بدأت أمس رسمياً في برلين مفاوضات تشكيل حكومة اتحادية، بين لجان التحالف المسيحي الذي ترأسه المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، ولجان الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي يرأسه مارتن شولتز. وسبق ذلك اجتماع ثلاثي لمركل وحليفها المسيحي البافاري هورست زيهوفر وشولتز، لتحديد التوجهات العامة للائتلاف الحكومي المرتقب، في حال توصل اللجان إلى صوغ برنامج حكومي مشترك للسنوات الأربع المقبلة. وانضم إلى الاجتماع لاحقاً 15 قيادياً عن الأحزاب الثلاثة. ودخل شولتز هذه المرة المفاوضات من موقع أقوى نسبياً، إثر نيله تأييد حزبه الأحد الماضي لمواصلة مفاوضات تشكيل الحكومة، ولتكليفه عرض نتائج المفاوضات النهائية على الأعضاء الـ440 ألفاً في حزبه، للتصويت عليها قبولاً أو رفضاً. ويرى مراقبون أن هذا السيف المسلط على الحزبين المسيحيين سيدفعهما إلى تقديم تنازلات أمام الاشتراكيين، في الاجتماع والصحة وسوق العمل، وفي ما يتعلّق بلمّ شمل اللاجئين إلى ألمانيا. وحضّت مركل قبل بدء المحادثات، على الإسراع في تشكيل حكومة للبلاد، قائلة إن «المواطنين ينتظرون ذلك منا، وسأضغط في هذا الاتجاه». وبعدما أعربت عن ثقتها بـ «القدرة على تحقيق هذا الأمر في زمن محدود نسبياً»، أشارت إلى أن ورقة التفاهم بين الأحزاب الثلاثة، التي صيغت في غضون أسبوعين، «تشكّل إطاراً عاماً جيداً جداً لمفاوضات تشكيل حكومة». وأضافت: «علينا الآن طرح أفكار مستقبلية لمناقشتها، مثل رقمنة المدارس والإسراع في تحسين عمليات تخطيط المشاريع». وفسّر مراقبون كلام المستشارة بأنه تمايز عن طروحات الحزب الاشتراكي، فيما رأى آخرون أنه استعداد حذر منها لفتح الباب أمام نقاش كان حليفها البافاري أغلقه. أما شولتز فأعلن «استعداداً لدخول مفاوضات سريعة وبنّاءة»، مشيراً إلى أن هدف حزبه الاشتراكي يتمثّل «في جعل ألمانيا أكثر عدلاً في الداخل، وقوة قائدة على المستويَين الأوروبي والعالمي». وتابع أنه في مواجهة التحديات الجديدة، من الصين والولايات المتحدة، «يحتاج «المرء إلى ألمانيا قوية وأوروبية التوجه».
مشاركة :