بوابة الاحتراف الخارجي تستشرف مستقبل الكرة السعودية

  • 1/28/2018
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

مع تدشين بوابة الاحتراف الخارجي أمام اللاعبين السعوديين، ظل الجدل حتى الآن يلازم الوسط الرياضي المحلي إعلامياً وجماهيرياً حول تفاصيل التجربة الكروية الجديدة، حتى وهي تظهر بهذا التنظيم والرعاية الرياضية الرسمية، بين غالبية مؤيدة لهذه الخطوة المنتظرة منذ عقود، وبين أقلية معترضة تسوقها العاطفة والميول والأفق الضيق الذي ينحصر في فوز الفريق المحبب وخسارة المنافس، وبين فئة ثالثة متندرة هي الأقل الحضوراً إلا أن مفاجأة الحدث الكبير كان صدمة لها في واقعية وجدية التعاطي، وذهبت إلى الجانب المظلم حيث التوقعات بإخفاق التجربة الوليدة في مهدها أو توقيتها، كما يرى البعض بارتباطه فقط بهذا الموسم، عطفاً على المشاركة السعودية في المونديال. "رضا الناس غاية لاتدرك" لذلك سيظل التعاطي مع أي تغيير حتى لو كان مطلباً ملحاً مثاراً للجدل، كنتاج طبيعي تعود عليه الوسط الرياضي بمختلف فئاته وتعدداته، إلا أن الترحيب الكبير بهذه الخطوة كان يسود كثيرا على بقية التوجهات المحبطة، إذ يرى الكثيرون أن الاحتراف الخارجي للاعبين السعوديين، يعد ركيزة مهمة من ركائز قوة وتطور الكرة السعودية وحضورها القوي، في مختلف المنافسات على الصعيدين الأقليمي والعالمي، إذ لا يمكن الاستمرار في الاعتماد على لاعبين محليين فقط، والدوران في حلقة مفرغة، دون رافد من العناصر المجهزة من خلال المشاركة في دوريات عالمية، لها سمعتها الكبيرة في عالم الاحتراف، وتساهم في تدعيم صفوف منتخب الوطن دون النظر لألوان الأندية، وهي العقبة الكبرى التي كانت تحول دون ذهاب النجوم في السابق إلى بوابة الاحتراف الخارجي عدا محاولات خجولة لم تحقق النجاحات المنشودة، مع الرفض الجماهيري وتمسك بعض رؤساء الأندية فيما مضى بمصلحة أنديتهم أولاً، بالحفاظ على النجوم وعرقلة توجههم إلى تجارب خارجية. وكتب تاريخ الكرة السعودية بحروف من ذهب الإعلان الأول من نوعه عندما كشفت الهيئة العامة للرياضة، ورابطة لا ليغا الأسبانية "الدوري الأسباني لكرة القدم"، عن إحدى الخطوات الرئيسة التي أثمرت عنها شراكتهما من أجل تطوير رياضة كرة القدم في المملكة، إذ تمت مراسم توقيع إعارة تسعة من اللاعبين السعوديين مع رابطة لا ليغا الأسبانية في خطوة احترافية فريدة من نوعها على مستوى العالم، عندما طلبت سبعة أندية من لا ليغا سانتاندر "الدرجة الأولى" ولا ليغا "الدرجة الثانية" خدمات تسعة لاعبين من السعودية بنظام الإعارة، حيث تتيح اتفاقيات الإعارة لفترة أولية مدتها ستة أشهر، لهؤلاء اللاعبين مواصلة تطوير تدريباتهم على المهارات واللعب في الملاعب الأسبانية الشهيرة. اللاعب السعودي المحترف في الدوريات الخارجية سيختلط مع مدارس كروية مختلفة لم يعهدها، وسيلعب وسط أجواء جديدة من مختلف الجوانب، وأكثر احترافية من خلال الالتزام بقيم التحدي والطموح والصبر في عالم الغربة عن موطنه، وسيضطر إلى التعامل مع لاعبين زملاء في فريقه ومنافسين في فرق أخرى متنوعي الثقافات والتوجهات، ووسط جمهور غريب عنه دون عواطف مسبقة، ما يجبره على السيطرة على انفعالاته وضبطها إلى أقصى درجة ممكنة، بيئة الاحتراف الخارجي هي الأكثر انضباطا من الناحية الغذائية والسلوكية والبدنية، إلى جانب التأثير الذي يتركه مدرب يعمل في ظروف مثالية على لاعبين جدد، من حيث توفر الملاعب الراقية والتجهيزات العالية، والطرق التدريبية الحديثة، غير خوض اللاعب لتحدٍ خاص مع نفسه، لإثبات تميزه ومدى استفادته من ثمار هذه التجربة الجديدة. بعد إطلاق هذه الخطوة التطويرية الجديدة، قال رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ في كلمة معبرة بهذه المناسبة: "كرة القدم هي الرياضة الأكثر شعبية في المملكة، ونحن نلتزم مع الاتحاد السعودي لكرة القدم بمنح هؤلاء الشباب فرصة لتحقيق أهدافهم ولعب كرة القدم على أعلى مستوى ممكن، هدف الهيئة المستمر وطويل الأجل هو تطوير كرة القدم ورفع مستواها في المملكة مع إنشاء جيل جديد من لاعبي كرة القدم، وبالنسبة للأندية الإسبانية، فإن إضافة لاعبين من السعودية يعني زيادة الانتشار في العالم العربي، حيث تعد لا ليغا بالفعل من أكثر الدوريات العالمية شعبية في المنطقة، ومن المؤكد أن دمج لاعبين من المملكة في كل من أندية الدرجة الأولى والثانية يزيد الفرص الاستثمارية التجارية".

مشاركة :