تعهد قادة فلسطينيون التصدي لـ «مؤامرة» تستهدف حقوق الشعب الفلسطيني وثوابته تقف خلفها «قوى الشر والعدوان» المتمثلة في الولايات المتحدة وإسرائيل، والعمل على إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية. وأكدوا خلال مؤتمر لمناسبة الذكرى العاشرة لرحيل مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين «حكيم الثورة» الفلسطينية المعاصرة جورج حبش، تحت شعار «تحديات الواقع الراهن وآليات مواجهة مشاريع التصفية» في مدينة غزة أمس، أنهم «لن يساوموا على القدس واللاجئين». وأصدر المؤتمر الذي شارك فيه عدد من قادة الفصائل والباحثين والأكاديميين الفلسطينيين والعرب، توصيات أهمها «إعادة الاعتبار إلى الهدف الإستراتيجي للقضية الفلسطينية كحركة تحرر وطني وقومي، وتقديم مراجعة نقدية لأداء النظام السياسي، وإصلاح مؤسسات منظمة التحرير وتعديل خارطتها السياسية، وصياغة إستراتيجية خلاص وطني مبنية على مواجهة سياسة الاحتلال القائمة على الاستيطان والاحتلال». وخلال المؤتمر، وجّه الأمين العام لـ «الشعبية» أحمد سعدات الأسير لدى الاحتلال الإسرائيلي رسالة من سجنه، قال فيها إن «الحكيم تنبأ بالواقع الفلسطيني الراهن وحذّر منه قبل 30 سنة». فيما رأى رئيس المؤتمر، عضو المكتب السياسي لـ «الشعبية» مسؤول فرعها في قطاع غزة جميل مزهر، أن «هناك مؤامرة مكتملة الجوانب تُطبخ أميركياً وصهيونياً» تهدف إلى «النيل من مشروعنا الوطني»، معتبراً أن «الانتصار» يتطلب «إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديموقراطية بما يساهم في صياغة إستراتيجية مواجهة وطنية، وتنفيذ قرارات الإجماع الوطني الخاصة بإنهاء اتفاقات أوسلو، وسحب الاعتراف بالكيان الصهيوني، وتعزيز صمود أهلنا في القدس ومواجهة المخططات الصهيونية التي تستهدفها». كما حض على «الاصطفاف مع ثوابت الشعب وحقوقه، في مقدمها حق العودة». وانتقد مزهر الرئيس محمود عباس من دون أن يسمّيه، بدعوته إلى «إنهاء حال الانقلاب على القرارات الوطنية، ومواجهة حال التفرد والهيمنة بهذه القرارات، وكل سياسات المراوغة». وقال: «مخطئ من يظن أنه يستطيع الاستمرار طويلاً في هذا النهج المدمر من دون مساءلة أو محاسبة شعبية ووطنية». أما نائب رئيس حركة «فتح» محمود العالول فدعا إلى إعادة «صياغة العلاقات الداخلية بما يساعد في مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجهنا وتواجه شعبنا، في ظل تكالب الأعداء والمتآمرين وتحالف قوى الشر والعدوان المتمثلة في العدو المحتل والولايات المتحدة، وتآمرهم لشطب ثوابتنا كالقدس وحق العودة وغيرها من الثوابت الفلسطينية الثابتة والراسخة». وألقى عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» صلاح البردويل كلمة نيابة عن رئيس الحركة في غزة يحيا السنوار، أكد خلالها أن «الوحدة خيارنا الإستراتيجي والممر الوحيد لاستكمال عناصر القوة لمواجهة المؤامرات كافة» وأن «لاستعادتها ثمناً واستحقاقات وعناوين وإستراتيجية واضحة». وشدد رئيس أساقفة سبسطية للروم الأورثوذكس المطران عطا الله حنا في كلمته عبر «فيديو كونفرنس» من القدس المحتلة، على أنه «مهما اشتدت حدة المؤامرات التي تستهدف قضيتنا فإن مآلها الفشل الذريع».
مشاركة :