«أبواق الفتنة» في السعودية لا تخجل من خلط الرياضة بالسياسة

  • 1/29/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بلغ تطاول بعض المحسوبين على مهنة الرياضة والإعلام في المملكة العربية السعودية مداه، فلم يجد أحد المحسوبين على مهنة التحليل الرياضي حرجاً من وصف الشعب القطري بـ «الحشرات» في برنامج تلفزيوني على المباشر، متنكراً لقيم الأخلاق، في حلقة جديدة من مسلسل الانتهاكات الجسيمة لبعض «أبواق الفتنة» التي طالت ميدان الرياضة، موازاة مع استمرار التحريض اللفظي، وبث خطابات الكراهية. ففي مدخلة في استوديو تحليلي، تطاول محمد الذايدي الذي يصنّف نفسه في خانة المحللين، بالتطاول على الشعب القطري بعبارات فاقدة لأدنى اللياقة والأدب، قائلاً: «نحن الكويت.. هم امتداد لنا، ونحن امتداد لهم.. ما حصل أن الحشرات القطرية اخترقت الكويت.. لا بد أن نقولها.. والسعودية تتحدث بشكل صريح.. الحشرات الكويتية اخترقت اللحمة الكويتية وبدأت تغذي الفتن في الكويت». وجاء في تقرير آخر لقناة سعودية: «فإن كان أشقاؤنا في الكويت نسوا من درّب وجند الإرهابيين في قطر، فإننا في السعودية لا ننسى.. وإن كان أشقاؤنا في الكويت يخافون من التأثير القطري عليهم، ولذلك يجاملونهم، فإننا في السعودية لا نخاف ولا نجامل، وسنعاملهم كالحشرات». وفي تصريح آخر، مضى الذايدي قائلاً: «الرياضة وكرة القدم استغلت استغلالاً بشعاً من النظام القطري». «تخبّط» الإعلام السعودي ولم تتوقف انتهاكات أشباه الإعلاميين والمحللين السعوديين عند هذا الحد، بل إن الانتهاكات طالت الرياضة، ومحاولة تلطيخها بسموم السياسة، من قبيل محاولة السعودية الضغط على الاتحاد الآسيوي ورفض لعب فرقها في قطر، قبل أن ترضخ صاغرة لقرار الاتحاد الآسيوي. كما أشارت إليه تغريدة للأستاذ عبد الله بن حمد العذبة رئيس تحرير صحيفة «العرب» القطرية والمدير العام للمركز القطري للصحافة، والتي يفضح تخبط الإعلام والإعلاميين السعوديين الذين انصاعوا لقرار الاتحاد الآسيوي، ولم يجدوا مبرراً سوى إنهاء خدمات سامي الجابر، للتغطية على إخفاقهم أمام قوة القوانين التي تحكم الرياضة، بدل قانون القوة الذي حاولوا فرضه! الذايدي الذي يتحدث بلسان المحلل الرياضي، عاد ليبث سمومه في شأن سياسي، متحدثاً هذه المرة عن فريضة الحج، محرضاً ضد قطر، ومدعياً في برنامج تلفزيوني أن «الإيرانيين استخدموا قطر لمحاولة الشوشرة على فريضة الحج». «حقوق الإنسان» تتوعّد وليس الذايدي أول ولا آخر الأصوات التي تجاهر بالتحريض ضد المواطنين القطريين. فاللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، أعلنت في وقت سابق على لسان رئيسها سعادة علي بن صميخ المري أن اللجنة لن تتراجع عن خطوات مقاضاة المسؤولين المتورطين في انتهاكات الحقوق الأساسية للمواطنين القطريين، مشيراً في حوار لـ «الشرق» إلى تلقي اللجنة 3993 شكوى تتعلق بثمانية أصناف من الانتهاكات، تمثل جميعها سوابق قانونية في انتهاكات حقوق الإنسان وقضاياهم أمام المجتمع الدولي، متوعداً بأن حقوقهم لن تضيع وسوف يتم متابعتها من قبل اللجنة والجهات الحقوقية الأخرى، بالإضافة إلى أجهزة الدولة المختصة. وشدّد المري على أن هيئته ترصد وتوثق كل خطابات الكراهية والدعوات العنصرية والتحريض على العنف الصادرة عن المسؤولين في دول الحصار وعن وسائل إعلامها، وتعكف حالياً على تحضير ملف قانوني لمقاضاة هؤلاء وتحديد مسؤوليتهم، خاصة أن العديد من الدعوات وصلت إلى حد المطالبة بقتل القطريين والدعوة إلى القيام بعمليات إرهابية في دولة قطر، كما وصلت ببعض الدعوات إلى القذف والسب والطعن في الشرف، قائلاً: «لقد وصلنا إلى مرحلة من الانحدار والانحطاط قد ينذر بتمزيق النسيج الاجتماعي الخليجي، الأمر الذي حذرنا منه مراراً». المفوضية السامية تدين وكانت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، قد وثّقت في تقريرها الرسمي عن حصار قطر، حدوث انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، ونشر خطابات التحريض والكراهية من قبل مسؤولين ومؤسسات إعلامية بدول الحصار. وثّق تقرير البعثة الفنية للمفوضية السامية أكثر من 1120 مقالاً، وما يقارب من 600 كاريكاتير ضد قطر، بين شهري يونيو وأكتوبر 2017. وأشارت إلى أن 5 ملايين تابعوا تغريدة سعودية مؤداها الإفتاء بقتل أمير قطر، وتغريدة أخرى سعودية حذرت من إمكانية إرسال مليون مفخخ يمني إلى قطر، و800 وشاية ضد سعوديين بتهمة التآزر مع قطر. وتطرّق تقرير المفوضية السامية إلى العديد من الانتهاكات التي قامت بها –ولا تزال- دول الحصار، من قبيل خطاب الكراهية والتحريض والقيود المفروضة على حرية التعبير من طرف دول الحصار، كما تطرّق إلى انتهاكات الحق في حرية التنقل والاتصال ولمّ شمل الأسر، والتأثير على الحقوق الاقتصادية، وعلى الحق في التملك، وعلى الحق في الصحة والحق في التعليم. التحريض ضد منتخب قطر وذكر الموقع أن لجنة الفيفا أرسلت وفداً يمثلها إلى الكويت لمراقبة مجريات بطولة كأس الخليج عن كثب منذ انطلاقها في 22 ديسمبر الماضي. ورصدت اللجنة وتيرة صادمة للتحريض ضد منتخب قطر على خلفية أزمة الخليج المستمرة منذ ستة أشهر. وقدّم خطاب «فيفا ووتش» دلائل على تعرض لاعبي المنتخب القطري لتحريض وهجوم من دول الإمارات والسعودية والبحرين ميدانياً وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وشبكات الإنترنت ومحاولة السخرية منهم والنيل من معنوياتهم. وعليه توصلت لجنة الفيفا إلى الامتناع عن أي موقف إيجابي بشأن دعم نظر لجنة المسابقات في الاتحاد الدولي في إمكانية الاعتراف الرسمي من الاتحاد ببطولة كأس الخليج لتكون بطولة رسمية تستحق الإدراج في «الروزنامة» الدولية. الكراهية والعنصرية تجدر الإشارة إلى أن قوانين الفيفا تجرم وتمنع إدخال التجاذبات السياسية في الرياضة. وقبل وقت قريب، دفعت الشعوب الثمن غالياً، جراء ممارسات دول الحصار، حيث تسببت الممارسات العنصرية والتحريض ضد المنتخب القطري والجماهير القطرية في وقف اعتماد بطولة الخليج ضمن البطولات العالمية. وأعربت لجنة مختصة في الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» عن صدمتها إزاء التحريض الذي تعرض له منتخب قطر في بطولة كأس الخليج العربي التي جرت في الكويت، من قبل دول الإمارات والسعودية والبحرين، والمخالفات المرتكبة لأخلاقيات الاتحاد الدولي وبطولاته ومبادئ كرة القدم. وقال موقع (PLAYS Report SPORTS) الناطق بالإنجليزية، إن لجنة الفيفا صدمت من واقع بطولة كأس الخليج العربي الأخيرة في الكويت، وتحوُّل البطولة إلى منصة للعنصرية والكراهية والتفريق بما يخالف مبادئ كرة القدم والاتحاد الدولي.;

مشاركة :