ذكرت صحيفة فرنسية أن عمليات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان العنيفة وارتجاله للأمور، يمثل مصدر قلق للكثيرين عبر العالم، لافتة إلى أن اتهامات السعودية لقطر تدعو إلى الاشمئزاز. تحت عنوان «ابن سلمان عثرات بالجملة»، استعرضت صحيفة «ليزيكو» الفرنسية بعض تلك السياسات، فذكرت أن الحرب في اليمن -التي بدأت منذ أكثر من عامين مع تحالف من 12 دولة لمحاربة تمرد محلي لـ جماعة الحوثي- فشلت فشلاً ذريعاً «تقشعر له الأبدان». سوء تقدير وأضافت أن سوء تقدير ابن سلمان -بل وتناقضه- بدا جلياً كذلك عندما احتجز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في الرياض، وأرغمه على تقديم استقالته من السلطة في نوفمبر الماضي، قبل أن يخلي سبيله بوساطة فرنسية. وذهبت صحيفة «ليزيكو» أبعد من ذلك، حين اتهمت السلطات في السعودية أن لديها ميولاً -تدعو إلى الاشمئزاز- بتعذيب جيرانها، من دون أن يقدروا بالضرورة التأثيرات الجيوسياسية لأفعاله. وضربت الصحيفة -كمثال على ذلك- اتهام ابن سلمان لقطر بدعم الجماعات الإرهابية -رغم أن تلك التهمة توجه إلى السعودية بشكل منتظم- وانزعاجه من علاقات الدوحة مع إيران، وهو ما أخذه ذريعة لفرض حصار اقتصادي على هذا البلد منذ يونيو 2017. لكن «ليزيكو» لفتت إلى أن نتيجة هذا الحصار جاءت عكس ما تشتهيه سفينة ابن سلمان، إذ إن الدوحة عززت من علاقاتها مع طهران منذ ذلك الحين. منطقة متوترة وأكدت أنه بذلك يعطي الانطباع باللعب بالنار في منطقة متوترة بشدة، ما جعل أحد المستغربين في السعودية يعلق قائلاً: «إن عدم الاستقرار الإقليمي هو أهم عوامل قلق للمستثمرين الأجانب». وعلى المستوى الداخلي، تحدثت الصحيفة عن الاعتقالات التي طالت في نوفمبر الماضي 200 من الأمراء ورجال الأعمال، بغية زيادة موارد الدولة. ووفق «ليزيكو»، فإن اعتقاله للأمير متعب ابن الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، واستيلاءه على قوات الحرس الوطني التي كانت تتبع لمتعب، ضمن له هيمنة كاملة على المملكة، غير أنه أضعف التحالف الذي كان قائماً بين عائلة آل سعود والقبائل. احتواء الشباب ولفتت «ليزيكو» إلى أن ابن سلمان يعي جيداً أهمية احتواء شباب بلده، خصوصاً أنهم -مثل كل الشباب في العالم- يعيشون مع «تويتر»، و»إنستجرام»، و»يوتيوب»، وهم متعطشون للحرية، ولن يقبلوا خنق ما لديهم من حريات. ونقلت في هذا الإطار عن أحد رجال الأعمال قوله إن ولي العهد «في عجلة من أمره، وهو يدرك أن الشباب يمكن أن ينقلبوا عليه». وحذرت الصحيفة من تداعيات خفض الأجور وزيادة أسعار المياه والكهرباء والبنزين بشكل كبير، وفرض القيمة المضافة على السلع، إذ «لا يمكن أن ينمو النبات عن طريق سحبه إلى الأعلى، وقطار الإصلاحات الذي ينفذه ابن سلمان وحشي للغاية، ومن شأنه أن يولد انفجاراً» على حد تعبير مسؤول سابق في شركة «توتال» الفرنسية بالسعودية.;
مشاركة :