشمري فوق دفاعات الهلال، وأسكنها شباك عبدالله المعيوف، ليعيد فريقه للمباراة بالتعادل، "كان صعوداً للسماء" بهذه العبارة يصف عبدالله هدفه على الهلال: "المدافعين نادراً ما يسجلون أهدافاً في الخصوم، لأن مهمتنا الأساسية هي حماية شباكنا من الأهداف، لذلك كان هذا هو هدفي الأول بقميص التعاون في الدوري، وحين تسجل هدفاً في شباك نادي بحجم الهلال يكون تاريخياً وجماهيرياً، بالتأكيد إن الارتقاء للكرة هو صعود جزئي لسماء النجومية، فالاحتفال بالأهداف هو المنظر الذي تحفظه الجماهير، أكثر مما تحفظ الأدوار التكتيكية للمدافعين في حماية مرماهم". كان نهاراً طويلاً كبقية أيام الصيف، شمسه الحارقة تختبئ تدريجياً خلف سلسلة جبال آجا في حائل، أنهى مع اختفاء الشمس بالكلية، ناشئ الطائي مرانهم اليومي، وقبل أن يحمل اللاعبون حقائبهم ، ويغادروا أسواره القديمة، أبلغت إدارة النادي اللاعبين بتنسيق عددٍ منهم، فجاء مشهد المغادرة مختلفاً عن كل يوم، خرج الناشئون دون ضجيجهم المعتاد ولم يكرروا سباقهم اليومي إلى الباص، يقول عبدالله: "حجبت الدموع شفتاي عن النطق بأي كلمة، كنت أطمح بأن أصل للفريق الأول، لكن هذا الطموح انتهى بقرار الاستغناء عني، من الصعب أن يفهم لاعب ناشئ أن فرصته لا تتوقف عند قرارات كهذه". العودة للأندية الرياضية من جديد، تبدو فكرة منسية بنظر لاعب شاب، لكن إصرار رفاقه على أن يرافقهم عبدالله للجبلين، القطب الثاني في حائل، كتبت لنجوميته ولادة جديدة في ملاعب كرة القدم، قال عبدالله: "توجهت للجبلين استجابة لرغبة زملائي في أن نكون معاً بنادٍ واحد، ومع الاستمرارية بالتدريبات تم قيدي في كشوفات الفريق، وبعدها بأيام شاركت أساسياً في مباراة رسمية للفريق، وبدأت مسيرتي بالجبلين". بعد أقل من عام على عودته لملاعب الأندية، اختار مدرب الجبلين فتحي بن غانم، عبدالله ليمثل الفريق الأول على الرغم من قيده كلاعب شاب بالفريق، وفي الموسم الذي تلاه التقطته أعين التعاون لتنقله إلى بريدة بعقد احترافي، يقول عبدالله: "وقعت عقدي الأول بعالم الاحتراف مع التعاون، كنت أدرك أن المهمة قد ابتدأت للتو، الانتقال من دوري الدرجة الثانية إلى الممتاز، ذلك يعني أنك تمتلك إمكانات جيدة كلاعب، لكن أمامك الكثير من التحديات، لن يثق بك العاملون بالنادي سريعاً، لقد استغرقت موسمين حتى شعرت أن الجميع في التعاون يثق بإمكاناتي". وعن الدور الذي لعبه غوميز معه يقول: "مدرب كبير، يقدم للاعب تحفيزات نفسية تجعلنا نقاتل على حجز خانة أساسية في التدريبات بشكل يومي، قال لي ذات يوم: إنني مؤهل للعب بالمنتخب، كانت هذه الكلمة من مدرب فريقي واحدة من أكبر الحوافز التي حصلت عليها في كرة القدم". على مسافة أربعة أشهر، ستغادر بعثة المنتخب إلى موسكو، لتخوض نهائيات كأس العالم 2018، هل سيكون عبدالله أحد المدافعين الذين يرتدون البنطال "الأخضر"، ويحملون الحقيبة السوداء، ويغادرون الرياض على الطائرة المتجة لموسكو؟ تنهد طويلاً بعد سؤالي له ثم أجاب: "إنه الحلم الأكبر، والغاية العظمى لكل لاعب في الكرة السعودية، سأقاتل فيما تبقى من مواجهات بالموسم، المهمة صعبة وهناك الكثير من المدافعين المميزين، والذين يمتلكون خبرة طويلة في الملاعب أكثر مني، لكن وجودهم لا يعني أن استسلم، سأحاول قدر الإمكان أن أكون واحداً من المدافعين عن ألوان الأخضر في روسيا بإذن الله". قافلة اللاعبين السعوديين، التي بدأت الانطلاق إلى الاحتراف الخارجي، يمثل الركوب فيها واحداً من الطموحات المستقبلية لعبدالله الشمري 24 عاماً: "بالتأكيد، الاحتراف الخارجي واحد من طموحاتي التي أسعى لها، وحين يغادر أكثر من نجم للدوري الإسباني للاحتراف، هذا محفز لنا وبنفس الوقت مساعد للاعب السعودي في أن يصل للأندية الأوروبية، واثق أنهم سيقدمون مستويات كبيرة وينقلون صورة مميزة عن اللاعب السعودي، وأطمح لأن أكون أحد المحترفين في المستقبل".

مشاركة :