كيف أقوّي مناعة ابني النفسية؟!

  • 1/29/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

منذ اليوم الأول للطفل في هذه الدنيا نهتم بمناعته الجسدية، وهذا عن طريق التطعيمات الدورية التي يأخذها من أول يوم.. ==== كذلك المناعة النفسية لدى الأطفال، يجب أن أهتم ببعض الأشياء منذ نعومة أظفارهم لتقوية مناعتهم النفسية ضد أمراض الاكتئاب والفشل وعدم القدرة على تحمل المسؤولية. وسأذكر لكم هنا بعض الأشياء التي يجب أن تعتبر بمثابة تطعيم نفسي للأطفال: 1-حضن الأم، وهو أهم وأقوى تطعيم يأخذه الطفل منذ أول ساعة له في هذه الدنيا، فالطفل كان يمكث لمدة تسعة أشهر في بطن أمه، يتمتع بالسكون والهدوء، لا أضواء ولا ضوضاء في عالمه، ثم ما إن يأتي إلى الحياة حتى يصطدم بزحمتها وأصواتها الصاخبة وأنوارها القوية، وهذا بالطبع يشعره بخوف وقلق شديدين، ولا يوجد شيء يمثل له الأمان كحضن أمه، ويبقى حضن الأم بهذه الأهمية طوال مراحل النمو المختلفة، فهو أكثر محفز نفسي يجعل الطفل يشعر بالأمان والحب، ويورث عنده سلاماً داخلياً. 2- يجب أن نترك أطفالنا يجربون كل شيء بأنفسهم، دعي طفلك يحاول تفكيك اللعبة وتركيبها دون تدخل منك؛ لإخباره بأنه هكذا سوف يخرب ألعابه، ربما تخرب اللعبة حقاً، ولكن سوف يُكوّن ولدك خبرة أهم وأغلى من تلك الألعاب. اتركيه يلعب بالشكل الذي يناسبه، يقعد على الزحليقة مقلوباً ويحاول النزول بظهره، يقلب الكرسي ويجلس بداخله ويمثل دور قيادة سيارة بدلاً من الجلوس عليه، يغير قوانين اللعبة ويبتكر قوانين جديدة.. دعيه يفعل ما يشاء دون تدخل منك، اتركيه يكتشف بنفسه ودعيه يجرب، ربما يخرج بما هو أجمل مما توقعتِ. 3- لا تكثري من مدحه لفعل الصواب بالتصفيق وإعطاء الهدايا والحلوى، دعيه ينمي دافعه الشخصي للنجاح. كثرة المدح تقتل عند الطفل الدافع الشخصي للنجاح وتجعل الهدف الرئيسي عنده للنجاح هو مدح الآخرين وعطاياهم. فقط شجعيه بكلمات طيبة "أحسنت / جيد"، وامدحي العمل الذي قام به "رسمة جميلة وتنسيق ألوانها جميل"، ولا تبالغي بمدحه "أنت أفضل رسام بالعالم"؛ بل ممكن أن تخبريه أنه موهوب في الرسم، وأنك تتمني أن يكون رساماً بارعاً في المستقبل. ولا تبالغي في المدح على العمل "هذه أجمل رسمة رأيتها في حياتي".. دعيه ينجح؛ لأنه يريد أن ينجح، ويفعل الصواب؛ لأنه صواب وليس لأنه سيرضي أحداً أو ينال إعجابه. 4- لا تجعلي قلقك على الطفل أو شعورك بأنه ما زال صغيراً يمنعك من تركه يتعلم الاعتماد على نفسه وينمي مهاراته. دعي طفلك يحاول النهوض والتمسك ببعض الأشياء؛ ليتعلم المشي دون أن تظهري له قلقك ودونما يدفعك هذا القلق لمنعه من فعل ذلك. دعيه يحاول أن يتعلم إطعام نفسه بنفسه، ارتداء ملابسه، غسل يده وأسنانه بمفرده. وعندما يكبر أكثر دعيه يتعلم حل مشكلاته بنفسه، وما عليكِ سوى المراقبة من بعيد وتقديم المساعدة إذا طلبها هو. دعيه يختار هو بين الصواب والخطأ بعد أن توضحي له عواقب كل اختيار، ثم دعيه يتحمل هو العواقب. وإذا أخطأ وفشل مرة وضّحي له أن هذا هو بداية النجاح وعلّميه كيف يستفيد من أخطائه. 5- أشعري ابنك أنه فرد وجزء من الأسرة؛ لذا فهو عليه واجبات كباقي الأفراد، لا تتحملي أنت وأبوه دائماً المسؤولية عوضاً عنه في كل شيء، دعيه يشارك. فوّضي إليه أيضاً بعض المسؤوليات الخاصة به هو، كأن يعطي المال بيده للبائع، أو يضع الملابس في الغسالة، أو يقدم الضيافة للضيوف، كل طفل بحسب سنه. مساعدة الطفل في المنزل وتحمله لبعض المسؤوليات له أكثر من ميزة، فمثلاً هذا يجعله أكثر ثقة في نفسه، ويُشعره بأنه عضو فعّال وإيجابي ومرغوب فيه، وينمي مهاراته ويعطيه خبرات مختلفة في الحياة، ويرفع قدرة الاعتماد على نفسه وتلبية حاجاته دون الحاجة لطلب المساعدة الدائم. 6- اسمحي له بمجالسة أشخاص مختلفين عنه في السن والوضع الاجتماعي والمستوى المادي والثقافي، لا تضيقي عليه الخناق بصداقات المدرسة والأطفال الذين في سنه فقط، لا بأس من الجلوس مع البائع والصيدلي والنجار وغيرهم، مع مراعاة تأكدك من أنهم أشخاص صالحون ذوو أخلاق طيبة. أيضاً شجّعيه على تعلم المهارات منهم، لا مانع من جلوسه مع البائع في البقالة ليتعلم كيف يقوم بالبيع، ويجلس مع النجار ليرى كيف يعمل ويتعلم بعض المهارات منه. هذا سوف يكوّن عنده خبرة ممتازة ويكسبه معلومات هائلة. أخيراً.. نريد أن نصنع أفراداً أصحاء نفسياً، أفراداً منسجمين نفسياً واجتماعياً مع أنفسهم ومع بيئتهم، يشعرون بالسعادة مع أنفسهم ومع الآخرين، ويكونون قادرين على تحقيق ذاتهم واستغلال قدراتهم وإمكانياتهم إلى أقصى حد ممكن، قادرين على مواجهة مطالب الحياة. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مشاركة :