أعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، عن مشاركته في "مؤتمر السلام بشأن سوريا" الذي يبدأ اليوم في مدينة سوتشي الروسية. وفيما عبر المجلس الوطني السوري عن "عدم سعادته" لمشاركة دي ميستورا في مؤتمر سوتشي، أبدت وزارة الخارجية الروسية ارتياحها لهذه المشاركة. وكان المجلس الوطني السوري المعارض قد أعلن يوم السبت الفائت عن مقاطعته المؤتمر، واصفاً إيّاه "بالمحاولة من قبل السلطة الحليفة للحكومة السورية لتهميش جهود الأمم المتحدة المبذولة لحل النزاع". وقالت الأمم المتحدة إن الأمين العام، أنطونيو غوتيريش، تلقّى تطمينات من الجانب الروسي بأنّ مؤتمر سوتشي لن يسعى إلى تهميش الجهود الأممية المبذولة لحل النزاع في سوريا. ورأى مراقبون أن مقاطعة المؤتمر من قبل المعارضة السورية يشكل ضربة للجهود الديبلوماسية الروسية. كذلك عبّر مغرّدون عن غضبهم من تمثيل الأمم المتحدة في المؤتمر ووجهوا الاتهام إليها بالتواطؤ على الشعب السوري، فيما تساءل أحد المغردين ساخراً إذا ما تمّ تعيين المبعوث الخاص للأمم المتحدة في الأمن العسكري السوري. في السياق أعلن مصدر كردي مسؤول عن مقاطعة الأحزاب الكردية للمؤتمر أيضاً مُحيلاً سبب المقاطعة إلى الهجوم التركي على عفرين، المدينة الواقعة في شمال سوريا. وأضاف المصدر متحدثاً إلى وكالة الصحافة الفرنسية "روسيا وتركيا هما الكفيلتان لمؤتمر سوتشي وهاتان الدولتان متفقتان فيما يتعلق بعفرين (على حساب الأكراد)، ما يعارض مبدأ النقاش السياسي أساساً". ودعت فوزة اليوسف المجتمع الدولي "إلى إنشاء منطقة حظر للطيران آمنة فوق شمال سوريا والمناطق الكردية". وكان الجيش التركي قد أطلق عملية عسكرية حملت اسم "غصن الزيتون" ضد مدينة عفرين الواقعة شمال سوريا منذ نحو عشرة أيام وما تزال الاشتباكات مستمرة بين الفصائل الكردية والجيش التركي المدعوم من قبل الجيش السوري الحر. ومن المتوقع أن يشارك في مؤتمر سوتشي نحو ألف مندوب سيخطّون بياناً يطالب الغرب برفع العقوبات والبدء بإعادة بناء سوريا. وكان المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا قد أعلن خلال اجتماع فيينا أنه تسلّم "بياناً من قبل وزارة الخارجية الروسية وأنها أحاطته علما بأن نتائج مؤتمر سوتشي ستقدم إلى جنيف كمساهمة في عملية المحادثات بين السوريين وبرعاية الأمم المتحدة ". ويعتبر مؤتمر السلام في سوتشي من النقاط التي توليها موسكو أهمية كبيرةً خصوصاً أن تسجيل أيّ نجاح في هذا المؤتمر لن يسهم إلا في زيادة مصداقية روسيا. ويقول مراقبون إن "الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مصمم على الخروج من عملية المفاوضات، كراعٍ أساسي ووحيد، للسلام في سوريا".
مشاركة :