قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو اليوم (السبت) إن على الولايات المتحدة الانسحاب من منطقة منبج في شمال سورية فوراً، فيما قالت الرئاسة التركية إن واشنطن أبلغت أنقرة بأنها لن تزود «وحدات حماية الشعب» الكردية أي أسلحة أخرى، في وقت دخلت فيه العملية التركية ضد الوحدات في سورية يومها الثامن. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال أمس إن القوات التركية ستطرد المقاتلين الأكراد من الحدود السورية، وقد تتقدم شرقاً إلى الحدود مع العراق بما في ذلك منبج، في خطوة تجازف بمواجهة محتملة مع القوات الأميركية المتحالفة مع الأكراد. وصرح تشاووش أوغلو للصحافيين بأن «تركيا تريد أيضاً خطوات أميركية ملموسة لإنهاء دعمها لوحدات حماية الشعب الكردية السورية». وأعلنت الرئاسة التركية اليوم أن الولايات المتحدة «أكدت (لأنقرة) أنها لن تسلم أسلحة إلى وحدات حماية الشعب الكردية»، وذلك في اتصال هاتفي جديد على مستوى عال. وأوضحت أن مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي هربرت ريموند ماكماستر والناطق باسم الرئيس التركي ابراهيم كالين تحادثا مساء الجمعة بعد يومين على الاتصال الهاتفي بين الرئيسين دونالد ترامب ورجب طيب أردوغان. وخلال الاتصال، بحسب تصريحات الرئاسة التركية، تم «تأكيد أنه لن تسلم بعد اليوم أسلحة إلى وحدات حماية الشعب الكردية». وقالت الرئاسة التركية إن كالين ومكماستر اتفقا على أن تحافظ تركيا والولايات المتحدة على تنسيق وثيق «لتفادي سوء الفهم». وأشارت إلى أن المسؤول التركي «أكد ضروة أخذ مخاوف تركيا الأمنية المشروعة في الاعتبار». ويدخل الهجوم التركي ضد وحدات حماية الشعب الكردية في سورية السبت أسبوعه الثاني، ويمكن أن يتكثف تحت ضغط الرئيس أردوغان. وأدت هذه العملية العسكرية إلى زيادة التوتر بين الولايات المتحدة وتركيا، ولم يهدئه الاتصال بين رئيسي البلدين جرى. وفتح الهجوم التركي على منطقة عفرين جبهة جديدة في الحرب الأهلية السورية متعددة الأطراف. وأثار إمداد واشنطن للقوات السورية الكردية بالسلاح والتدريب والدعم الجوي غضب أنقرة التي ترى في «وحدات حماية الشعب» امتداداً لـ«حزب العمال الكردستاني» الذي يشن تمرداً في جنوب شرقي تركيا ذي الغالبية الكردية منذ أكثر من ثلاثة عقود. وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) يوم الخميس إنها ترصد بدقة الأسلحة التي تصل إلى «وحدات حماية الشعب» وإنها ستواصل المناقشات مع تركيا، بعدما حضت أنقرة واشنطن على إنهاء دعمها للوحدات أو المخاطرة بمواجهة القوات التركية على الأرض في سورية. ومنذ بدء الهجوم الذي أطلقت عليه أنقرة اسم «عملية غصن الزيتون» قال أردوغان إن القوات التركية ستتجه شرقاً نحو بلدة منبج الواقعة في المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد على بعد 100 كيلومتر تقريباً شرق عفرين حيث تنتشر القوات الأميركية لمنع الاشتباك بين القوات التركية والمقاتلين الذين تدعمهم واشنطن. وأي تقدم تركي نحو منبج قد يهدد الجهود الأميركية الرامية لإرساء الاستقرار في شمال سورية حيث يوجد حوالى ألفي جندي أميركي بشكل رسمي ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وفي مؤشر إلى تنامي التوتر في العلاقات الثنائية اختلفت أنقرة وواشنطن في شأن الرسالة الرئيسة للاتصال بين أردوغان وترامب يوم الأربعاء. وقال البيت الأبيض إن ترامب حض أردوغان على إنهاء العملية العسكرية في سورية، بينما قالت تركيا إن الرئيس التركي أخبر ترامب بأن القوات الأميركية ينبغي أن تنسحب من منبج.
مشاركة :