ثقافي / القط العسيري .. فن "ألوان الطبيعة" الذي تخطى الحدود ليصل إلى العالمية / إضافة ثانية

  • 1/29/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

و قسم الباحثون (ومنهم مرزوق) الذين درسوا فن"القط العسيري" الأنماط الزخرفية بحسب الأقاليم والموقع الجغرافي، حيث يمكن تصنيفها إلى الزخارف الشعبية في السهل التهامي ، والزخارف الشعبية في الأصدار ، والزخارف الشعبية في مرتفعات السراة ،والزخارف الشعبية في الهضاب الداخلية" . ويسرد الدكتور علي مرزوق تحليلا فنيا للأنماط الزخرفية معتمدا على دراسة شخصية وبعض الدراسات العلمية التي سبقته ، قائلا" تعد الخطوط الأفقية الأكثر شيوعاً في جميع محافظات ومراكز عسير بل لا يكاد يخلو مسكن تقليدي منها ، فهناك مساكن اكتفت برسم الخطوط الأفقية المتوازية فقط في تجميل غرفها الداخلية ، ولعل السبب في كثرة استعمالها يعود لما فيها من معاني السكون والثبات والامتداد ،أما الخطوط المنكسرة فهي عبارة عن مجموعة خطوط تحولت من الوضع الساكن المستقر المتوازن إلى الوضع الرأسي الصاعد أو إلى الوضع المائل المتحرك ولقد استخدمت الخطوط المنكسرة في الزخرفة والتزيين بمنطقة عسير في أكثر من وضع ومن ذلك ما نشاهده على جانبي الدرج حيث تتحول الخطوط الأفقية إلى أرسيه ثم إلى أفقيه مرة أخرى، وبالنسبة للخطوط المنحنية فتعتبر جزء من محيط دائرة يتكرر بصورة موجية يشعر المتلقي بالحيوية والمرونة ، وإذا نظرنا إلى الخطوط المائلة ، فنشعر أنها غير مستقرة وتعطي أحساساً بالحركة وعدم الاستقرار . وعن طبيعة الألوان المستخدمة في "القط" يفصل مرزوق قائلا: الفنانة الشعبية (القطاطة) في منطقة عسير كانت تتعامل مع ثلاثة أنواع من الألوان هي الألوان المستخلصة من مساحيق الأحجار الكلسية أو من الطينات الملونة أومن بعض النباتات والثمار ، وهذه الألوان الطبيعية تقوم بتحضيرها بنفسها وذلك بإضافة المواد المثبتة والملمعة إليها، والنوع الثاني من الألوان المستخدمة هي ألوان جاهزة الصنع على شكل مساحيق (بودرة) كانت تستورد من بعض الدول المجاورة، وبإضافة الماء والمواد المثبتة إليها يتم التلوين بها، أما النوع الثالث فهي الألوان الزيتية الحديثة مع ملاحظة أن هذا النوع من الألوان الحديثة لم يستعمل إلا في وقت قريب" مضيفا" تعاملت القطاطة مع الألوان الأساسية وهي الأحمر والأصفر والأزرق بشكل رئيس إضافة إلى الألوان الثنائية مثل الأخضر والبرتقالي . أما الألوان الثلاثية فاستخدمتها في الوقت الحاضر ، فبعد أن عرفت الفنانة الشعبية فاطمة أبو قحاص تقنيات الألوان وعمليات المزج والتركيب اللوني استخدمت الألوان الثلاثية و(الدرجات الظلية ) للحصول على ألوان متعددة بكل اقتدار كما أظهرت قدرتها الفنية في توزيع الألوان بشكل متناسق". // يتبع // 13:54ت م  ثقافي / القط العسيري .. فن "ألوان الطبيعة" الذي تخطى الحدود ليصل إلى العالمية / إضافة ثالثة واخيرةوفي تحليله للألوان المستخدمة في "القط" يرى الباحث الفرنسي الشهير "تيري موجيه" أن استخدام الصبغات الطبيعية ذات الأصل المعدني والنباتي ومحدودية الألوان في النقوش القديمة ، فرضته محدودية الصبغات المتوافرة محلياً وقتها، مشيرا إلى أن المادة كانت تطحن حتى تصبح مسحوقاً ناعماً على رحى من الحجر(مطحنة) مؤلفة من قطعة مقعرة ومسحق مغزلي الشكل ، ثم يذوب المسحوق في الماء والراتنج ليصبح لزجاً وأكثر تماسكاً وسريع الالتصاق وهذه الألوان كلها كانت تستخدم كما هي دون أن تخلط بألوان أخرى لتصمد قرابة خمسين عاماً . كانت النساء يصنعن بوردة من طبقات من الجبس (المسمى حجر الجفصين ، الجص) تجمع من الجبل ويضفن إليه "الراتنج" وكان الخليط الناتج يضفي على الجدران مظهراً لامعاً وناعماً بعد هذا يصبح بالإمكان تلوين هذه الطبقة بسهولة بمختلف الصبغات وبهذه الطريقة كان يتم تحضير اللون الأخضر بمكيات كبيرة . ويعلق موجيه على الأمر بالقول "إذا كان بإمكاننا أن تفترض بأن خيار اللون الأخضر كان يعتمد على حتمية مزدوجة طبيعية وثقافية في آن واحد ، وهي وفرة المواد الأولية لهذا اللون والمنزلة العالية للأخضر في الثقافة الإسلامية ، فيبدو أن العامل الثقافي هو الأقوى . ولفن "القط" مفردات بصرية يقسمها الباحث في التراث علي إبراهيم مغاوي إلى 10 أنواع هي " البنات" و" الأرياش" و" المحاريب" و" الركون" و" البلسنة" و" الأمشاط" و"التعذيق" و" سنكرولي" و" المثالث والمخامس" و" الكف" و" الشبكة" . ويشير مغاوي إلى أن مفردة" البنات" هي طابع فني يرمز إلى الأنثى ويأتي غالبا في أعلى نقش "القط" ، أما "الأرياش" فهي تأتي على شكل نباتات ربما تعكس العلاقة بين الأنثى والنبات، وترمز "المحاريب" إلى الجانب الديني الذي يعتز به المجتمع ، و"الركون" أشكال مثلثة كبيرة متجاورة ، و" البلسنة" عبارة عن دوائر صغيرة ومنقوطة ، وتعتمد "الأمشاط" على خطوط متوازية تتجه إلى الأعلى أو الأسفل وكأنها أسنان المشط. ويضيف مغاوي: بالنسبة لرمز"التعذيق" فهو عبارة عن ثلاث نقاط تشبه عذوق الذرة، أما "المثالث والمخامس" فهي ثلاثة خطوط أو خمسة متوازية تأتي في أسفل النقش كفاتحة له ، وقد تأتي منفردة في بيوت الدرج . بدوره يتميز "الكف" بخطوط متوازية مختلفة الألوان في أسفل جدار الغرفة ، أما "الشبكة" فهي رمز فني يتشكل من معينات ومربعات هندسية متداخلة تأخذ لونا موحدا ويندر أن تتعدد الألوان فيها. وـ بحسب ما ذكره مغاوي ـ فإن من أبرز رائدات "القط" اللاتي اشتهر بعضهن منذ حوالي 150عاما ، جحاحة بنت بريدي و فاطمة بنت امسباع، وآمنة بنت محمد بن هادي، فاطمة بنت محمد الزهر، شريفة بنت أحمد الألمعي، وفاطمة بنت علي أبوقحاص. // انتهى // 13:54ت م www.spa.gov.sa/1714565

مشاركة :