تصاعدت ردود فعل القوى السياسبة والشعبية في العراق، المطالبة برحيل القواعد العسكرية الأمريكية ـ التي وصفتها بالمحتلة ـ عن العراق، تأكيدا لسيادة واستقلال البلاد، بعد أن فتحت «النيران الصديقة» ملف القواعد الأمريكية المنتشرة في بلاد الرافدين. وأعربت القوى السياسية والشعبية العراقية، عن غضبها إثر تكرار وقائع النيران الصديقة، وطالبت برحيل القواعد الأمريكية، إثر قصف جوي أمريكي، بطريق الخطأ، لتجمع لقوات الشرطة العراقية قرب قاعدة «عين الأسد» في محافظة الأنبار، حيث تتمركز القوات الأمريكية، وأدى القصف إلى مقتل 11 شخصاً على الأقل وجرح آخرين. وكشف مصدر عسكري عراقي، أن مروحيتين أمريكيتين، تابعتان لسلاح الجو الأمريكي من طراز «أباتشي»، قصفتا أمس، تجمعاً لقوات الشرطة المحلية في حي البغدادي الذي تقع بجواره قاعدة «عين الأسد»، أكبر القواعد العسكرية للقوات الأمريكية في العراق.وأسفر القصف عن مقتل عشرة أفراد من قوات الأمن ومسؤولاً محلياً، في ما وصف بـ «نار صديقة». وأثار الحادث ردود فعل غاضبة داخل الساحتين السياسية والشعبية، وتساءلت: متى يتحرر العراق من وجود القواعد الأمريكية؟ ووصف زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، القوات الأمريكية التي نفذت العملية بـ «المحتلة»، وطالب بالاقتصاص منها، معتبراً أن العملية تثبت استمرار «الاحتلال الأمريكي في طغيانه وعنجهيته». وادان برلمانيون عراقيون، حادث «النيران الصديقة» والذي يتكرر بضحاياه من الجنود والمواطنين العراقيين .. وطالبت النائب عن كتلة «دولة القانون»، فردوس العوادي، رئيس الوزراء حيدر العبادي بتوضيح سبب وجود القواعد الأميركية داخل العراق ؟!. وداخل الشارع العراقي، تفجرت تساؤلات في وجه حكومة العبادي، حول «ملف القواعد الأمريكية» والتي تنتقص من سيادة البلاد، وهل يملك العراق قرار رحيل القواعد العسكرية الأمريكية؟! وماذا يستفيد العراق من تلك القواعد المنتشرة في البلاد، وهي: قاعدة «عين الأسد»، وقاعدة «الحبانية» في الأنبار، والقواعد الأخرى التي انتشرت في إطار الحرب على «داعش»، وهي: قاعدة القيارة جنوب الموصل، وسد الموصل شمالها، وبلد في صلاح الدين، والتاجي شمال بغداد، وكي9 وألتون كوبري في كركوك، إضافة إلى قواعد أخرى في إقليم كردستان، استخدمت كلها كمراكز لإدارة العمليات المشتركة ضد «داعش»، ولتدريب القوات العراقية، وهي مقرات لنحو 6 آلاف مقاتل أمريكي. ووفق بيانات من القوات العراقية، وقع قصف «النيران الصديقة» خلال عملية كانت تنفذها قوات عراقية، بصحبة وحدة عسكرية أمريكية، لاعتقال القيادي البارز في تنظيم «داعش» كريم عفات علي السمرمد، بعد أن توافرت معلومات عن وجود السمرمد في أحد البيوت ناحية البغدادي، ما استدعى تحركاً عسكرياً برفقة طيران التحالف الدولي، وفي طريق العودة، لوحظ تجمع مسلحين من دون التنسيق مع القوة المكلّفة بالمهمة، فاستهدفتهم الطائرات المساندة للقوة.. وأن «قوات التحالف لا تقوم بعمليات أحادية الجانب في العراق، بل بطلب من الحكومة العراقية».
مشاركة :