قطر قادرة على تحقيق طفرة في البحوث الإكلينيكية

  • 1/29/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كتبت - هبة البيه:أكدت الدكتورة آمنة حسين الحاصلة على جائزة أفضل طبيب متدرب في دفعة 2017 من جامعة وايل كورنيل للطب - قطر ضرورة تطوير مجال الأبحاث الإكلينيكية في قطر من أجل تحقيق أحدث الممارسات الطبية والعلاجات الجديدة، خاصة أن الدولة لديها الإمكانيات والقدرة على إحداث فارق في هذا المجال. وقالت، في حوار مع الراية أنها تدرس ماجستير الصحة العامة في جامعة «جونز هوبكنز» العريقة، وهي الجامعة التي تحتل المرتبة الأولى في مجال الصحة العامة وفق الترتيب العالمي، بناء على منحة خاصة من مكتب سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني الرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر، على أن تقوم بالتخصص في الصحة العامة للأطفال واستكمال التدريب في كندا لاجتياز برنامج إقامة الأطباء في تخصص الأطفال لاكتساب تخصص الطب العالي. وأكدت رغبتها في الجمع بين الممارسة الطبية في مجال تخصص الأطفال وبين مجال إجراء البحوث الإكلينيكية والطبية المختلفة، وهو ما تعلمته من تجربتها الدراسية بالولايات المتحدة الأمريكية والتدريبات والبحوث التي أجرتها هناك وما تعلمته من التدريبات التي حصلت عليها في كندا. ونوهت بتوفير جامعة وايل كورنيل للطب – قطر العديد من الفرص الأكاديمية والتدريب العملي لها داخل وخارج قطر، ما ساهم في تطوير مهاراتها والحصول على خبرات متنوعة في مجال الطب ورؤية حالات مختلفة .. مشيرة إلى أنها كانت أول طالبة قطرية تسافر للحصول على بكالوريوس في العلوم الحيوية من جامعة وايل كورنيل بنيويورك، وبعد هذه التجربة شجعت طالبات أخريات على القيام بالتجربة حيث سافر في العام التالي 7 طالبات وطلاب آخرون. وأضافت أنها شاركت في العديد من المؤتمرات العالمية ومثلت دولة قطر، حيث قدمت أبحاثا في مجال مفاصل الأطفال «الروماتيزم» وكُلى الأطفال في مؤتمرات عالمية وبحوث في مجال جراحة الصدر وغيرها من المشاركات في كندا والولايات المتحدة، وحصلت خلال إحدى المشاركات على جائزة أفضل عرض شفهي عن بحث في مجال «كلى الأطفال» بالتعاون مع قسم الكلى في وايل كورنيل نيويورك، وكانت أصغر طالبة تقدم هذا العرض خلال المؤتمر .. وإلى تفاصيل الحوار : • حدثينا عن أهم الشهادات التي حصلتِ عليها داخل وخارج قطر؟اجتزت برنامج ما قبل الطب في جامعة وايل كورنيل قطر عام 2009، وفي عام 2012 كنت أول طالبة قطرية تحصل على بكالوريوس العلوم الحيوية من جامعة وايل كورنيل – اثيكا - بنيويورك في تخصص دقيق التغذية، وفي نفس العام قدمت بحثاً في جراحة الصدر في الجامعة الأم، وفي عام 2015 حصلت على تدريب وأجريت بحثا في كندا حول مفاصل الأطفال «الروماتيزم» وشاركت في مؤتمر دولي قدمت خلاله عرضًا عن النظام الصحي في قطر .. وفي عام 2016 شاركت في المؤتمر السنوي لجمعية بحوث الأطباء الأطفال في ولاية «فيلادلفيا» وحصلت خلاله على جائزة أفضل عرض شفهي عن بحث في مجال «كُلى الأطفال» بالتعاون مع قسم الكلى في وايل كورنيل نيويورك، وكنت أصغر طالبة أقدم هذا العرض خلال المؤتمر، كما شاركت في نفس العام في مؤتمر الكلى العالمي السنوي في ولاية «نيو أورليانز»، بعرض ملصق علمي، وكان من أكبر المؤتمرات العالمية بحضور نحو 40 ألف طبيب حول العالم، وفي عام 2017 تخرجت وحصلت على جائزة خاصة لأفضل طبيب متدرب في دفعة 2017. • وماذا عن خطواتك الدراسية المقبلة؟بعد التخرج حصلت على منحة دراسية خاصة من مكتب سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني الرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر للحصول على شهادة ماجستير الصحة العامة في جامعة «جونز هوبكنز» العريقة وهذه الجامعة وفق الترتيب العالمي في المرتبة الأولى في مجال الصحة العامة، لأتخصص في الصحة العامة للأطفال، وهو برنامج مدته عام، على أن أقوم باستكمال التدريب الميداني الخاص بي في كندا لاجتياز برنامج إقامة الأطباء في تخصص الأطفال لاكتساب تخصص الطب العالي. • وهل كان لك مشاركات في أنشطة تطوعية خلال دراستك؟شاركت في العديد من الفعاليات داخل وخارج قطر، منها مشاركات تطوعية قمت بها في مجال طب الأطفال والتوحد خلال فعالية نظمتها السفارة القطرية في واشنطن بالتعاون مع منظمة في التوحد.   • وكيف كانت تجربتك في وايل كورنيل قطر؟تجربة مميزة، فبعد اجتيازي لبرنامج ما قبل الطب أتيحت لي فرصة السفر الى الولايات المتحدة للتعرف على خبرات جديدة والحصول على شهادات إضافية وبرامج تدريبية وإجراء بحوث في مختلف المجالات، وكان هذا الأمر بالنسبة لي تحدياً لم أكن أتوقع النجاح، وكان متاحًا لدي استكمال شهادة الطب من اي جامعة خارج قطر، لكنني قررت العودة والحصول على الشهادة الأساسية من قطر، خاصة أن الفرص المتاحة لدى جامعتنا غير متاحة حتى في الجامعة الأم، وحرصت على جمع خبرات متنوعة ورؤية حالات مختلفة من جميع الجنسيات المقيمين في قطر في مستشفى حمد وكذلك تدربت في أمريكا وكندا ورأيت حالات أكثر اختلافاً ولذلك تكونت لدي خبرة في وقت قصير، فقد وفرت الجامعة لي فرصا كبيرة للدراسة والتدريب خارج وداخل قطر. • وماذا عن التخصص الذي تطمحين للعمل فيه مستقبلاً؟يجذبني بشكل كبير تخصص الأطفال بشكل عام وخاصة مجال طوارئ الأطفال، نظراً لأهمية هذا التخصص وقدرته على إنقاذ الأرواح والعودة بالحالات من المرحلة الخطيرة إلى الوضع الطبيعي، فأرغب في المساهمة في تحسين حالات الأطفال وإنقاذهم، خاصة وان هذه المهمة ليست سهلة وتتطلب علماً كبيراً لتشخيص الحالة والتدخل بشكل سريع، خاصة وأنني من الشخصيات التي لا تفضل الجلوس على المكاتب واستقبال المرضى بشكل تقليدي. • وما هي الأشياء التي أفادتك في تدريبك بالخارج وتتمنين تطبيقها في قطر؟اخترت أن أخضع للتدريب في الخارج رغم توفير التدريب الميداني بأعلى مستوى داخل قطر، لكن ما جذبني في الخارج هو اهتمامي بمجال الأبحاث الإكلينيكية فهو موجود بالخارج بشكل كبير ويعتمد الطب الحالي على مستوى العالم على تلك الأبحاث، وإذا نظرنا لأصل هذه الأبحاث نجد أن غالبية البحوث الطبية لاكتشاف الأمراض وسبل العلاج يتم تطبيقها في أمريكا ثم تعميمها على العالم، ولذلك أفكر في ضرورة أن يكون لدينا في قطر أحدث المعامل للأبحاث الإكلينيكية وأطمح أن أساهم في تطوير هذا المجال في قطر والدخول فيه لإحداث تغيير، خاصة أن مجال البحوث يحتاج خبرة العلوم الطبية، ولكنه أيضاً يحتاج لمهارات بحثية لتقديم الحلول العلملية للأمراض المختلفة وإجراء الدراسات اللازمة. • هل معنى ذلك أنك تسعين للجمع بين ممارسة طب الأطفال بجانب إجراء البحوث الطبية؟أتمنى الدمج بين الأبحاث الطبية والممارسة الطبية، خاصة أن الأطباء بالخارج لا يقتصر عملهم فقط على الممارسة الطبية ورؤية المرضى ولكن يقومون بإجراء بحوث يقومون من خلالها بتطوير أدائهم وربطه بمجال تخصصهم، وهو ما أطمح لتطبيقه خاصة أن المجال الطبي يتطلب التطوير الدائم والتعرف على أحدث ما يتم التوصل إليه، وقطر قادرة على القيام بهذا الأمر خاصة وأن لدينا الإمكانيات والكوادر البشرية والمؤسسات التي نستطيع أن نقوم بتطبيق هذا الشيء من خلالهم. • وما هي نصيحتك للفتيات المقبلات على المرحلة الجامعية؟أنصحهن بعدم الاستسلام لفكرة الإحباط نحو مجال الطب، خاصة أن الكثيرين يحبطوننا ويقولون تخصص الطب صعب ولا تستطعن اجتيازه، فعليهن عدم التأثر بالأفكار السلبية ولابد من أن يخضن التجربة بأنفسهن وزيارة الجامعات والتحدث مع الطلاب الذين خاضوا التجربة، ولا يعتمدن على نصيحة شخص واحد، وضرورة الاشتراك في البرامج التدريبية التي تقوم بتنظيمها قسم الاستقطاب في الجامعة سواء في مجال الطب أو مجال البحوث. وأكدت أن اللغة ليست عقبة لأنه يتم تعلمها في جميع المعاملات، وكنت أدرس في مدارس حكومية، لكن في النهاية لابد من التركيز على تحقيق النجاح والتحلي بالصبر والعزيمة والإرادة والثقة بالنفس .. تغيرت شخصيتي في هذا المجال وتعلمت الكثير من التجربة، وتعلمت أن كل إنسان لكي ينجح لا بد أن يؤمن بنفسه ويجتهد ليحقق ما يريد وليس شرطاً أن يكون في قمة الذكاء ولكن الأهم أن يكون مجتهداً. • ومن أكثر شخص شجعك في رحلتك الدراسية والعملية؟لطالما كانت والدتي أول الداعمين لي وأكثر شخص أكن له الفضل في تحقيقي النجاح، فهي أكثر شخص قام بتشجيعي ودعمي حتى إنها كانت تتابع مواعيد اختباراتي وتتابع كل تحركاتي سواء كنت في الدوحة أو بالخارج، وتحرص على معرفة جميع المواعيد وتتابعني وإذا كان هناك سبب بعد توفيق الله فيما وصلت إليه فالفضل يعود إلى دعمها .. كانت أمس تحاول دعمي منذ صغري وتطوير مهاراتي في العديد من المجالات فكانت تحرص على إدخالي دورات تدريبية في اللغات في سن صغيرة لتطوير ذاتي. • وكيف واجهتِ تجربة السفر بمفردك؟كانت تجربة صعبة في البداية ولكنني استطعت إقناع والديّ بالسفر بعدما وجدا أن طموحي ورغبتي في الوصول وتحقيق شيء ما أكبر من مخاوفهما ووافقا وشجعاني على اجتياز هذه التجربة .. كانت تجربة أول سفر في عام 2012 كأول قطرية تقوم بهذه التجربة فقد واجهت تحدياً، لكني حققت النجاح وأصبحت نموذجاً وشجعت طالبات أخريات للقيام بهذه التجربة. • وما أكثر شيء تفخرين بتحقيقه على مدار دراستك؟أفخر بكوني أصبحت نموذجاً يحتذى به من جانب الفتيات الأصغر مني فكثيرات من بعدي شجعتهن على دخول تخصص الطب، وكثيرات بسببي قررن تكرار تجربة السفر للخارج، ووجدن فيّ نموذجاً، وبالفعل بعد أن كنت أول قطرية تسافر للدراسة في هذا التخصص بالجامعة الأم بنيويورك، سافرت 7 فتيات من بعدي والعديد من الطلاب والطالبات للقيام بالتجربة. أنا فخورة بكل مشاركاتي وأنا أمثل دولتي الحبيبة قطر في الخارج خاصة أنني كنت أصر على كتابة اسم جامعتي في قطر لأن الكثيرين في الخارج لا يعرفون أن لدينا مدينة تعليمية بهذا المستوى العالمي وكنت دائماً أحرص على تعريف نفسي ورفع اسم بلادي.

مشاركة :