بدا أمس أن المصائب لن تأتي على الفلسطينيين فرادى، فبعد أقل من شهرين على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس «عاصمة لإسرائيل»، ما آثار عاصفة من التنديد العربي والدولي، يتجه ترامب إلى الاستجابة لضغوط اليمين الإسرائيلي، وإغلاق مكتب تمثيل فلسطين في واشنطن، وشطب «حق العودة» عبر «تحطيم» منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا». وكشف مسؤولون أميركيون أن بلادهم «تدرس فرض مزيد من العقوبات على السلطة الفلسطينية لرفضها الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل». ونقلت القناة الثانية الإسرائيلية عن المسؤولين الأميركيين، أنه «في حال لم يعد الفلسطينيون إلى المفاوضات، فإن ترامب سيواصل قطع المساعدات المالية». وتوقعت أن العقوبة التالية «ستكون إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وإرسال مبعوث المنظمة إلى رام الله». يأتي ذلك في وقت، أفادت تقارير إعلامية عبرية بأن تل أبيب تضغط على البيت الأبيض لإلغاء حق العودة للفلسطينيين وتحطيم وكالة «أونروا». ونقلت قناة «حداشوت» الإسرائيلية عن «ديبلوماسيين متابعين الملف» قولهم أنه الآن، بعد اعتراف ترامب بالقدس «عاصمة لإسرائيل»، من المتوقع أن تكمن خطوة البيت الأبيض اللاحقة في شطب «حق العودة لملايين الفلسطينيين» من لائحة مسائل الوضع النهائي في عملية السلام. وذكر أحد مصادر القناة أن البيت الأبيض سيعرض بعد ذلك مقترحاً للسلام على ترامب، مشيراً إلى أنه «ربما من الأفضل تسمية هذا المقترح بخطة (بنيامين) نتانياهو لأنها ستلبي معظم مطالب الأخير. وكشف سفير فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، عن اتصالات أممية تجرى لعقد اجتماع دولي استثنائي في نيويورك أو جنيف في القريب العاجل لبحث أزمة «أونروا» بعد تقليص المساعدات المالية الأميركية.