عهد التميمي أوَّل طفلة تُمنح لقب سفيرة النَّوايا الحسنة !

  • 1/29/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تُشكِّل انتفاضة الأقصى – 28 سبتمبر 2000 – 8 فبراير – 2004 فترة جدًا هامَّة من تاريخ النِّضال الفلسطيني ضدَّ العدوّ الإسرائيلي، تصاعدت فيها وتيرة الأعمال العسكرية بين المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، مرَّت خلالها مناطق الضفَّة الغربية وقطاع غزة بعدَّة اجتياحات إسرائيلية: منها الدرع الواقي وأمطار الصيف والرصاص المصبوب، خلالها جاء حصار الرئيس ياسر عرفات في منزله برام الله الذي استمر ثلاث سنوات، انتهي بتسميمه ومن ثَمَّ وفاته سنة 2004م .لا أنسى صرخاته وهو محاصر في داره ” ما بِدُّهُمْشِ سلام، ويُكرِّرها ما بِدُّهُمْش سلام”في هذه الأجواء العصيبة من تاريخ فلسطين ولدت عهد التميمي بعد ستة أشهر من اندلاع انتفاضة الأقصى ، فكانت والدتها كانت تعيش أقصى انفعالاتها الوطنية النِّضالية وعهد في أحشائها ممَّا أدَّى إلى انتقال هذه الإنفعالات إلى جنينها الذي كان في طور التكوين ، وهذا ثابت علميًا , أنَّ حالة الأم النَّفسيَّة والعصبيَّة والمزاجيَّة  لها دور فعَّال في تكوين الجنين .فضلًا عن الجينات النِّضاليَّة الموروثة من أبويها ،  فكثير من عائلتها من جهة الأبوين ما بين معتقل وشهيد . فوالدها أُعْتُقِل إحدى عشرة مرة ووالدتُها أُعتُقِلتْ خمس مرات، وكذلك إخوتها تعرَّضوا للإعتقال ، وأُسْتُشْهِدَ خالها وعمَّتها . بالإضافة إلى قريتها , قرية النبي صالح النِّضالية – وكلُّهم من آل تميم – . فبالرغم أنَّها تتكون من 600 شخص إلاَّ أنَّها أخذت على عاتقها إقامة مسيرات بعد صلاة كل جمعة على الدوام حاملين أعلام فلسطين وهم يهتفون بشعاراتهم الوطنيَّة , حاملين كاميرتهم لتصوير ما يحدث أثناء المسيرة وبثِّه على مواقع التواصل الاجتماعي ،  وغالبًا ما كانوا يتعرضون للإعتداءات من قبل جند الإحتلال بالأعيرة المطاطيَّة والقنابل المسيِّلة للدموع , ومرارًا وتكرارًا يقتحم جند الإحتلال منزلهم لمضايقتهم وتخويفهم وتهديدهم بالإعتقال             هذه هي عهد التميمي , أيقونة الطفولة والبطولة , عنوان الوطنية والكفاح !كما يُقال الإنسان ابن بيئته، فهذه هي البيئة والأجواء التي عاشتها وتعايشتها، وهذا يُبيِّن لنا  كيف تكوَّنت  الروح الوطنية النِّضالية لديها ؟  لذا لا نستغرب حين تقول وهي ابنة الأربعة عشر ربيعًا ” الرصاصة اللي بتقتل ناس بتزيدنا قوة , السجن مش راح يخوِّفنا , راح نضل نكمِّل مسيرتنا النِّضالية , إحنا اخترنا طريق المقاومة ولازم نتحمَّل شو بيصير علينا , شو بنخسر نتحمَّل كل الخسائر , كل شيء فدا فلسطين , يشرِّفنا نموت شهداء لفلسطين , فلسطين ربَّتنا ما نخافش من أشكال زي أشكالهم , أيضًا تقول أنا باحزن ع الشهدا , الله كاتب لنا يصير هيك ؟كلمات عهد التميمي في أقل من دقيقتين تعلِّم العالم كيف تكون الوطنية، الشجاعة، الكرامة ، التضحية، الفداء .طفلة في الرابعة عشر من عمرها تتلفَّظ بهذه العبارات :  “من حق شعبنا يختار المقاومة المسلَّحة أو المقاومة الشعبية . إذا ضلِّينا في بيوتنا ، مين بدُّه يحررها ؟ بتستنوا صلاح الدين يجي يحررها ؟ ليش ما نصنع من حالنا صلاح الدين واحنا نحررها ؟ “لا أتمالك أن أقابل كلماتها إلَّا بالبكاء مقابل كل جملة تنطقُ بها , حسرةً على معاناة هذا الشعب البطل , وفي نفس الوقت فرحةً بهذه الطفلة التي أصبحت أيقونة البطولة ورمز الوطنية والفداء . لمَ لا وهي بين يديّ قضاء الإحتلال الظالم الذي يُساومها على تخفيف الحكم عليها من سنتين إلى سبعة أشهر , مقابل اعترافها أنَّها على خطأ! بما أجابت عهد ؟ قالت لن أعترف ولو وصل الحكم لعشرين عامًا .تحية جليلة لهذه الأيقونة الرائعة ولأسرتها ولجميع عائلة التميمي ، ساكني قرية النبي صالح ، والتي تشكل بمقاومتها العنيدة شوكة في حلق السلطة الإسرائيليَّة .   لذا كُسِرَت القاعدة فكانت عهد التميمي أول طفلة في العالم تُمنح لقب سفيرة النوايا الحسنة من قِبل جامعة الحياة الجديدة بالسويد ، والتي ستمنحها أيضًا شهادة الدكتوراة الفخرية خلال هذا الأسبوع .    هنيئًا لعائلة التميمي . هنيئًا لقرية بني صالح بعهد ومثيلاتها الكُثر في هذه القرية المناضلة .مبروك يا عهد ! مبروك يا فخر العرب . مبروك يا رمز البطولة والعزة والكرامة ، يابنت فلسطين ، يا حفيدة الجبارين , يا خير المرابطين .ستة عشر من العمر ! والروح عملاقة ! ستة عشر من العمر مع شخصيَّة خلاَّقة ! كسرتِ خوفك ! تصدَّيتِ لعدوِّك ! لم تهابي سلاحه ! تراءت لك يدك وكأنَّها سلاح مسلَّط على عدوِّك , فجاءت منك أشهر عضَّة أكلها جندي يهودي .صورك الجميلة يا عهد في كل مكان ، سيرتك العطرة على كل لسان ، أصبحتي أُعجوبة هذا الزمان ، وأيقونة البطولة والعنفوان .

مشاركة :