ايقاف المعارض نافالني وسط احتجاجات صاخبة ضد بوتين

  • 1/28/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

موسكو - أوقفت الشرطة الروسية المعارض الرئيسي للكرملين اليكسي نافالني الاحد في موسكو فيما لبى الآلاف دعوته للتظاهر ضد انتخابات رئاسية وصفها بـ"الخدعة" ستجري في 18 آذار/مارس. وبعيد انضمامه الى مناصريه في تظاهرة في شارع تفيرسكايا في وسط العاصمة الروسية موسكو، اعتُقل نافالني بيد نحو عشرة شرطيين قادوه بالقوة الى داخل شاحنة ذات زجاج داكن، بحسب ما اظهرت صور نشرها مناصروه. وكتب نافالني على تويتر "لقد اوقفوني للتو. هذا غير مهم على الاطلاق. تعالوا الى تفيرسكايا. لم تأتوا الى هنا من اجلي بل من اجلكم ومن اجل مستقبلكم"، واضاف ان "توقيف شخص واحد لا يهم اذا كنا كثرا". وتجمع نحو اربعة آلاف شخص (الف شخص بحسب بيان للشرطة) في وسط العاصمة الروسية محاطين باعداد كبيرة من الشرطيين الذين عمل مئات منهم ومن افراد وحدات مكافحة الشغب على تفريقهم. وكانت السلطات الروسية اعتبرت نافالني غير مؤهل للترشح للانتخابات بسبب حكم صدر بحقه في قضية يتهم الكرملين بتدبيرها. وقبل شهرين من الانتخابات، قرر نافالني تنظيم تجمعات تحت شعار "هذه ليست انتخابات بل خدعة"، في اكثر من مئة مدينة كان يفترض ان تبدأ قرابة الساعة 11,00 ت غ في موسكو التي لم تسمح بلديتها بالتجمع، وسان بطرسبورغ . واكد المدون الذي يتمتع بحضور قوي وينشط في مكافحة الفساد في شريط فيديو بث الجمعة "في هذا الوضع الذي يحظر فيه كل شيء، أهم ما يستطيع كل شخص ان يقوم به هو التظاهر بصورة سلمية الأحد". واضاف "اذا لم تأتوا، فلن تجري في روسيا ابدا انتخابات طبيعية". وحدد لأنصاره في موسكو موعدا في الساعة 14،00 (11،00 ت غ) في الجادة الرئيسية بوسط العاصمة الروسية، شارع تفيرسكايا المؤدي الى الكرملين. وحذرت بلدية موسكو التي لم تأذن بتنظيم هذه التظاهرة، من انها ستطلب اتخاذ "تدابير قضائية" ضد نافالني. وتظاهر اكثر من الف شخص في سان بطرسبورغ في شمال غرب البلاد هاتفين "روسيا بدون بوتين"، وايضا "واحد اثنان ثلاثة ارحل يا بوتين"، وسط انتشار كثيف لقوات الشرطة. وتجمع آلاف المتظاهرين في نحو 118 مدينة في مقاطعات نيجني نوفغورود، وتشيبوكساري (روسيا الوسطى)، وتومسك (سيبيريا)، وياكوتسك في اقصى الشرق الروسي، رغم تدني الحرارة الى 45 درجة تحت الصفر. وبحسب منظمة "او في دي-انفو" غير الحكومية فقد تم توقيف 180 ناشطا على الاقل في روسيا خلال التظاهرات. وكان فريق نافالني اكد على وسائل التواصل الاجتماعي ان الشرطة اقتحمت مكاتبه في موسكو وقطعت بثا مباشرا لتظاهرات في شرق البلاد. واضافوا ان الشرطة اوقفت عددا من اعضاء المنظمة التي اسسها "صندوق مكافحة الفساد"، وكذلك مؤيدين له في بعض المناطق. وكان نافالني (41 عاما) اعتقل ثلاث مرات في 2017 لأنه نظم تظاهرات غير مصرح بها، وضمت أحيانا آلاف المشاركين في جميع انحاء روسيا، وتخللها اعتقال المئات. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف محذرا الجمعة "اذا لم تحصل التظاهرة على التصريح، فستنجم عنها بالتأكيد عواقب على صعيد انتهاك القانون"، مؤكدا ان هذه التظاهرات لا تشكل "تحديا شخصيا" للرئيس فلاديمير بوتين. وقامت الشرطة الجمعة بعملية تفتيش في مراكز حملة نافالني في موسكو بعد ايام من عمليات مماثلة في عدد كبير من مراكز القيادة الاقليمية لحركته كما اعلن نافالني على تويتر. واعتقل عدد كبير من الناشطين. وكتب نافلني على تويتر ان رسائل نصية قصيرة تدعو الاهالي الى ألا يسمحوا لأبنائهم بالمشاركة في التظاهرات، قد انتشرت السبت. وعلى رغم المعوقات التي تضعها السلطات، أمن المعارض قاعدة مؤيدة له تضم عددا كبيرا من الشبان الروس. مقاطعة لأنه لا يستطيع الترشح الى انتخابات 18 اذار/مارس، ينوي نافالني التأثير على نسبة المشاركة من خلال دعوة الروس الى مقاطعة هذه الانتخابات. وكان قال في مقابلة حصرية "ليس ثمة انتخابات حقيقية في الوقت الراهن ونطالب بأن يعيدوها لنا". واضاف ان الانتخابات "تقضي في الواقع باعادة انتخاب بوتين". وكتب بعد ذلك على مدونته ان "استراتيجيتنا الفضلى والوحيدة تقضي اولا بالمقاطعة، وثانيا بالتظاهر الفعال من اجل المقاطعة، وثالثا بعدم الاعتراف لا بالانتخابات ولا بنتائجها". وما لم تحدث مفاجآت، يرجح ان يفوز في الانتخابات المقبلة الرئيس الروسي الذي حصل على اكثر من 61 بالمئة من نوايا التصويت، متقدما بأشواط على المرشحين الآخرين، كما افاد استطلاع للرأي اصدرته في كانون الأول/ديسمبر مؤسسة "فيتسيوم". وسيتولى بذلك الرئاسة لولاية رابعة تستمر حتى 2024. لكن انتصاره يمكن ان يشوبه ضعف نسبة المشاركة، المشكلة الحقيقية للسلطة، كما قال ليف غودكوف مدير مركز ليفادا المستقل لاستطلاعات الرأي. واضاف ان "المشاركة في هذه الانتخابات مسألة بالغة الأهمية بالنسبة لبوتين. انه يحتاج الى اعطاء الانطباع بانه لم يحقق فوزا مقنعا فقط، بل يتمتع بدعم شعبي وبالاجماع". وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، قال 58 بالمئة من الروس انهم سيدلون باصواتهم، مقابل 69 بالمئة في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2012 و75 بالمئة في اقتراع 2008 بحسب ارقام نشرها معهد ليفادا. ومع ذلك، سيواجه نافالني صعوبة في اقناع الروس بفكرة مقاطعة الانتخابات. وقال غودكوف ان "غالبية الناس سواء كانوا يريدون او لا يريدون التصويت، يعارضون المقاطعة". ورأى ان "عدد المشاركين (في التظاهرات) الاحد سيكون قليلا ربما باستثناء موسكو وسان بطرسبورغ".

مشاركة :